
تعليق حكيم من الملك تشارلز الثالث عن حالته المرضية
خلال أحد خطاباته الأخيرة، تحدث الملك تشارلز الثالث بصوت عالٍ وواضح عن أحد المواضيع القريبة منه. لدرجة أن الملك البالغ من العمر 76 عامًا لم يتردد في القول إن "أحلك لحظات المرض يمكن أن تضاء".
لا شك أن السرطان تجربةٌ "مرهِقة، ومخيفة أحيانًا" لكلٍّ من مصابيه وأحبائهم. وقد عبّر ملك بريطانيا عن ذلك خلال حفل استقبالٍ في القصر الملكي حضرته منظماتٌ تعنى بدعم المصابين بهذا المرض.
تجربة فريدة

وكان في 30 أبريل/نيسان الماضي،قد صدر بيان أوضح فيه تشارلز الثالث أنه يتحدث "كشخصٍ يمثل جزءًا من الإحصاءات". إلا أنه لم يرِد التطرق إلى تطور حالته الصحية.
وأضاف: "كل تشخيص، وكل حالة جديدة، ستكون تجربةً صادمةً ومرعبةً أحيانًا لهؤلاء الأفراد وأحبائهم. لكن بصفتي جزءًا من هذه الإحصائيات، أشهد أنها قد تكون أيضًا تجربةً تظهر أفضل ما في الإنسانية".
ثم بعد ساعات من حفل الاستقبال في قصر باكنغهام، فاجأ تشارلز الثالث الجميع مجددًا بكلمات نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي للمؤسسة. في تلك اللحظة، كشف عن الرسالة التالية: "أحلك لحظات المرض يمكن أن تنيرها أعظم مشاعر التعاطف".
حفل استقبال في باكنغهام

في ذلك اليوم، استقبل الملك تشارلز الثالث وزوجته في قصر باكنغهام منظماتٍ مختلفةً تعنى بدعم مرضى السرطان وعائلاتهم. وقد مثّل هذا اللقاء تقديرًا لعمل المنظمات الخيرية التي تروّج أيضًا لحملات جمع التبرعات للأبحاث.
وفي كلمته، تحدث ملك بريطانيا البالغ من العمر 76 عامًا عن قيمة التواصل الإنساني الذي توفره هذه المنظمات لجميع المرضى في أصعب لحظاتهم:لقد زاد تقديري للعمل الاستثنائي الذي تقوم به المنظمات والأفراد المتميزون المجتمعون هنا هذا المساء. التقيت بالعديد منهم، وزرتهم، ودعمتهم على مر السنين.

في هذه اللحظة، صرّح تشارلز الثالث بأنه تعلّم خلال هذه الزيارات درسًا عظيمًا. وأضاف: "يمكن للحظات المرض الأكثر ظلمة أن تنيرها أعظم مشاعر التعاطف".
بعد حفل الاستقبال، نشر حساب الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا على إنستغرام رسالةً موقعةً من الملك. وجِّهت هذه الرسالة "إلى كل من يدعم مرضى السرطان وأحبائهم".
فرصة للتواصل

ما يدهشنا مرارًا وتكرارًا هو الأثر العميق للتواصل الإنساني. سواءً في الشرح الدقيق من ممرضة متخصصة، أو على يد متطوع في مستشفى، أو في التجربة المشتركة ضمن مجموعة دعم.
وكما يشير تشارلز الثالث، فإن "لحظات القرابة هذه تخلق ما قد أطلق عليه "مجتمع الرعاية"، وهو مجتمع يدعم المرضى في أصعب اللحظات".
كما شكر "جميع الباحثين الذين يسعون إلى تحقيق تقدم رائد، وأخصائيي الرعاية الصحية الذين يقدمون العلاج المتخصص، والمتطوعين". دون أن ينسى "جمع التبرعات الذي يمكّن من إنجاز هذا العمل الحيوي".

اختتم تشارلز الثالث رسالته قائلاً إنهم جميعًا "يحظون بعميق إعجاب وامتنان عائلتي بأكملها". واختتم قائلاً: "إن التزامكم بالتشخيص المبكر، والعلاجات الناجحة بشكل متزايد، والرعاية الشاملة الحقيقية، تمثل أفضل ما يمكن لبلدنا أن يقدمه. أنا ممتن جدًا لكم جميعًا".
خبر ملكي سار

في زحمة أخبار المرض والموت فاجأت حسابات العائلة المالكة البريطانية الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي الجميع يوم الجمعة 15 أغسطس بلفتة غير مألوفة. حيث نشر القصر رسالةً مليئةً بالمودة والتقدير للأميرة آن.
فقد أصدر قصر باكنغهام بيانًا مفاجئًا تكريمًا للأميرة آن بمناسبة عيد ميلادها الخامس والسبعين. ووصفها البيان بأنها "شخصية لا تضاهى"، مؤكدًا أن تفانيها كان "مفتاحًا لاستمرارية النظام الملكي". ورغم أن إصدار المؤسسة لمثل هذه التكريمات الشخصية أمرٌ غير مألوف، إلا أنها استثنت هذه المناسبة.

كذلك أرفق المنشور بصورة شخصية حديثة التقطها كريس جاكسون، تظهر فيها آنا هادئةً ومقيّدةً. كان اختيار المصور ومكان التصوير مؤثرًا للغاية: لا شيء مبهرج، ولا رموز مبالغ فيها، محافظًا على أسلوبها العملي البسيط.
ثقة الملك تشارلز

وفقًا لمصادر مقربة من القصر، يعتبر الملك تشارلز الثالث أخته "مستشارةً موثوقةً". وخلال الفترة الانتقالية التي أعقبت وفاة أمهما إليزابيث الثانية، تولّت آن دورًا بارزًا. كما كانت مسؤولةً عن الحفاظ على التقاليد وتولي المسؤوليات التي تركها الملك الجديد لأقرب المقربين منه.
رغم أنها ربما لم تكن ملكة، إلا أن آن ورثت أعمق إرث إليزابيث الثانية: الشعور بالواجب. لطالما كانت شخصيةً حاضرةً في المناسبات المؤسسية، ومثّلت التاج باستمرار حتى في الأوقات العصيبة. في بيئةٍ كثرت فيها الفضائح وتشوّهت صورتها، كان سلوكها مثاليًا.
آن الوريثة الأخلاقية لأسلوب أمّها

لقد كانت الابنة الوحيدة التي رافقت نعش والدتها طوال موكب الجنازة، مرتدية زيًا عسكريًا، ملتزمةً تمامًا بالطقوس المخصصة للرجال. هذه البادرة، التي تجاوزت كونها رمزية، فسِّرت على أنها إظهار احترامٍ مطلقٍ لوالدتها وللمؤسسة.
بخلاف أفراد العائلة المالكة الآخرين، حافظت آن على جدول أعمال نشيط دون تقلبات أو جدل. ورغم أن دورها كان أقل ظهورًا إعلاميًا، إلا أنه كان أساسيًا في الحفاظ على التوازن الداخلي للعائلة المالكة. كذلك مساعدة الملك تشارلز خصوصًا خلال فترة مرضه وتأخره عن القيام بواجباته.