
النجمة العالمية كاثرين كيلي لانغ لـ"هي": أتمنى أن أكون قد ألهمت الآخرين بصفتي امرأة تعطي كل ما لديها في أدوارها
منذ نحو أربعة عقود، تواصل "كاثرين كيلي لانغ" Katherine Kelly Lang تألّقها على الشاشة الصغيرة في كل أنحاء العالم. أداؤها في دور "بروك لوغان" ضمن المسلسل الأمريكي العالمي The Bold and the Beautiful شكّل ركيزة أساسية لهذا العمل الذي انطلق عام 1987؛ ولا تزال إلى اليوم، إلى جانب "جون ماكوك" الممثلة الوحيدة التي رافقت المسلسل منذ بداياته. ففي هذا المسلسل الدرامي الأكثر مشاهدة في العالم والمعروف في العالم العربي، بـ"الجميلات والجريئون"، (الاسم المعتمد في دبلجته العربية) تركت "لانغ" بصمة مميّزة، لكن حضورها يتعدّى الشاشة. هي أيضا منتجة، وسيدة أعمال ناجحة أسست علامة أزياء متخصّصة في ملابس "ريزورت" الفاخرة، وناشطة في عدد من المبادرات الخيرية، ورياضية شغوفة بسباقات التحمل والفروسية. ومع ظهورها الأخير على السجادة الحمراء في مهرجان "كان" السينمائي للمرة الأولى، تبدأ "كاثرين" بكتابة فصل جديد من فصول مسيرتها. في هذا الحوار الصريح، أتعمّق في رحلتها، ورؤيتها لتمكين المرأة، والتزامها الإنساني، ودوافعها الدائمة للتجدد والمضي قدما. وأحاول ان أعرّفكم أكثر إلى امرأة تعلّقنا بفنّها، وحان الوقت لنستمد الإلهام من شغفها بعيش الحياة على أكمل وجه، امرأة لا تبحث عن القبول واعتراف الآخر، بل تبحث عن إحداث فرق وترك أثر حقيقي.
هناك عوامل عديدة تقف وراء هذا النجاح المستمر، أبرزها كتابة السيناريو التي تبقي الأحداث متجددة ومشوّقة، إلى جانب القصص التي أحببناها ونشأنا معها. الشخصيات تعلق في الذاكرة، والمفاجآت كثيرة كي تجعل المشاهد في حالة ترقّب دائم. وأنا ممتنة جدا لجماهيرنا الوفية التي تتابع المسلسل منذ سنوات طويلة؛ هم أساس نجاحنا، وبفضلهم وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. أما "بروك"، فهي شخصية مشوّقة. تتعثر أحيانا، لكنها صافية النيّة. مرّت بالكثير، وخاضت مغامرات، وواجهت تحديات كبيرة. ومع كل تجربة، اكتسبت قوة وثقة أكبر، ولم تخف يوما من أن تكون على طبيعتها. أنا عموما أبحث عن شخصيات نسائية قوية تتمتع بالإصرار والعزيمة. وأحب الأدوار التي تجسّد الشجاعة والنضال من أجل ما تريد.
تمثّلين رمزا للصمود والتجدّد في عيون نساء كثيرات. ما اللحظات المفصلية التي اخترت فيها التطوّر على حساب البقاء في مكان أنت "مرتاحة" فيه؟
أجبرني كل مفترق طرق، سواء كان خيبة عاطفية أو تحوّلا مهنيا أو إطلاقا لمشروع عمل خاص بي، على مواجهة هذا السؤال: هل أريد البقاء في هذه النسخة من نفسي، أم أرغب في تجاوزها؟ اختيار التطوّر ليس دائما سهلا أو مريحا، لكنني أرفض العيش في مساحة لا تتحدّاني. التجدّد كان ولا يزال الأكسجين الذي أتنفّسه.
كيف تستمرين في التحدي وتجسيد قوة النمو في كل مرحلة من مراحل الحياة؟
من خلال العيش بكل وضوح وفخر. كلّما تطوّرت أكثر، أظهرت لمن حولي أن النمو لا سقف له.
