النجمة البريطانية ديزي-إدغار جونز ورحلة خاصة مع "هي" في عالم المجوهرات والجمال وأسرار النجاح
عندما التقيت الممثلة البريطانية الجميلة "ديزي إدغار-جونز" Daisy Edgar-Jones في باريس بعد اختيارها سفيرة لدار "بوشرون" Boucheron، كان من السهل ملاحظة الحماس الصادق في نبرتها، والطريقة التي تتعامل بها مع المجوهرات كأنها امتداد طبيعي لشخصيتها. وبدا هذا اللقاء والتعاون مع هذه الدار العريقة كأنهما كانا محتومين منذ البداية. وقد تجلّى ذلك بوضوح في إطلالتها على السجادة الحمراء لمهرجان "كان" هذا العام حين لفتت الأنظار وهي متزينة بعقد "بوشرون" الأيقوني Question Mark، مؤكدة أن المجوهرات بالنسبة لها حكاية تُروى بكل قطعة..
"ديزي" التي تتميز بأناقتها العفوية، وصدقها الفني، وحضورها المتألق، تجسّد قيم الإبداع الذي يعبر الأزمنة، والأصالة، والجرأة التي لطالما شكّلت هُوية الدار الباريسية منذ 1858. فمنذ أن خطفت الأنظار عالميا بدورها البارز في مسلسل "أناس عاديون" عام 2020، برزت كوجه أيقوني لجيلها: ممثلة موهوبة ذات حضور آسر، تجمع بين الرقيّ الفطري والجرأة الفنية. ولم تحصر نفسها في إطار واحد، بل نسجت مسيرة متنوّعة بين السينما والتلفزيون والمسرح، لتؤكّد قدرتها على التجدّد والتألّق في أدوار مختلفة. واليوم، ومع عملها على ثلاثة أفلام جديدة، تواصل "ديزي" ترسيخ مكانتها بصفتها صوتا بارزا في المشهد الفني المعاصر.
تحدثت مع "ديزي" في بداية الحوار عن جذورها، فأوضحت أن نشأتها في عائلة بريطانية تحمل خليطا من أصول أيرلندية وأسكتلندية أثرت مخيلتها منذ الطفولة، وأكسبتها مرونة في التعامل مع التنوع الثقافي والفني الذي يظهر اليوم في اختياراتها.
وعن عودتها إلى الباليه قالت: "وجدت في تلك الدروس وسيلة لاستعادة التوازن وسط الانشغالات، وإن كنت أتمرن جنبا إلى جنب مع أطفال في الثامنة من عمرهم.. بالنسبة إلي، الباليه ليس مجرد رياضة، بل هو مساحة هادئة تُعيدني إلى نفسي".
وحول ما يتردد عن علاقتها بالنجم "بول ميسكال" زميلها في مسلسل Normal People، قالت إنه أحد أقرب أصدقائها في الحياة، واصفة إياه بـ"الصديق مدى الحياة"، مؤكدة أن العلاقة بينهما علاقة صداقة عميقة فقط، بينما حياتها الخاصة تشاركها مع شريكها الحالي بعيدا عن الأضواء.
وعن طريقة حياتها اليومية، كشفت "ديزي" أنها ما زالت تتعلم كيف تواجه "متلازمة المحتال" Impostor syndrome التي تراودها أحيانا بعد النجاح السريع، مشيرة إلى أنها تحاول أن تركز على العمل ذاته لا على ما يُكتب عنها، وأن نصيحة بعض المخرجين لها كانت "لا تقرئي آراء النقاد كثيرا، فالمهم هو أن تعيشي الدور بصدق".
أما عن أسلوبها في الجمال، فهي تميل إلى الإطلالة الطبيعية الناعمة Soft Focus Beauty، حيث تعتمد على تدرجات لونية خفيفة تمنح بشرتها إشراقة متوهجة من دون مبالغة. وتقول إنها تفضل دائما التركيز على العين أو الشفاه فقط، وليس الاثنين معا، للحفاظ على التوازن.
وعندما سألتها عن علاقتها بالماكياج في المناسبات الكبرى مثل مهرجان كان، قالت: "أنا أبحث عن البساطة الراقية: بشرة مضيئة، لمسة وردية على الخدين، وألوان خفيفة حول العين، تجعلني أشعر بأنني أقرب إلى طبيعتي".
