
الأمير هاري في أوكرانيا بعد لقاء خاص مع الملك تشارلز
تتواصل التداعيات السياسية والاجتماعية للزيارة المفاجئة التي قام بها الأمير هاري دوق ساسكس إلى أوكرانيا بعد زيارته للمملكة المتحدة التي استغرقت أربعة أيام. حيث أعلن الأمير هاري، البالغ من العمر 40 عامًا، بأن زيارته لأوكرانيا خيرية وإنسانية لبذل "كل ما في وسعه" للمساعدة في تعافي العسكريين الأوكرانيين المصابين. حيث سافر هاري إلى كييف برفقة فريق من مؤسسة ألعاب إنفيكتوس، وهي مؤسسته المخصصة لإعادة تأهيل الجرحى والمصابين والمرضى من العسكريين، بناءً على دعوة من الحكومة الأوكرانية.
ووفقًا لصحيفة الغارديان، فقد حدد الأمير، وهو أب لطفلين، خلال زيارته خططًا جديدة للمساعدة في إعادة تأهيل الجرحى. ويُعتقد أن جدول أعمال الدوق حافل خلال أيام الزيارة، ولكن لم يكشف عن التفاصيل بعد لأسباب أمنية.
دعم عملية التعافي
كذلك قال هاري للصحيفة أثناء رحلة ليلية بالقطار إلى كييف: "لا يمكننا إيقاف الحرب، لكن ما يمكننا فعله هو بذل كل ما في وسعنا للمساعدة في عملية التعافي". كما أضاف: "يمكننا مواصلة إضفاء طابع إنساني على المتورطين في هذه الحرب وما يمرون به. أيضًا علينا أن نبقيها حاضرة في أذهان الناس. كما آمل أن تساعد هذه الرحلة في تذكير الناس بها، فمن السهل أن يفقدوا حساسيتهم تجاه ما يحدث".
أيضًا أشار الأمير هاري إنه تلقى دعوة أولى لزيارة كييف من مؤسس ورئيس تنفيذي لمركز Superhumans Trauma Center في لفيف بأوكرانيا، والذي يعالج مبتوري الأطراف.
ترتيبات الزيارة
وكان الأمير هاري قد زار المركز في أبريل الفائت، لكنه التقى بالمؤسِّسة أولغا رودنييفا صدفةً في الولايات المتحدة. وقال إنه سأل السيدة رودنييفا كيف يمكنه المساعدة، فقالت: "إن أكبر أثرٍ لك هو مجيئك إلى كييف". وأضاف، في إشارة إلى زوجته ميغان ماركل، دوقة ساسكس: "كان عليّ مراجعة زوجتي والحكومة البريطانية للتأكد من الموافقة. ثم جاءت الدعوة الرسمية".
تبرع سخي لغزة ولأوكرانيا
ومن جهتها، أعلنت مؤسسة Archewell الخيرية التي يملكها دوق ودوقة ساسكس الأسبوع الماضي أنها تبرعت بمبلغ 500 ألف دولار أمريكي (369 ألف جنيه إسترليني) لمشاريع دعم الأطفال المصابين من غزة وأوكرانيا.
سيتم استخدام المنح المقدمة من Archewell لمساعدة منظمة الصحة العالمية في عمليات الإجلاء الطبي. كذلك لتمويل العمل على تطوير الأطراف الاصطناعية للأطفال الذين أصيبوا بجروح خطيرة في الصراعات.
كما ذكرت صحيفة الغارديان أن هاري سيزور، خلال زيارته لكييف، المتحف الوطني لتاريخ أوكرانيا في الحرب العالمية الثانية. كما سيلتقي بمئتي محارب قديم، ويلتقي برئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو.
