أعمالها تحولت إلى علامات أيقونية.. هكذا تركت نادين لبكي نجمة غلاف "هي" بصمتها في عالم الكليبات
الفنانة والمخرجة نادين لبكي، نجمة غلاف مجلة "هي"، خاضت رحلة مميزة في عالم الكليبات الغنائية، قبل انتقالها إلى السينما وتحقيقها نجاحات استثنائية أيضاً على مدار السنوات الأخيرة، وتركت نادين لبكي بصمتها وتأثيرها الممتد إلى الآن في الأغاني المصورة.
بدايات نادين لبكي في الكليبات الغنائية
وبدأت الفنانة والمخرجة نادين لبكي مسيرتها الفنية مع الكليبات الغنائية في نهاية التسعينيات، وأصبحت سريعاً الإسم الأبرز في عالم الكليبات والأغاني المصورة في تلك الفترة، وذلك بعدما قدمت مفهوم خاص عن الكليبات في أعمالها وتعاوناتها مع نجوم الغناء في تلك الفترة، وأصبحت كليباتها بمثابة قصص مصورة وأفلام قصيرة، وقدمت مجموعة متنوعة من الكليبات في مسيرتها والتي وصلت إلى أكثر من 20 كليب.

وكان أول كليب للمخرجة نادين لبكي مع الفنانة باسكال مشعلاني في أغنية "طير الغرام" في عام 1999، وقدمت بها نادين لبكي صورة رومانسية عن باسكال مشعلاني، قبل تقديمها عدة كليبات أخرى شهيرة في بداية الألفينات ومنها كليب "شوفلك حل" مع نورا رحال في عام 2001، وأغنية "مافينا" مع كاتيا حرب في نفس الفترة، وتنوعت أعمالها بين الأغاني الاستعراضية والدرامية والرومانسية، قبل أن تدخل مرحلة جديدة بثنائيتها مع الفنانة نانسي عجرم.

نادين لبكي ترسم صورة نانسي عجرم في انطلاقتها الفنية
وتعاونت نادين لبكي مع الفنانة نانسي عجرم في معظم أعمال الأخيرة الغنائية في بداياتها الفنية، وساهمت الصورة التي رسمتها نادين لبكي في كليبات نانسي عجرم في انطلاقتها الفنية القوية، وكذلك في تشكيل صورة نانسي عجرم لدى الجمهور، خاصة أن الكليبات حققت شهرة واسعة وقتها وتحولت إلى علامات أيقونية في تاريخ الأغاني المصورة العربية، وتنوعت بها شخصيات نانسي عجرم وفق الأغاني التي قدمتها في تلك الفترة، بالإضافة إلى أنها أبرزت مواهب نانسي عجرم في التمثيل، مما جعل نادين لبكي شريكة أساسية في مسيرة نانسي عجرم الفنية خاصة في السنوات الأولى التي شهدت انطلاقتها القوية.

النقلة النوعية التي كانت المفتاح في مسيرة نانسي عجرم تجسدت في ظهورها في كليب "أخاصمك آه" عام 2002 مع نادين لبكي، وقدمت فيه نانسي نفسها كمطربة إغراء بشكل مختلف على الساحة الفنية بالإضافة إلى الأجواء الطريفة والاستعراضية في كليب الأغنية، وأحدثت أغنيتها واطلالتها الجميلة وقتها ضجة فنية مدوية في الوطن العربي، وقدمت بعد ذلك نادين لبكي وجه آخر من نانسي عجرم في كليب "يا سلام" بإطلالة الفتاة العاشقة والرومانسية التي تغني للحب في أجواء رومانسية حالمة، قبل أن تقدمها بشكل رومانسي ودرامي مختلف في كليب أغنية "ياي" وقتها، قبل التحول الكبير في كليب "آه ونص"، والذي عادت به إلى الأجواء الراقصة والاستعراضية المبهجة والذي أصبح علامة مميزة بعد ذلك في مسيرة نانسي عجرم.