ما الذي يحفزك ويدفعك إلى الاستمرار؟
من غير السهل أبدا الاستمرارية في صناعة دائمة التطور وعاشقة للتجديد. اللحظة الأهم كانت عندما اكتشفت قوتي خارج الشاشة، وتجرأت على المجازفة وإطلاق مشاريع جديدة وإعادة تعريف ما يعنيه أن تكوني امرأة تتطور وتعيد ابتكار ذاتها باستمرار. على الصعيد المهني، ما يدفعني هو حبي الصادق للتمثيل. أشعر بامتنان عميق لأني قادرة على فعل ما أحب. ولا أنسى دور الرياضة في حياتي، فهي تمدني بالطاقة الذهنية والجسدية الضرورية للاستمرار. أعشق رياضات التحمل التي لا تتطلب لياقة بدنية عالية فحسب، بل تحتاج أيضا إلى انضباط ذهني وقوة داخلية. وأنا شغوفة جدا بالفروسية منذ طفولتي، وأؤمن بوجود علاقة روحية شفائية بين الفارس وخيله.
بنيت مسارا مهنيا متعدد الأبعاد، من التمثيل إلى ريادة الأعمال. ما الذي يغذي فضولك لشق دروب جديدة لنفسك؟
القلق الخلاق. إن لم أكن أنمو، فأنا في حالة ركود، وذلك خيار غير مقبول. فضولي لا ينضب تجاه ما هو ممكن. التمثيل كان الباب الأول، لكن ريادة الأعمال، والعافية، والمشاريع الإبداعية الجديدة هي ما يمدني بالطاقة اليوم. أؤمن بأن الحياة التي أريدها هي تلك التي أكون فيها دائما السائقة لا الراكبة.
لماذا دخلت عالم الموضة تحديدا، وأسست علامة أزياء خاصة بك؟
الإلهام الأول جاء من والدتي التي عملت في مجال الأزياء لعقود، وعلّمتني عنه الكثير. أحرص على تقديم تصاميم بألوان جميلة وأقمشة انسيابية تعزّز ثقة المرأة بنفسها، وتمنحها شعورا بالفرح والرضى. أكثر ما يسعدني اليوم هو رؤية النساء يستمتعن بارتداء تصاميمي.
كيف تأملين أن تلهمي بقصتك الجيل الجديد من النساء اللواتي ينطلقن في رحلة اكتشاف الذات والتحول؟
أريد للمرأة أن تدرك أن التجدد ليس ممكنا فحسب، بل هو ضروري. وأقول لها: لن تكوني يوما "أكبر من أن تبدئي" ولا "متأخرة" ولا "محصورة في قالب واحد". أقوى وأفضل ما يمكنك فعله أن تراهني على نفسك، مرة بعد مرة. هكذا تبنين حياة لا تهتز ولا تتزعزع.
تقدّمين دعما كبيرا لعدد من المؤسسات الخيرية. ما القضية الأقرب إلى قلبك؟ ولماذا؟
أنا مؤمنة بأهمية العطاء ومساندة الآخرين، وقد سعيت دائما لدعم النساء، والأطفال، والمرضى. العالم بحاجة إلى نورنا، ولو كان بسيطا. توفّي والدي بسبب السرطان عندما كنت طفلة، وهذا الحدث ترك أثرا عميقا في حياتي، ودفعني إلى بذل ما بوسعي لمساعدة من يواجهون هذا المرض. لقد تعاونت لسنوات مع جمعية تعنى بدعم مرضى السرطان وعائلاتهم في رحلتهم مع المرض.
حين تنظرين إلى المستقبل، أي جانب من جوانب التجديد الشخصي أو المهني لم يره العالم بعد من "كاثرين كيلي لانغ" وتتحمسين لمشاركتنا إياه؟
لا تزال في داخلي أجزاء مني لم يرها العالم بالكامل بعد. أنا شغوفة جدا بصناعة القصص خلف الكاميرا، والإنتاج، وتوجيه النساء، إلى جانب توسيع علامتي المتخصصة في العافية على مستوى عالمي. الفصل التالي في حياتي يركز على القيادة من موقع له تأثير أكبر وأعمق.
ما الإرث الذي تتمنين أن يبقى في ذاكرة الناس عنك؟
أتمنّى أن أكون قد ألهمت الآخرين، بصفتي امرأة تعطي كل ما لديها في جميع أدوارها المهنية والشخصية. وآمل أن ألهم الاحترام واللطف والعطاء والشغف بعيش الحياة على أكمل وجه، في ظل قبول كل التحديات بثقة واغتنام الفرص بشجاعة.