أمل جديد للمصالحة الملكية.. الداخلية البريطانية تراجع ترتيبات حماية الأمير هاري

أمل جديد للمصالحة الملكية.. الداخلية البريطانية تراجع ترتيبات حماية الأمير هاري

عبد الرحمن الحاج
8 ديسمبر 2025

في تطور جديد ومثير للاهتمام، تخضع الترتيبات الأمنية الخاصة بـ الأمير هاري دوق ساسكس، لمراجعة عاجلة أثناء وجوده في المملكة المتحدة، في خطوة قد تُشكل نقطة تحول في صراعه المستمر منذ سنوات من أجل تأمين حمايته الشخصية وحماية عائلته، كما قد تكون مدخل جديدة للمصالحة العائلية، وعودة ممكنة للعائلة إلى بريطانيا.

يأتي هذا الإجراء اللافت بعد سلسلة من المعارك القانونية، أبرزها خسارة الأمير هاري لاستئنافه أمام المحكمة العليا في مايو الماضي، والذي كان يهدف إلى إعادة تأمين الحماية الشرطية الممولة من دافعي الضرائب خلال زياراته للبلاد، لكن صحيفة "ذا صن" البريطانية كشفت مؤخراً أن وزارة الداخلية البريطانية قد أمرت بإجراء تقييم جديد للتهديدات التي يواجهها الدوق، وهو الأول من نوعه منذ عام 2020، ما يعكس اعترافاً متزايداً بخطورة الموقف.

طلب رسمي يفتح باب المراجعة الأمنية للأمير هاري

أمل جديد للمصالحة الملكية.. الداخلية البريطانية تراجع ترتيبات حماية الأمير هاري

وفقاً لمصادر مقربة من دوق ساسكس، كتب هاري إلى وزيرة الداخلية الجديدة، شبانة محمود، بعيد تعيينها، وقدم طلباً رسمياً لإجراء تقييم للمخاطر إلى اللجنة التنفيذية لحماية العائلة المالكة والشخصيات العامة (RAVEC). هذه اللجنة، التي تقع تحت إشراف وزارة الداخلية، هي الجهة المسؤولة عن اتخاذ القرارات المتعلقة بالحماية الأمنية لأفراد العائلة المالكة.

أمل جديد للمصالحة الملكية.. الداخلية البريطانية تراجع ترتيبات حماية الأمير هاري

وذكرت التقارير أن "رافيك" كلفت بالفعل مجلس إدارة المخاطر الخاص بها بإعادة تقييم مستوى التهديد الحالي الذي يواجه الأمير هاري، هذه العملية جارية فعلياً، ويتوقع أن يصدر قرار بشأنها خلال الشهر المقبل، مما يُبقي الأضواء مسلطة على مستقبل زيارات الدوق للمملكة المتحدة.

رغم حساسية القضية، ظل الموقف الرسمي للحكومة البريطانية ثابتاً، فقد صرح متحدث باسمها: إن نظام الحماية الأمنية الذي تطبقه حكومة المملكة المتحدة صارم ومتناسب، ومن سياستنا الراسخة عدم تقديم معلومات مفصلة عن هذه الترتيبات، لأن ذلك قد يضعف سلامتها ويؤثر على أمن الأفراد.

هاري يرغب بإعادة أطفاله إلى المملكة المتحدة

هاري يرغب بإعادة أطفاله إلى المملكة المتحدة

الهدف الأسمى للأمير هاري من وراء هذه المعركة الأمنية هو قدرة الأمير هاري على إحضار طفليه، الأمير آرتشي والأميرة ليليبت، إلى وطنه الأم بأمان، وبعد تخليه عن مهامه الملكية وانتقاله وزوجته ميغان ماركل إلى الولايات المتحدة عام 2020، تزايدت مخاوف هاري الأمنية بشكل كبير، فخلال زيارته للمملكة المتحدة في يونيو 2021، وردت تقارير عن مطاردة مصورين لسيارته أثناء مغادرته حفل "ويل تشايلد"، الأمر الذي دفعه لرفع دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية، المسؤولة عن قرارات لجنة "رافيك".

في ديسمبر 2023، قدم هاري بياناً مؤثراً للمحكمة العليا، لخص فيه دوافعه العميقة، قائلاً:

هاري يرغب بإعادة أطفاله إلى المملكة المتحدة

"المملكة المتحدة جوهريةٌ لتراث أطفالي، وهي مكانٌ أريدهم أن يشعروا فيه وكأنهم في وطنهم بقدر ما يشعرون به في مكان إقامتهم الحالي في الولايات المتحدة، هذا لا يمكن أن يحدث إذا لم يكن من الممكن الحفاظ على سلامتهم أثناء وجودهم على الأراضي البريطانية".

كانت آخر زيارة للأمير آرتشيوالأميرة ليليبت إلى المملكة المتحدة في يونيو 2022، بالتزامن مع احتفالات اليوبيل البلاتيني للملكة الراحلة وعيد ميلاد ليليبت الأول، ومنذ ذلك الحين، بات من الواضح أن غياب الحماية الرسمية يعيق زياراتهم العائلية.

مخاوف متصاعدة بشأن التهديدات

هاري يرغب بإعادة أطفاله إلى المملكة المتحدة

بعد خسارته التحدي القضائي أمام محكمة الاستئناف في مايو الماضي، أكد هاري في لقاءات تلفزيونية أنه لا يستطيع أن يتصور عالماً يعيد فيه زوجتي وأطفالي إلى المملكة المتحدة، في ظل غياب الحماية الكافية.

كما أعرب الدوق في تصريحاته لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن نيته في مطالبة وزيرة الداخلية آنذاك، إيفيت كوبر، بدراسة هذا الأمر بعناية فائقة، محذراً من أن النفوذ على قرارات الأمن الملكي قد يستخدم للسيطرة على أفراد العائلة.

وتشير التطورات الأمنية الأخيرة إلى تزايد واقعية التهديدات، فخلال زيارة هاري الأخيرة للمملكة المتحدة في سبتمبر، أفادت صحيفة "التلغراف" بأنه اقترب منه مطارد معروف مرتين على بعد أقدام فقط، مما يسلط الضوء على الخطر الفعلي الذي يواجهه الدوق في بلاده.

هاري يرغب بإعادة أطفاله إلى المملكة المتحدة

كما أعرب خبراء عن قلقهم بشأن كمية المعلومات المتعلقة بأمن هاري التي أصبحت علنية، مشيرين إلى أن العائلة المالكة غالباً ما تحرص على إبقاء هذه التفاصيل سراً، جزئياً لتجنب الكشف عن التكاليف والتفاصيل التشغيلية.

هذا، وتبقى الأنظار متجهة نحو قرار لجنة "رافيك" المرتقب، والذي سيحدد ليس فقط مصير حماية الأمير هاري الشخصية، بل أيضاً قدرته على إعادة عائلته الصغيرة إلى الجذور الملكية البريطانية.