ومن الجوانب المختلفة التي قدمتها نادين لبكي مع نانسي عجرم، الدراما والشجن أيضاً، مثل كليب "إنت إيه" وكذلك كليب "في حاجات"، والذي كان التعاون الأخير بينهما، وبعيداً عن نانسي عجرم، قدمت نادين لبكي مجموعة متنوعة من الصور الفنية مع العديد من النجوم، مثل كليب "يا شاغلني" مع نيكول سابا، والذي كان مختلفاً عن السائد وقتها بمشاهده الكوميدية السريعة، بالإضافة إلى كليب "اعتزلت الغرام" والذي شكل مفاجأة لجمهور ماجدة الرومي بسبب الأجواء الاستعراضية التي لم تقدم مثلها من قبل، وكذلك كليب "اطلع فيي" مع كارول سماحة وكليب "بحبك موت" مع يوري مرقدي وغيرها.

نادين لبكي نجمة غلاف مجلة "هي"
انتقلت بعد ذلك نادين لبكي إلى مرحلة جديدة في مسيرتها الفنية بعد انتقالها إلى الإخراج السينمائي وأخرجت فيلمها الطويل الأول بعنوان "سكر بنات" في 2007، والذي شاركت به بعدة مهرجانات سينمائية دولية ومن بينها مهرجان كان السينمائي، وحقق الفيلم نجاح كبير وقتها، قبل أن تطرح عدة أفلام سينمائية بارزة في مسيرتها مثل فيلم "هلا لوين" وفيلم "كفر ناحوم" والذي نافس في قائمة افضل فيلم أجنبي في الأوسكار، وحازت نادين لبكي على العديد من الجوائز البارزة في مسيرتها الفنية وشاركت في عدة مهرجانات وفي لجان التحكيم مثل مهرجان كان السينمائي، وحققت نجاحات أيضاً من خلال عملها كممثلة حيث قدمت العديد من الأدوار البارزة مثل فيلم "يا طير الطاير" وفيلم "أصحاب ولا أعز" وغيرها من الأعمال.

وتحدثت نادين لبكي مع مجلة "هي" عن هذه الفترة في حياتها المهنية من خلال عملها في الكليبات والإعلانات في بداياتها، وقالت: "تعلّمت الكثير من تلك المرحلة، وأدركت منذ البداية أنّ عملي في مجال الإعلانات والفيديو كليبات سيكون بمنزلة حقل التجارب الخاص بي. قررت أن أستغل كل فرصة لأتعلم وأجرب، لأننا، بصراحة، عندما تخرجنا في الجامعة، لم نكن نمتلك خبرة كافية. كنا لا نزال نعيش آثار الحرب في لبنان، ولم تتوافر لنا الفرص الكافية للتعلّم العملي أو للعمل مع مخرجين آخرين نكتسب منهم الخبرة ونفهم كيف تُصنع الأفلام فعليا. لذلك، تعاملت مع كل مشروع، سواء كان إعلانا أو فيديو كليبا أو فيلما قصيرا، كمساحة للتجربة والاكتشاف".

وتابعت نادين لبكي لـ"هي": "كنت أختبر نفسي في كل مرة، أحاول أن أتجاوز قلّة الخبرة، وأن أتعلم من الأخطاء. أعتقد أنني كنت جريئة جدا، حين قلت إنني قادرة على الإخراج على الرغم من معرفتي بأن خبرتي محدودة. كان في ذلك شيء من الجرأة الممزوجة بالوقاحة: أن أقود فريقا كاملا، وأتعامل مع منتجين وميزانيات، بينما كنت في الحقيقة أختبر نفسي وأحاول اكتشاف قدرتي على خوض هذا المجال.ومن خلال هذه التجارب المتتالية، بدأت أبني خبرتي شيئا فشيئا عبر الإعلانات والكليبات، إلى أن وصلت إلى لحظة شعرت فيها بأن الوقت حان للانتقال إلى المرحلة التالية، إلى الحلم الأكبر الذي رافقني منذ طفولتي: السينما".