
إشادة جماعية بلفتة الملكة ليتيزيا تجاه الملكة ماري في أسوأ لحظاتها
غالبًا اتسمت العلاقات بين الأسر الملكية الأوروبية بمبادرات الود والدعم المتبادل واللفتات الإنسانية النبيلة. وفي هذا السياق، برزمؤخرًا التقارب بين الملكة ليتيزيا ملكة إسبانيا والملكة ماري ملكة الدنمارك. كماتوطدت هذه العلاقة في لحظة حاسمة، ولا تزال تُذكر حتى اليوم.
وخلال زيارة رسمية إلى كوبنهاغن، التقت ملكة إسبانيا الملكة ليتيزيا بوليّة عهد الدنمارك آنذاك الأميرة ماري. وفي تلك المناسبة، وقعت حادثة كشفت عن عمق علاقتهما. وقد أصبحت لفتة من ليتيزيا رمزًا للدعم والتواطؤ.
علاقة تعاطف
منذ انضمامها إلى العائلة المالكة، أبدت ليتيزيا أورتيز حساسيةً خاصة تجاه نظرائها الأوروبيين. كما اتسمت علاقتها بماري ملكة الدنمارك بالتقارب والاحترام المتبادل. كذلك نجحتا في بناء صداقة تتجاوز البروتوكول.
أيضًا وفي لقاءات رسمية مختلفة، تبادلت الملكتان لحظات من التعاون والتنسيق المشترك. كما أظهرت صور حفلات الاستقبال والمناسبات ابتساماتٍ ولفتات ثقة ومودة. كذلك قد عززت هذه التفاصيل الشعور بوجود صلة حقيقية بينهما.
يشير المراقبون إلى أن هذه العلاقة تتجاوز الإطار المؤسسي فحسب. ففي بيئة يحكم فيها البروتوكول كل خطوة، يبرز التعاطف بين ليتيزيا وماري كأمرٍ غير مألوف. إنها علاقة عززت صورة كليهما كشخصين ودودين.
لفتة الملكة ليتيزيا التي لا تُنسى
خلال تلك الزيارة الرسمية، كانت ماري ملكة الدنمارك تمر بأيام حرجة للغاية بعد تسريب صور فاضحة لزوجها مع جينوفيفا كازانوفا. كما تزامنت زيارة ليتيزيا الرسمية إلى الدنمارك مع فترة ضغط إعلامي كبير على الزوجة الدنماركية. كذلك كانت ملكة إسبانيا سندًا أساسيًا لها، إذ رافقتها واستمعت إليها باهتمام بالغ.
أيضًا لم تقتصر الملكة ليتيزيا على البروتوكول، بل ظلت قريبة من الملكة ماري في جميع المناسبات الرسمية. وقد فُسِّر موقفها، المفعم بالعفوية والقرب، على أنه لفتة أخوية. وسلطت وسائل الإعلام الضوء على مرافقتها لولية العهد آنذاك في كل ظهور عام.
كما أوضحت هذه الحلقة أن الملكة الإسبانية تدرك أهمية دعم النساء لبعضهن البعض. كما أنه في وقتٍ عصيبٍ مرّت به الملكة ماري، اعتُبرت لفتة الملكة ليتيزيا رسالة احترام ودعم. كذلك عزز هذا الموقف علاقتهما الشخصية ووطّد الصلة بين العائلتين الملكيتين.
رابطة تعزز صورة الملكيات
كان لتضامن الملكة ليتيزيا والملكة ماري أثرٌ إيجابيٌّ على الرأي العام في كلا البلدين وفي أوروبا عمومًا. فقد نجحتا في إبراز صورةٍ من التقارب والإنسانية تتجاوز الحدود. وقد أصبحت هذه الرابطة مثالاً على كيفية مواجهة الملكات المعاصرات لتحديات اليوم، خصوصًا التحديات العائلية.
في وقتٍ تخضع فيه الممالك الأوروبية لتدقيقٍ مستمر، تُعزز الوحدة بين الزوجات هذه المؤسسة. وتُظهر مبادراتٌ مثل مبادرة ليتيزيا في الدنمارك أهمية الدعم الشخصي وسط ضغوط الإعلام.