لقاء الأب والابن
وتأتي رحلته بعد أن أمضى عدة أيام في المملكة المتحدة، حيث التقى بوالده الملك تشارلز، في أول لقاء وجهاً لوجه لهما منذ 19 شهراً. حيث أكد قصر باكنغهام أن الزوجين التقيا لتناول شاي خاص في قصر كلارنس هاوس مساء الأربعاء الفائت الساعة 5:20 مساءً، عندما تم التقاط صور للأمير هاري وهو يصل بالسيارة إلى منزل تشارلز في لندن. غادر هاري قصر كلارنس هاوس الساعة 6:14 مساءً، أي بعد ساعة تقريبًا من وصوله.
وكانت أنظار متابعي العائلة المالكة حول العالم قد اتجهت نحو العائلة هذا الأسبوع، عندما عاد الأمير هاري إلى المملكة المتحدة بعد انتظار طويل، والتقى بوالده، الملك تشارلز الثالث، لأول مرة منذ 19 شهرًا، في خضم الخلاف العائلي. وقد تأكد أنهما تناولا "شايًا خاصًا"، وأن الأمير هاري بقي لأقل من ساعة، ولكن لماذا لم يعقد اللقاء في قصر باكنغهام؟.
لماذا كان اللقاء في كلارنس؟
يعدّ قصر كلارنس هاوس المقرّ الرئيسي للملك تشارلز وزوجته الملكة كاميلا حاليًا، وهو منزل خاصّ لهما أكثر من قصر باكنغهام، الذي يعدّ المقرّ الإداري للملك، وهو مبنى عملي، وفقًا للموقع الإلكتروني الملكي. ويرجّح أن اختياره جاء لأن الأب والابن ربما كانا يرغبان في مكان أكثر هدوءًا وسكينة لاجتماع عائلي خاص، بدلًا من مكانٍ تعقد فيه عادةً الشؤون الملكية الرسمية ذات الطابع الرسمي. في النهاية، هذه هي الزيارة الأولى للأمير هاري لوالده منذ أن التقى به لفترة وجيزة عقب تشخيص إصابته بالسرطان في فبراير من العام الماضي .
بالإضافة إلى ذلك، لم ينتقل الملك إلى قصر باكنغهام بعد، إذ من المقرر أن يخضع لتجديدات واسعة النطاق حتى عام ٢٠٢٧. كما كشف في تقرير المنح السيادية السنوي للقصر العام الماضي. ورغم روعة القصر، إلا أن موقع البناء لن يمنحهما على الأرجح الخصوصية التي يرغبان بها في مثل هذه اللحظة المهمة.
الأهم من ذلك كله، أن كلارنس هاوس هو أكثر من مجرد مسكن للابن الأكبر للملكة إليزابيث الثانية ، وله تاريخ غني ومميز مع العقار يعود تاريخه إلى ما قبل انتقاله إليه عام ٢٠٠٣. كما توارثت الملكة الأم منزل كلارنس هاوس إلى الملك تشارلز الثالث عندما كان لا يزال أميرًا، لذا فهو يتمتع بقيمة عاطفية كبيرة. حتى أن الملك تحدث عن ذكرياته الجميلة عن قضائه وقتًا هناك عندما كان طفلًا".
عيد ميلاد الأمير هاري
قام دوق ساسكس، الذي يحتفل بعيد ميلاده الحادي والأربعين اليوم الاثنين 15 سبتمبر، بزيارةٍ إلى وطنه استمرت أربعة أيام، شارك خلالها في سلسلةٍ من المناسبات، إلى جانب لقاءه بوالده. وشملت هذه المناسبات حفل توزيع جوائز ويلتشايلد، وحضوره في حفل توزيع جوائز ديانا، حيث استذكر إرث والدته الراحلة، الأميرة ديانا.
وأشار المتحدث باسمه إلى أن الزيارة كانت جيدة، قائلاً: "من الواضح أنه أحب العودة إلى المملكة المتحدة. بالإضافة إلى الالتقاء بأصدقائه القدامى وزملائه، والقدرة بشكل عام على دعم العمل الرائع للقضايا التي تعني الكثير بالنسبة له".