وعن رؤيتها لاختيار الشخصيات والأدوار، أكدت أنها تبحث دائما عن الشخصيات المعقدة والمتعددة الطبقات، بعيدا عن القوالب التقليدية. وأضافت: "أريد أن تكون الشخصيات التي ألعبها إنسانية بحق، لها نقاط ضعف وقوة، وتعيش حياتها بصدق بعيدا عن الصورة النمطية".
لنتحدث الآن عن علاقتك مع دار "بوشرون" العريقة.. ما أهم القيم التي تتشاركينها معها؟
أحب الطريقة التي تمزج بها "بوشرون" بين الإبداع الجريء والوعي القوي بالإرث. إنها دار عصرية، ولكنها في الوقت نفسه شخصية للغاية وعابرة للزمن. ومن الملهم أيضا أن نرى امرأتين مبدعتين ورؤيويتين، كـ"هيلين بولي-دوكين" (الرئيسة التنفيذية) و"كلير شوازن" (المديرة الإبداعية)، تقودان الطريق.
كيف تصفين نظرتك إلى المجوهرات؟ وهل من ذكرى خاصّة مرتبطة بها؟
لطالما كانت المجوهرات تعني لي الكثير. في سنوات الطفولة، كنت أبحث في مجوهرات أمّي، وكل قطعة منها تحمل قصّتها الخاصة. أعتقد أن في ذلك سحرا معيّنا. وما من طريقة أو مقاربة خاطئة لاعتمادها.
كيف تلامس أعمال "كلير شوازن" أحاسيسك؟ وهل تحرّك فيك شيئا؟
أشعر بأن القطع التي تبتدعها "كلير" هي أشعار قابلة للارتداء. ذلك العقد المصنوع من الهلام الهوائي أشبه بقطعة من السماء نضعها فوق عنقنا. وكيف أنسى سلسلة "فلور إترنيل" Fleurs Éternelles التي تحمل بتلات أزهار حقيقية. هي تحف فنّية، مدهشة بالفعل.
ما المجموعة المفضّلة لديك؟
مجموعة "أنيمو" Animaux، ولا سيما تصميم "فلاديمير" Wladimir. الحيوانات فيها واقعية للغاية! إنها مجموعة مرحة، ولكن أنيقة في آن معا.
وما القطعة التي تحلمين بامتلاكها؟
إحدى قطع مجموعة المجوهرات الراقية "كارت بلانش" بعنوان "إمبرمانانس" Impermanence. فيها الكثير من الإبداع، وتسافر بنا إلى أحضان الطبيعة، وكأننا نقطف كنوزها الصغيرة.
وما هي برأيك قطع المجوهرات الثلاث الضرورية؟
أقراط الأذن الحلقية، وأقراط الأذن المشبكية، وخاتم لافت رائع. هي قطع بسيطة ومتعددة الاستخدامات. تتماشى مع كل الإطلالات.
أي حجر يليق بك أكثر من غيره؟
الزمرّد هو حجر ميلادي، ولطالما أحببت جمال البريق الأخضر في قطع المجوهرات. وأعشق أيضا اللون الوردي؛ لذلك يعجبني الصفير الوردي، والتورمالين الوردي، والمورغانيت، والكوارتز الوردي، والغرنيت الوردي، وأي شيء وردي!
وقطعة المجوهرات التي لا تفارقك أبدا؟
أقراطي الحلقية من مجموعة "كاتر" Quatre. تصميمها بسيط وغير مرتبط بموسم ولا زمن. يمكنني اعتمادها كل يوم.
الطبيعة موضوع يتكرر في حكاية "بوشرون". تسعى "هيلين" و"كلير" إلى الاحتفاء بالطبيعة كشيء ثمين تماما مثل الذهب والماس. بماذا يُشعرك ذلك؟
لطالما وجدت الكثير من الجمال والإلهام في الطبيعة وسحرها الهادئ. أحب الطريقة التي تترجم بها "كلير" و"هيلين" ذلك إلى شيء راقٍ وعاطفي للغاية. وهو يحمل طابعا شخصيا حميما، وهو ما يضفي عليه المزيد من التميّز والتفرّد.