واليوم، لا تزال العلاقة بينهما تجذب اهتمام الصحافة العالمية. ويتابع المحللون والمتابعون كل لقاء باهتمام. ويتفق الجميع على أن لفتة ليتيزيا كانت نقطة تحول.
صور محظورة
وسبق أن عادت العائلة المالكة الإسبانية إلى دائرة الضوء الإعلامية بسبب حادثة أثارت جدلاً في الأوساط السياسية والإعلامية. ولطالما كانت عطلات العائلة المالكة الإسبانية الموضوع الأكثر شغفًا للمصورين. تتابع كل رحلة يخت أو إقامة على شاطئ خاص عن كثب سعيًا لالتقاط صور حصرية. كما أصبح الضغط الإعلامي خلال أشهر الصيف مستمرًا يصعب احتواؤه.
حيث يقوم بعض المصورين الصحفيين بتنفيذ استراتيجيات متطرفة لتحقيق أهدافهم. من الانتظار الطويل في أماكن نائية، إلى السفر بحرًا وبرًا، واستغلال كل مورد متاح لالتقاط صورة فريدة. كذلك كان تصميمهم قويًا بقدر الاهتمام العام الذي أثاروه.
حتى التعزيزات الأمنية التي نشرها قصر زارزويلا لم تكن كافية لوقف هذه التسريبات. فقد أظهر المصورون صمودًا يدهش حتى زملائهم. وهكذا، أصبح التوتر بين الحق في الخصوصية واهتمامات الإعلام موضوعًا متكررًا في النظام الملكي.
صور الملكة المحظورة
من أبرز هذه الصور ما يسمى بـ"الصور المحظورة لليتيزيا"، والتي التقطت في سنواتها الأولى في العائلة المالكة. كما كانت هذه الصور الأكثر رواجًا، حيث ظهرت الأميرة آنذاك بملابس البحر خلال عطلة خاصة. وقد أثار هذا الخبر الحصري ضجة كبيرة في القصر.
كذلك كشف المصور الذي التقطها عن التضحيات التي بذلها للحصول عليها. وروى كيف قضى أيامًا مختبئًا في جزيرة محمية، يعيش على أقل القليل من الطعام والماء، دون هاتف أو اتصال خارجي. وكان الجهد البدني والنفسي الذي بذله لا يقل صعوبة عن المكافأة الإعلامية التي حصل عليها لاحقًا.
أيضًا شكّلت تلك الصور نقطة تحوّل في علاقة ليتيزيا بالصحافة. وبالنسبة لقصر زارزويلا، كانت بمثابة جرس إنذار بشأن تعرّض المؤسسة لمضايقات إعلامية. أما بالنسبة للجمهور، فقد مثّلت دخول ليتيزيا النهائي إلى دائرة الضوء الوطنية.
صور أعالي البحار
علاوة على ذلك لم تكن صور الملك خوان كارلوس الأول أقل إثارة للجدل، إذ التقطت في صيف عام ١٩٨٩ أثناء استراحة على متن يخته فورتونا. حيث نجح العديد من المصورين في التسلل من الحرس المدني والتقاط صور غير متوقعة. كما ظهر الملك فيها مسترخيًا في مشهد لم يكن أحد يتخيله.
حيث اضطر الصحفيون لتسلق أشجار الصنوبر والمراقبة لساعات، في عملية شبه سرية. كذلك كشف الاختراق الأمني المسؤولين عن ذلك آنذاك، رغم الحماية الرسمية الموَجَّهة. وقد كان تأثير تلك الصور هائلاً لدرجة أن الحديث يدور حول ملايين الدولارات التي ستدفع لشرائها. وبعيدًا عن قيمتها الاقتصادية، أصبحت القضية رمزًا للتوتر بين الخصوصية والأمن والصحافة. كما أنها وبعد عقود، لا تزال أصداؤها حاضرة ليس في أورقة القصر الملكي الإسباني بل في كل القصور الملكية في أوروبا.