فاطمة البنوي

"عن جدتها الراحلة وتجدد مسيرتها".. رسائل ملهمة من فاطمة البنوي في مشاركتها بمهرجان البحر الأحمر السينمائي

محمد عبد المنعم
10 ديسمبر 2025

الفنانة السعودية فاطمة البنوي تعيش لحظات خاصة ومؤثرة خلال مشاركتها في الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، حيث يمثل لها المهرجان عودة إلى نشاطها الفني والسينمائي بعد الفترة الصعبة التي مرت بها مؤخراً بعد وفاة جدتها.

فاطمة البنوي تتجاوز أحزانها في مهرجان البحر الأحمر السينمائي

وتجاوزت الفنانة السعودية فاطمة البنوي أحزانها بظهورها الأول بعد وفاة جدتها في شهر نوفمبر الماضي، من خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي، حيث سجلت حضورها خلال الدورة الخامسة من المهرجان، وخطفت الأنظار في حفل افتتاح المهرجان بالإضافة إلى مشاركتها في الفعاليات وفي إدارة ندوات نقاشية مع النجوم في المهرجان، وتذكرت فاطمة البنوي جدتها الراحلة برسالة مؤثرة في تعليقها على صورها في حفل افتتاح المهرجان.

فاطمة البنوي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي
فاطمة البنوي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي

وقالت فاطمة البنوي في رسالتها المؤثرة عبر حسابها بانستقرام: "أحبكِ يا ستو.. أرتدي الزهور وأصفف شعري من أجلكِ، اشتقتُ للمرور بجانب غرفة المعيشة لأريكِ ملابسي قبل مغادرة المنزل، اشتقتُ للالتفات لأريكِ كيف يتمايل الفستان.. إنه يتمايل قليلاً. لكنني أعلم أنكِ معي، أعلم أنكِ ترينني.. أعلم أنكِ كنتِ ستحبين هذه الإطلالة، وهذا هو الأهم لابنتكِ الصغيرة.. وقرأت المعوذات وآية الكرسي، لا تخافي".

فاطمة البنوي
فاطمة البنوي

فاطمة البنوي تحتفي بمرور 10 سنوات على مسيرتها السينمائية

⁨ وشاركت بعد ذلك الفنانة فاطمة البنوي الجمهور رسالة مؤثرة وملهمة عن خواطرها في مهرجان البحر الأحمر، وتحدثت عن ما فكرت به خلال مشاركتها في المهرجان، ومن وحي تجاربها الأخيرة، وكذلك عن تجدد مسيرتها الفنية بعد مرور 10 سنوات عليها، وقالت: "افتتاح سلس للدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، سرتُ مع التيار بلا تكلُّف، مسترخية، حاضرة.. فضولية، وكأني أحضر عرس بنت خالي، سألتني أحد الصديقات: "من هي منسقة إطلالتك؟" ارتبكت لأني لم أعيّن منسقة، ولكني ندمت على هذا التردد فكان علي أن أجيب عليها بكل ثقة: "جدّتي!"".

فاطمة البنوي
الفنانة فاطمة البنوي

وأضافت فاطمة البنوي: "ولكن بعد مرور كم يوم، أتساءل بصوت عالٍ مع قارئ رسالتي: هل شعرتُ بهذه السلاسة والانسجام لأني غيَّرت نهجي في التعامل مع البروتوكولات وإجراءات التنسيق للإطلالات والقلق المصاحب لها، أم أن الأجواء كانت بالفعل سهلة وسلسة؟ هل أنا من أرى الجمال والأناقة والمحبة، أم أن العالم مليء بهم فعلاً؟ هل مرّ عليّ وقت كنت أرى فيه الحياة قاتمة رغم وجود بريق من نور هنا وهناك، ما كنت قد لاحظته؟ لا أعلم، ولا تهمني معرفة الإجابة. ربما ينظر الإنسان إلى الحياة بعين طبعه، وفي هذه اللحظات، أريد أن أرى الدنيا سلسلة. فالدنيا تمر كمرور الكرام، دون انتظار إذنٍ من أحد أو إشارةٍ مني أو منك، والشاطر من يستثمر رغم قلة الفرص، ويستمتع رغم صعوبة المعركة، ويكسب رغم تفاقم الخسائر. لا ييأس ولا يحارب، حتى لا يخسر روحه".

فاطمة البنوي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي
فاطمة البنوي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي

واختتمت فاطمة البنوي رسالتها قائلة: "مكسورة قليلاً من بعض الجوانب، لكنِّي أحاول جمع الأجزاء وإعادة تركيبها شيئًا فشيء. أذكّر نفسي بشكل مستمر بأن الألم يولد الجمال، والتجارب تُثري القصص، رغم أني أشعر أني وصلت إلى مرحلة الاكتفاء من الجمال لو أنه مشروط بألم. وكصانعي أفلام، علينا أن ندرك أن ارتفاع مستوى الجمال في أعمالنا يترافق مع تحديات إضافية، وكأنها علاقة متوازية: كل ما زاد الألم زاد الجمال وبالتالي زادت الحاجة للاحتواء والاهتمام والانتباه. ولكن هل يحصل ذلك؟ متشجعة لتجديد مساري المهني، والاحتفاء بمرور عشر سنواتٍ لي في الصناعة السينمائية، خمسٌ منها مع هذا المهرجان الجميل الذي يحتضن التاريخ والقصص والثقافات في مسقط رأسي. يليق بك يا جدة".

فاطمة البنوي في طفولتها مع جدتها
فاطمة البنوي في طفولتها مع جدتها

فاطمة البنوي تودع جدتها برسالة مؤثرة

وكانت فاطمة البنوي قد مرت بوقت صعب مؤخراً بعد وفاة جدتها، واستعادت ذكرياتها معها قبل وفاتها بعد مرور والدتها بأزمة صحية، وقالت وقتها في رسالتها عن جدتها: "جدتي نورٌ خالص.. ستُفتن بجمالها، لدرجة أنك ستنسى الكرسي المتحرك الذي تجلس عليه. بالنسبة لها، الأحمر في الصباح، والبرتقالي في الظهيرة، والأخضر في المساء، والأهم من ذلك كله، حياة مليئة بالألوان".

فاطمة البنوي
فاطمة البنوي

وأضافت فاطمة البنوي عنها: "يقولون لي إنني ورثتُ منها - خفة الظل، والسخرية، والفكاهة التي أُطلقها في الهواء وسط اللحظات الثقيلة والمؤلمة، مثل أمس عندما أشارت إلى جهاز قياس نبضات القلب (مقياس التأكسج النبضي) الموضوع على إصبعها وقالت لي إنه خاتم زواجها. ضحكنا. ومع كل هذا النور، ما زالت تُعلمني أن أتقبّل الظلال أيضًا. الحياة فوضى جميلة، مزيج من الصعود والهبوط، الفرح والحزن، الحب والخوف، الظلال والنور.. جدتي نورٌ ساطع.. السعادة الحقيقية تكمن في ملء الحياة بلحظات الجمال. لكن الجمال لا ينبع من الكمال، بل هو توازن التجارب الحلوة والمرة. فلنحتفل بالرحلة، بالتحول، بالحب والفقد، ولنكن بشرًا بكل جمالنا..أخيرًا عرفتُ تمامًا من أريد أن أصبح عندما أكبر.إلى جدتي وألوانها التي تزينها".

الصور من حساب فاطمة البنوي على انستقرام.