سحب آخر الألقاب العسكرية من أندرو ماونتباتن وندسور وطرده من منزله الملكي
                                  
                          
                      تتسارع وتيرة الإجراءات الملكية والحكومية لتجريد الأمير ودوق يورك سابقا ، "أندرو ماونتباتن وندسور"، من آخر ما تبقى له من ألقاب عسكرية وشرفية، بعد تداعيات ارتباطه بالمدان بالاعتداء الجنسي على الأطفال، جيفري إبستين، وادعاءات فيرجينيا جيوفري ضده. فبعد قرار تاريخي من الملك تشارلز الثالث بتجريده من لقبه الملكي ومناصبه، يواجه الأمير السابق الآن خطر فقدان رتبته الفخرية الأخيرة، وهي رتبة نائب أدميرال فخرية في البحرية الملكية.

سحب "نائب الأدميرال": نهاية الحقبة العسكرية الفخرية لدوق يورك السابق

أكد وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، أن وزارته "تعمل على إلغاء" رتبة نائب الأدميرال التي مُنحت لأندرو في عيد ميلاده الخامس والخمسين عام 2015، وفي تصريح لبرنامج "صنداي" على شبكة بي بي سي، أشار هيلي بوضوح إلى أن هذا الإجراء يأتي بتوجيه مباشر من الملك تشارلز الثالث، حيث قال: "لقد رأينا أندرو يتخلى عن المناصب الفخرية، ونسعى الآن لسحب آخر لقب متبقٍ له، وهو لقب نائب أدميرال".

هذه الرتبة هي آخر الأوسمة العسكرية الفخرية المتبقية لـ"أندرو" البالغ من العمر 65 عامًا، الذي كان قد تخلى عن بقية أدواره العسكرية الفخرية في عام 2022، وجُرّد مؤخرًا من ألقاب أخرى هامة، بما في ذلك وسام فارس قائد الرباط، ورداً على سؤال حول مصير ميدالياته العسكرية التي حصل عليها خلال خدمته التي دامت 22 عامًا من 1979 إلى 2001، وشملت خدمته كطيار مروحية في حرب الفوكلاند عام 1982، أكد هيلي أن القرار في هذا الشأن سيكون أيضاً "مسترشداً بقرارات الملك".
الإخلاء الملكي: أندرو يغادر "رويال لودج"

وتماشيا مع الخطوات السريعة ضد أندرو، أعلن قصر باكنغهام في 30 أكتوبر الفائت، عن بدء إجراءات رسمية لسحب ألقاب وأوسمة أندرو، وأكد البيان الصادر عن القصر أن الاسم الجديد: سيُعرف الأمير السابق من الآن فصاعداً باسم أندرو ماونتباتن وندسور، ليس هذا فحسب، بل سيغادر دوق يورك السابق منزله الملكي، رويال لودج (Royal Lodge) في وندسور، بعد أن أُبلغ رسمياً بضرورة تسليم عقد الإيجار.
مسكن خاص بديل في ساندرينجهام

ووفقا للتقارير سينتقل أندرو إلى سكن خاص بديل في ضيعة ساندرينجهام بمقاطعة نورفولك، ومن المتوقع أن يمول الملك تشارلز إقامته الجديدة من ماله الخاص، وتأتي هذه الإجراءات الضرورية على الرغم من استمرار نفي أندرو للاتهامات الموجهة إليه.

