لقاء انتظره الملايين..الأمير هاري والملك تشارلز يلتقيان لأول مرة منذ 19 شهرًا
في لقاء متوقع ومنتظر؛ اجتع دوق ساسكس الأمير هاري بوالده الملك تشارلز الثالث، لأول مرة منذ 19 شهرًا.حيث التقطت صور الأمير هاري وهو يصل بالسيارة إلى مقر إقامة الملك تشارلز في لندن، كلارنس هاوس، الساعة 5:20 مساءً يوم أمس الأربعاء. هذا فيما تزايدت التكهنات حول لقاء الوالد والابن قبيل لقائهما، حيث سافر الملك جوًا عائدًا إلى لندن من قلعة بالمورال بعد ظهر أمسبالتزامن مع زيارة هاري لمركز دراسات إصابات الانفجارات في إمبريال كوليدج.
باكنغهام يؤكد
أكد قصر باكنغهام أن الملك تناول شايًا خاصًا مع الدوق في كلارنس هاوس. ثم غادر هاري كلارنس هاوس الساعة 6:14، بعد ساعة تقريبًا من وصوله. ثم استقل سيارة سوداء، ومن المتوقع أن يحضر فعالية متعلقة بألعاب إنفكتوس مساءًا. كما كان الدوق، البالغ من العمر 40 عامًا، قد التقى والده آخر مرة في اجتماع لمدة 45 دقيقة في كلارنس هاوس في فبراير 2024، بعد أن سافر عبر المحيط الأطلسي من منزله في كاليفورنيا إلى المملكة المتحدة لرؤية تشارلز بعد تشخيص إصابته بالسرطان.
وكان الأمير الأب لطفلين قد وصل إلى المملكة المتحدة يوم الاثنين المنفرط. وبدأ رحلته بوضع الزهور في مثوى جدته الملكة إليزابيث الثانية في وندسور لإحياء الذكرى الثالثة لوفاتها.
هاري داعم رئيسي لويل تشايلد
خلال زيارته المجدولة والقصيرة إلى المملكة المتحدة؛ حضر الأمير هاري حفل توزيع جوائز WellChild في العاصمة مساء يوم الاثنين، قبل أن يسافر إلى نوتنغهام لزيارة استوديو التسجيل المجتمعي. حيث أعلن أنه قدم تبرعًا شخصيًا بقيمة 1.1 مليون جنيه إسترليني إلى مؤسسة BBC Children In Need لدعم الشباب المتضررين من عنف الشباب.
خطوة نحو المصالحة
وسبق أن زار هاري لندن آخر مرة في أبريل الفائت لحضور جلسة استماع في المحكمة بشأن ترتيباته الأمنية. لكنه خسر طعنه أمام محكمة الاستئناف في مايو. وفي مقابلة مع بي بي سي نيوز عقب صدور الحكم، قال الدوق إنه "يتمنى المصالحة" مع عائلته. كما أنه منذ تنحيه عن منصبه كعضو بارز في العائلة المالكة مع زوجته ميغان عام ٢٠٢٠، تحدث هاري بصراحة عن انهيار علاقته بأفراد عائلته، وتحديدًا والده الملك وشقيقه الأمير ويليام.
وفي مذكراته "سبير"، الصادرة في يناير 2023، سرد هاري تفاصيل شجار جسدي بينه وبين شقيقه الأكبر. وقد شوهد ويليام وهاري آخر مرة علنًا في حفل تتويج الملك في مايو 2023، جالسين على بعد ثلاثة صفوف دون أي تفاعل بينهما. كما اجتمع الشقيقان الملكيان سرًا في جنازة خالهما اللورد روبرت فيلوز في نورفولك في أغسطس 2024. ولكن ورد أنهما لم يتحدثا أو يجلسا بجانب بعضهما البعض.
