
ديبيكا بادكون تصنع التاريخ كأول هندية تتولى منصب سفيرة للصحة النفسية
لم تعد ديبيكا بادوكون مجرد ممثلة تتربع على عرش "بوليوود"، بل تحولت أيقونة عامة وقائدة للرأي، خاصة بعد الإعلان الأخير عن تعيينها كأول سفيرة للصحة النفسية على الإطلاق من قبل وزارة الصحة ورعاية الأسرة الاتحادية الهندية. هذا التعيين، الذي جاء في 10 أكتوبر 2025 تزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية، يمثل نقطة تحول ليس فقط في مسيرة بادوكون، بل في منهجية الحكومة الهندية لدمج الرفاهية العقلية كجزء أساسي من الصحة العامة.
التعيين التاريخي: صوت يكسر حاجز الوصم
جاء اختيار النجمة العالمية ديبيكا بادوكون لهذا المنصب الرسمي نتيجة لجهودها الرائدة والعلنية في مجال الصحة النفسية، المستمدة من تجربتها الشخصية مع الاكتئاب. ففي عام 2015، أحدثت بادوكون ضجة بحديثها الصريح عن معاناتها، في خطوة وصفت بأنها كسرت جدار الصمت والوصم الذي يحيط بالأمراض العقلية في المجتمع الهندي المحافظ.
وأسست ديبيكا مؤسسة "The Live Love Laugh Foundation" (TLLLF)، التي كرست عقدًا كاملاً لنشر الوعي وتشجيع الهنود على طلب المساعدة المهنية. هذا السجل الحافل كان السبب الرئيسي وراء تعيينها، حيث أكدت وزارة الصحة الهندية، أن الشراكة معها ستساعد في "نشر الوعي على نطاق واسع حول قضايا الصحة النفسية في الهند، وتطبيع النقاشات للحد من الوصم، وتسليط الضوء على الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الصحة العامة".
وفي دورها الجديد، ستعمل بادوكون على:
تعزيز حملات التوعية ومبادرات إزالة الوصم.
تشجيع سلوك طلب المساعدة والممارسات الوقائية.
الترويج لبرامج الدعم الحكومية مثل "Tele MANAS"(شبكة المساعدة عن بُعد للصحة العقلية).
ديبيكا بادوكون في سطور
قد لا يعرف كثيرون أن ديبيكا بادوكون "38 عاما" لم ترى النور في بداية حياتها في الهند، حيث ولدت في كوبنهاغن، الدنمارك، وانتقلت لاحقا إلى بنغالور الهندية، وهي ابنة لاعب كرة الريشة العالمي الشهير براكاش بادوكون، بدأت مسيرتها كعارضة أزياء قبل أن تنتقل إلى التمثيل.
تكللت قصة حبها الأسطورية مع النجم السينمائي رانفير سينغ بالزواج. حيث يُعرفان بكونهما أحد أقوى الأزواج في بوليوود وأكثرهم شعبية، وتم تتويج علاقتهما بالزواج في عام 2018، بعد علاقة غرامية بدأت على أرض الواقع والشاشة، وتُعتبر حياتهما الخاصة نموذجًا للاستقرار والدعم المتبادل، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحة النفسية.
أضواء الشهرة: مسيرة فنية مرصعة بالنجاحات
بدأت ديبيكا مسيرتها الفنية بقوة عام 2007 مع فيلم "Om Shanti Om" أمام النجم شاروخان، وحققت نجاحاً هائلاً، وتتميز مسيرتها باختيارات جريئة لأدوار متنوعة وشخصيات معقدة، مما جعلها الممثلة الأعلى أجراً في الهند في عدة فترات.
من أشهر وأبرز أعمال ديبيكا بادوكون الفنية:
"Padmaavat" أداءها المذهل لشخصية الملكة الأسطورية كان نقطة فارقة في تاريخها.
"Piku" أثبتت من خلاله قدرتها على تقديم أدوار كوميدية-درامية خفيفة وعميقة في آن واحد.
"BajiraoMastani"و "Goliyon Ki Raasleela Ram-Leela" تعاونها الناجح مع المخرج سانجاي ليلا بهنسالي والزوج رانفير سينغ في أفلام ضخمة حققت نجاحاً ساحقاً.
"Chhapaak" جسدت فيه دور ناجية من هجوم بالأسيد، وهو دور مؤثر يعكس التزامها بالقضايا الاجتماعية.
"Fighter" شاركت في بطولة هذا الفيلم الأكشن الوطني الضخم إلى جانب النجم هريثيك روشان، مما يؤكد عودتها القوية لأفلام الحركة التي تحقق أرقاماً قياسية.
"Kalki 2898 AD" أحد الأفلام المنتظرة في بوليود، حيث تتجه فيه النجمة العالمية نحو أفلام الخيال العلمي الملحمية، حيث تشارك في بطولة هذا العمل المرتقب إلى جانب نجوم الجنوب مثل برابهاس وباشان.
"Singham Again" أيضا فيلم منتظر آخر من بطولة ديبيكابادوكون، تعود فيه إلى عالم الأكشن الجماهيري من خلال انضمامها إلى سلسلة أفلام المخرج روهيت شيتي الشهيرة.
عالميا شاركت ديبيكا في بطولة فيلم xXx: Return of Xander Cage أمام النجم فين ديزل، كما وقعت اتفاقية شراكة مع وكالة المواهب الكبرى ICM Partners في هوليوود، وأعلنت عن خططها لإنتاج كوميديا رومانسية متعددة الثقافات بالتعاون مع شركة Temple Hill Productions.
أخيرا:
تعيين ديبيكا بادوكون في هذا المنصب الرسمي يمثل قفزة نوعية نحو دمج قضايا الصحة النفسية في الخطاب العام بالهند، إذ أن النجمة العالمية التي ينظر إليها بعين التجبيل في الهند، نجحت في تحويل ألمها الشخصي إلى قوة دافعة، مستخدمة مجدها الفني ومنصتها العالمية لتصبح صوت الملايين، كما أنهاأثبتت أن النجاح الحقيقي لا يقاس فقط بأرقام شباك التذاكر، بل بالتأثير العميق والمستدام الذي يتركه الفنان في حياة مجتمعه.