السياحة في قلب الألعاب الأولمبية.. الشعلة الأولمبية من باريس إلى لوس أنجلوس
بعيدا عن الإنجازات الرياضية، كانت مدينة باريس الرابح الأكبر في هذه الألعاب الأوليمبية، إذ قدمت خلفية مذهلة لجميع الفعاليات، حتى الآن، كما شهدت المدينة أيضا زيادة ملحوظة في عدد السياح، وهو ما كان يثير الشكوك حول إمكانيته.
وبينما يتوجه الجمهور إلى مواقع الأحداث الرائعة ـ مثل الكرة الطائرة الشاطئية عند برج إيفل، والفروسية في فرساي، والتزلج على الألواح في ميدان الكونكورد، وركوب الأمواج في "جدار الجماجم"، تشير التقارير الأولية إلى نجاح تجاري في أيام افتتاح الألعاب الأوليمبية أيضا، أفادت المصادر بأن المدينة شهدت زيادة بنسبة 20% في عدد السياح، وارتفعت معدلات إشغال الفنادق إلى أكثر من 80%.
ومع اقتراب الألعاب الأوليمبية، كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع كبير في أسعار الإقامة بسبب توافد الزوار إلى المدينة، ومع ذلك، أظهرت التقارير السابقة لهذا العام أن الحجوزات السياحية لم تكن كما كان متوقعا، وقد قامت الفنادق بخفض الأسعار، وأبلغت الخطوط الجوية الفرنسية عن تراجع كبير في الأعمال التجارية بسبب توجه الناس لتجنب باريس.
أعداد السياح في باريس
ذكرت شبكة بلومبرج أن 87٪ من المتفرجين الأولمبيين من المرجح أن يكونوا فرنسيين وذلك قبل الألعاب، لأن البنية التحتية للمدينة القائمة كانت تستخدم لاستضافة الأحداث، فقد خشي بعض السكان المحليين أن تصبح باريس مزدحمة للغاية، قرر العديد من الباريسيين مغادرة المدينة إذا استطاعوا، وطاردتهم تهديدات الشوارع المزدحمة والأسعار الباهظة وشجعتهم فكرة تأجير العقارات للقادمين من خارج البلاد.
ومع ذلك، لاحظتOmio، منصة السفر التي تتيح للمسافرين حجز جميع تذاكر العبّارات والحافلات والقطارات والرحلات الجوية في مكان واحد، أن المواطنين الفرنسيين خارج باريس لم يتجنبوا الألعاب وكانوا يحجزون القطارات والرحلات الجوية إلى باريس بمعدل أعلى من المعتاد، المسافرون الفرنسيون هم ثالث أعلى عدد من مستخدميOmioالوافدين إلى مدينة الأضواء، بعد ألمانيا والمملكة المتحدة.
وتشير صحيفة Les Echosإلى أن عدد زوار منطقة باريس ارتفع بنسبة 20% على أساس سنوي في الفترة من 24 إلى 27 يوليو، وذلك وفقا لإحصائيات Choose Paris Region، وهي الوكالة المختصة بالأعمال التجارية الدولية في منطقة إيل دو فرانس (الباريسية).
مكتب السياحة في باريس ذكر أن عدد السائحين في المدينة بلغ 650 ألف سائح خلال الفترة بين 24 و27 يوليو، بزيادة قدرها 17.3% بالنسبة للزوار الفرنسيين و14.8% بالنسبة للأجانب، وأفادت تقارير شبكة بلومبرج بأن هناك زيادة في عدد السائحين القادمين جوا بنسبة 8%، حيث بلغ عددهم 450.600 مسافر.
وكانت نسب السياحة القادمة من بعض الدول كالتالي: من الولايات المتحدة 29% من الوافدين الدوليين عبر المطارات (132.000 أمريكي في المجموع)، ويليهم الكنديون واليابانيون والألمان والإسبان، كما ارتفعت معدلات إشغال الفنادق بنسبة 80% خلال الفترة بين 24 يوليو و8 أغسطس، وتفيد الشائعات أن الفنادق تفرض رسوما أعلى بنسبة 24% مقارنة بصيف العام الماضي بمتوسط 324 يورو في الليلة، ومن المتوقع أن ترتفع نسبة الإشغال إلى ما يقرب من 90% خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى من أغسطس، وفقا لاتحاد المهن والصناعات الفندقية.
وبلغ متوسط السعر لليلة الواحدة للإيجارات المفروشة وغير المفروشة 234 يورو، وهو أعلى بنسبة 40% عن الصيف الماضي، وتم إحصاء حوالي 358500 شخص في حفل الافتتاح على طول نهر السين، ومن بين هؤلاء، كان 62% من السياح الدوليين.
أهم المعالم السياحية في باريس
تتميز مدينة باريس بمقومات السياحة الرائعة التي تجمع بين التاريخ والثقافة والفن، حيث أن المدينة الرائعة تضم العديد من المعالم السياحية البارزة، والتي يمكنك زيارتها على هامش حضور أولمبياد باريس، إليك أبرز هذه المعالم:
• برج إيفل: يعتبر من أشهر المعالم في باريس والعالم، وهو رمز للمدينة، يمكنك الصعود إلى القمة للاستمتاع بإطلالة بانورامية رائعة على المدينة.
• كاتدرائية نوتردام: واحدة من أبرز معالم العمارة القوطية، وتعتبر تحفة فنية معمارية، رغم الأضرار التي تعرضت لها في الحريق الكبير عام 2019، إلا أن أعمال الترميم جارية.
• متحف اللوفر: من أكبر المتاحف الفنية في العالم، يضم مجموعة ضخمة من الأعمال الفنية، بما في ذلك لوحة "الموناليزا" الشهيرة.