الجليد لم يذب بين الأميرين
لا يزال الثنائي منفصلين، إذ سافر ويليام إلى كارديف يوم أمس الأربعاء للاطلاع على مركز رائد للصحة النفسية بمناسبة اليوم العالمي للوقاية من الانتحار، دون أي أمل في لقائه بأخير هاري. وصرح الأمير هاري لشبكة بي بي سي نيوز في مايو: "بالطبع، لن يسامحني بعض أفراد عائلتي على تأليف كتاب. وبالطبع، لن يسامحوني على الكثير من الأمور.ولكن كما تعلمون، أتمنى لو تصالحت مع عائلتي". كما أضاف: "الحياة ثمينة. لا أعرف كم من الوقت سيبقى لوالدي، فهو لن يتحدث معي بسبب هذه الأمور الأمنية، ولكن سيكون من الجميل أن نتصالح".
ثم لاحقًا، عندما سُئل عما إذا كانت الخطوة الأخيرة لإصلاح العلاقات مع عائلته هي المسألة الأمنية، أجاب: "بالتأكيد". كما أضاف: "مهما أُثير من ضجيج، ومهما كُتبت من قصص، لطالما كانت هذه هي نقطة الخلاف". كذلك قد نشرت صور لكبار مساعدي تشارلز وهاري في صحيفة "ميل أون صنداي" خلال اجتماع في لندن هذا الصيف. وقيل إنه كان خطوة نحو استعادة العلاقة بين الدوق والعائلة المالكة.
إعادة بناء الثقة مع العائلة
اللقاء بين الأمير هاري والملك تشارلز ربما استغرق التحضير له 19 شهرًا، ولم يتجاوز مدته 54 دقيقة. لكن لقاء دوق ساسكس بالملك مثّل خطوة أولى في طريق المصالحة العائلية التي لطالما تمنى تحقيقها. وقد كان الاجتماع - وهو عبارة عن حفل شاي خاص - قيد الدراسة منذ بعض الوقت، لكن كلا المعسكرين رفضا بشدة الخوض في التكهنات حول ما إذا كان سيحدث بالفعل.
ولم يؤكد قصر باكنغهام أن اللقاء قد تم إلا بعد أن غادر هاري، وانحنى في الجزء الخلفي من سيارته أثناء خروجها من البوابة. ويبدو أن الاجتماع سار بشكل جيد، حيث قال هاري عن والده: "نعم، إنه رائع، شكرًا لك" عند وصوله إلى حدث ألعاب إنفيكتوس.
آخر كلمات الأمير هاري
كان هذا هو ما كان هاري يتوق إليه بشدة - فرصة لرؤية والده وجهاً لوجه والبدء في إعادة بناء علاقة متصدعة للغاية في السنوات الأخيرة.ولكن لكي ينجح التقارب، فمن الأهمية بمكان أن يعلم الملك أنه يستطيع أن يثق في قدرة ابنه الأصغر على إبقاء مناقشاتهما خاصة.
لقد أدى عرض الأمور العائلية الخاصة علناً في المقابلات التلفزيونية وصفحات مذكراته "سبير" إلى عزل هاري عن معظم أقاربه من أفراد العائلة المالكة، وشقيقه أمير ويلز على وجه الخصوص.
وكان الملك، الذي لا يزال يعاني من مرض السرطان، يشعر بأنه غير قادر على التحدث إلى ابنه الأصغر. بينما كانت معركته القانونية مع وزارة الداخلية بشأن توفير الأمن له مستمرة.
وساطة حكومية
عندما خسر هاري القضية، انفتح الطريق أمام لم شمل محتمل مع أسرته. كما تعززت احتمالات اللقاء عندما تم تصوير وزير الاتصالات الخاص بالملك توبين أندريا وهو يلتقي بنظيريه في أرشويل، ميريديث ماينز وليام ماجواير في يوليو/تموز الماضي.
وعلى الرغم من أن الاتصال بين الدوق ووالده كان محدودا لبعض الوقت، فإن "الباب لم يُغلق تماما أبدا"، وفقا لمصدر تحدثت إليه في وقت سابق من هذا الأسبوع. ثم خلال حفل توزيع جوائز ويلتشايلد، بدا الأمير هاري أكثر سعادة واسترخاءً على أرضه مما رأيته منذ فترة طويلة، ويقال إنه ينظر إلى الأمام وليس إلى الخلف.
بطبيعة الحال الجميع يأمل أن يكون هذا بداية جديدة للملك وابنه. كما قال هاري نفسه في وقت سابق من هذا العام: "لا جدوى من الاستمرار في القتال، فالحياة ثمينة".