هذه القرارات تنهي بشكل فعلي وشبه فوري الحياة العامة لأندرو كعضو عامل في العائلة المالكة، بينما لن تنتقل معه زوجته السابقة سارة فيرجسون التي فقدت أيضا لقبها دوقة يورك، التي كانت لا تزال تقيم معه في المنزل الملكي رغم طلاقهما.
الأمير ويليام وكيت يستقران بالقرب من "رويال لودج"

بالتزامن مع هذه التطورات سينتقل الأمير ويليام وزوجته كيت أمير وأميرة ويلز، إلى ما منزلهما الدائم في فورست لودج (Forest Lodge). هذا المنزل الجديد المكون من ثماني غرف نوم في عقار وندسور هوم بارك، يقع على بُعد ميلين فقط من مقر إقامة أندرو الحالي رويال لودج.
وبذلك يصبح الأمير ويليام وجاره المؤقت "عمه" الذي يستعد للمغادرة، مما يسلط الضوء على عملية إعادة ترتيب جذرية داخل الأسرة المالكة.
التسلسل الزمني لأزمة أندرو وفضيحة جيفري إبستين

تُعد أزمة أندرو امتدادًا لعلاقته الطويلة بجيفري إبستين. وقد أدت هذه العلاقة إلى تداعيات قضائية وملكّية وسياسية غير مسبوقة، انتهت بتجريده من جميع أدواره وألقابه العامة.
بدأت صداقة أندرو بجيفري إبستين وشريكته المدانة غيسلين ماكسويل في عام 2001، وفي عام 2006 استضاف أندرو جيفري إبستين في منزله الملكي حتى بعد صدور مذكرة توقيف أمريكية بحق إبستين بتهمة الاعتداء الجنسي على قاصر.

في عام 2010 كشفت رسائل بريد إلكتروني، حصلت عليها هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة، أن أندرو ظل على اتصال بإبستين بعد اعتقال الأخير عام 2010 وإطلاق سراحه من السجن بتهمة الاتجار الجنسي، لاحقا وفي عام 2015 ظهر اسم أندرو في وثائق قضائية أمريكية في دعوى مدنية رُفعت ضد إبستين، وزادت حدة التدقيق بعد ظهور صور له مع الشابة فيرجينيا جيوفري، التي زعمت أنها أجبرت على إقامة علاقة معه عندما كانت قاصرًا.
في عام 2019، بدأ الانهيار الرسمي لأندرو الابن الثاني للملكة حينها إليزابيث الثانية، فبعد وفاة إبستين في زنزانته، أجرى أندرو مقابلة كارثية مع برنامج "نيوزنايت" (Newsnight) على قناة بي بي سي، دافع فيها عن صداقته بإبستين ونفى بشدة ادعاءات جيوفري، وهي المقابلة التي زادت من الغضب العام بدلاً من احتوائه.

أخذت القضية منحىً جديدًا بعد أن رفعت فيرجينيا جيوفري عام 2021 دعوى مدنية ضد أندرو في الولايات المتحدة تتهمه بالاعتداء الجنسي، ورغم نفي أندرو المتكرر، إلا أن القضية انتهت بتسوية مالية وبرقم كبير لم يعلن عنه حتى الآن.

وفي بداية عام 2022، جرد الأمير أندرو من أدواره العسكرية الفخرية ورعاياته الملكية بقرار من والدته الملكة إليزابيث الثانية، ولم يعد يستخدم لقب صاحب السمو الملكي في وظيفته العامة، وابتعد كليًا عن الحياة الملكية، ولم يظهر إلا في مناسبات معدودة، تعتبر عائلية أكثر منها رسمية، إلا أنه وبعد تجدد التدقيق ونشر تفاصيل جديدة في القضية، أطلق الملك تشارلز الثالث في شهر أكتوبر 2025، إجراءات رسمية حاسمة لإغلاق القضية نهائيا، حيث أعلن قصر باكنغهام بدء إجراءات رسمية لسحب ألقاب وأوسمة أندرو، وأكد أنه سيُعرف الآن باسم أندرو ماونتباتن وندسور، كما أُعلن عن ضرورة مغادرته لمقر إقامته الملكي والانتقال إلى سكن خاص، وفي نوفمبر الجاري "2025" أعلن وزير الدفاع جون هيلي أن الحكومة تعمل على سحب آخر ما تبقى له من ألقاب عسكرية وهي رتبة "نائب أدميرال فخرية"، وقد أصبح أندرو ماونتباتن وندسور الآن مواطنًا عاديًا من الناحية العملية.