• قوس النصر: نصب تذكاري مهيب يقع في ساحة شارل ديغول، ويحتوي على نُصب تذكارية للأبطال الفرنسيين.
• شارع الشانزليزيه: واحد من أشهر الشوارع في باريس، وهو محاط بالمتاجر والمطاعم، ويمتد من قوس النصر إلى ميدان الكونكورد.
• ميدان الكونكورد: أحد أكبر الساحات في باريس، يتميز بالنافورة والمسلة المصرية القديمة.
• الحي اللاتيني: منطقة حيوية ومليئة بالمطاعم والمحلات التجارية والمقاهي، وتعتبر مركزا ثقافيا وتعليميا.
• مونمارتر: حي تاريخي على قمة تل مونمارتر، يشتهر بكنيسة "ساكري كور" وبتاريخه الفني والفنانين الذين عاشوا وخلقوا فيه.
• الحدائق التويليرية: حدائق رائعة تقع بين ميدان الكونكورد وقصر اللوفر، مكان مثالي للتنزه والاسترخاء.
• متحف أورسيه: متحف يضم مجموعة مذهلة من أعمال الفن impressionism وPost-Impressionism، بما في ذلك أعمال لفان جوخ، ومنيه، ومانيه.
• باسيلكا دي ساكري كور: كنيسة بيضاء رائعة على قمة تل مونمارتر، توفر إطلالات رائعة على باريس.
• قصر فرساي: يقع خارج باريس، لكنه يستحق الزيارة، فهو يعرض الفخامة المعمارية وحدائقه الواسعة، وكان مقرا لإقامة الملك لويس الرابع عشر.
عقب انتهاء فعاليات دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، تتوجه الشعلة الأولمبية إلى لوس أنجلوس في كاليفورنيا حيث يقام أولمبياد 28.
أولمبياد لوس أنجلوس 2028
تعرف مدينة لوس أنجلوس بـ "مدينة الملائكة" (City of Angels) ، مدينة كبيرة تقع في ولاية كاليفورنيا، وتعد من أهم المدن في الولايات المتحدة على صعيد الثقافة والترفيه، ومن المقرر أن تستضيف دورة الألعاب الأولمبية عام 2028، تقع المدينة على الساحل الغربي للولايات المتحدة، وتطل على المحيط الهادئ، يتميز مناخها بالاعتدال، مع شتاء معتدل وصيف دافئ وجاف، وتشرق الشمس غالبا على مدار السنة.
أبرز معالم لوس أنجلوس
لوس أنجلوس، المدينة العالمية الرائعة تشتهر بتنوعها الثقافي وصناعتها الترفيهية، وتضم العديد من المعالم السياحية الرائعة، إليك أبرز هذه المعالم:
• هوليوود: تضم المدينة علامة هوليوود الرمز الشهير الذي يعلو تلال هوليوود، وهو أحد أشهر المعالم في المدينة، والذي يقبل عليه الكثير من السياح من كل أنحاء العالم، إلى جانب زيارة مسرح كوداك أو ما يعرف حاليا بمسرح Dolby وهو المكان الذي يستضيف حفل توزيع جوائز الأوسكار، ويعتبر من أبرز المعالم الثقافية في هوليوود.
• شاطئ سانتا مونيكا: يتميز برصيفه المميز ومرافقه الترفيهية، ويعتبر مكانا رائعا للاستمتاع بالشمس والمحيط.
• استوديوهات يونيفرسال: وجهة ترفيهية شهيرة تقدم جولات خلف الكواليس وتجارب ترفيهية مستوحاة من أفلام هوليوود.
• متحف الفنون الجميلة في لوس أنجلوس (LACMA): أكبر متحف فني في الغرب الأمريكي، يضم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية من مختلف الثقافات والفترات الزمنية.
• جروف: مركز تسوق وترفيه شهير، يحتوي على مجموعة من المتاجر والمطاعم، ويعتبر مكانا ممتازا للتسوق والتمتع بالأنشطة.
• متحف التاريخ الطبيعي في لوس أنجلوس: يحتوي على مجموعات رائعة من الحفريات والمعروضات المتعلقة بالتاريخ الطبيعي.
• حديقة حيوان لوس أنجلوس: موطن لمجموعة متنوعة من الحيوانات، وتوفر تجربة تعليمية وترفيهية رائعة للزوار.
• مركز جرامي: مكان يستضيف حفلات توزيع جوائز الموسيقى ويوفر تجارب موسيقية وترفيهية متنوعة.
• حديقة الواجهة البحرية: مساحة مفتوحة تطل على المحيط، مناسبة للتنزه والاسترخاء.
• مكتبة لوس أنجلوس العامة: واحدة من أكبر المكتبات العامة في الولايات المتحدة، وتقدم مجموعة واسعة من الموارد الثقافية والتعليمية.
• متحف كاليفورنيا للعلوم: متحف تفاعلي يقدم مجموعة من المعارض العلمية والتعليمية الممتعة.
• تيتل دي سيتي: منطقة تسوق وتسلية مميزة، تتضمن مجموعة من المطاعم والمتاجر.
• تلال أوغوستين: مكان هادئ يوفر مناظر رائعة للمدينة والمحيط، وهو مثالي للمشي والتجول.
• استوديوهاتوارنربراذرز: جولات خلف الكواليس التي تقدم لمحة عن كيفية صنع الأفلام والعروض التلفزيونية.
تعتبر هذه المعالم بعضا من أبرز ما يمكن أن تشمله رحلة سياحية إلى لوس أنجلوس، خلال دورة الألعاب 2028 والتي من الممكن أن تساهم في جعل المدينة وجهة سياحية متنوعة وجاذبة.