الملك تشارلز الثالث

المبادرات الشبابية الملكية: قيادة التغيير والإلهام المجتمعي

عبد الرحمن الحاج
10 أغسطس 2025

يؤكد العديد من الخبراء الملكيين على أنه يمكن للمبادرات الشبابية الملكية أن تكون محفّزات قوية للتغيير المجتمعي.وذلك من خلال تمكين الأمراء الشباب من القيادة والمشاركة في الابتكار ومعالجة القضايا الحرجة. كما يمكن لهذه المبادرات قيادة التغيير والإلهام المجتمعي كونها تتم عبر أشخاص موثوق بهم ويتمتعون بالمصداقية.

علاوة على ذلك، يمكن لأفراد العائلات المالكة أن يلعبوا دورًا هامًا في قيادة التغيير والتنمية داخل بلدانهم. ورغم اختلاف صلاحياتهم ونفوذهم باختلاف البلد ونظامه السياسي، إلا أنهم يستطيعون الاستفادة من مناصبهم للدفاع عن قضايا مهمة، وتعزيز الوحدة الوطنية، ودعم المبادرات التي تدفع عجلة التقدم. والدليل على ذلك أن معظم الأمراء الشباب في معظم الملكيات حول العالم يقومون بأدوار اجتماعية تنموية بارزة وملهمة وجديرة بالإعجاب والتقدير.

أبرز المبادرات:

الحفاظ على الوحدة والهوية الوطنية:

غالبًا ما تمثّل الشخصيات الملكية رمزًا للوحدة الوطنية والاستمرارية. حيث تمثل التراث والقيم المشتركة للبلد. ويمكن أن يكون لهذا الدور أهمية بالغة في أوقات التغيير الاجتماعي أو السياسي، إذ يوفر شعورًا بالاستقرار والتماسك. ومن خلال المبادرات الشبابية الملكية يمكن تعزيز هذا الدور الوطني المحوري للحفاظ على الهوية والخصوصية.

دعم القضايا الاجتماعية:

يكرّس العديد من أفراد العائلات المالكة وقتهم ومواردهم للأعمال الخيرية والإنسانية، مركّزين غالبًا على مجالات محدّدة كالتعليم والرعاية الصحية وحماية البيئة. كذلك يمكن لرعايتهم أن تسهم في رفع مستوى الوعي، وجذب التمويل، وتحفيز العمل على هذه القضايا المهمة. فالمبادرات الشبابية الملكية التي يقدمها أفراد العائلات الملكية تعتبر أبرز أوجه الدعم للقضايا الاجتماعية الوطنية والدولية.

تعزيز التنمية الاقتصادية:

تساهم المبادرات الشبابية الملكية في جذب الاستثمار الأجنبي، وتشجيع السياحة، ودعم الشركات المحلية. كما أن مشاركتها تضفي مصداقيةً ومكانةً على مبادرات التنمية، مشجّعةً على المشاركة والتعاون.

تعزيز العلاقات الدولية:

يمكن للزيارات الملكية واللقاءات الدبلوماسية أن تعزز العلاقات مع الدول الأخرى. كما تسهّل التجارة والتبادل الثقافي والتعاون في مواجهة التحديات العالمية. كما يمكن وفق المبادرات الشبابية الملكية تنمية هذه العلاقات وتمتينها خصوصًأ في المجتمعات التي تقودها عائلات ملكية.

تشجيع المشاركة المدنية:

من خلال المشاركة الفعّالة في الحياة العامة والتواصل مع المواطنين، يمكن للعديد من المبادرات الشبابية الملكية إلهام ودعم المشاركة المدنية، وتشجيع المشاركة في العملية الديمقراطية سواء السياسية أو الخدمية.

حدود وقيود:

من المهم ملاحظة أن قدرة أفراد العائلة المالكة على قيادة التغيير محدودة أيضًا بالسياق الدستوري والسياسي لبلدهم. كذلك في بعض الحالات، قد تكون لديهم سلطة سياسية مباشرة محدودة، ويعتمدون على نفوذهم لتشجيع المسؤولين المنتخبين وغيرهم من أصحاب المصلحة على اتخاذ إجراءات. ومع ذلك، حتى في ظل هذه القيود، لا يزال بإمكانهم لعب دور مؤثر في تشكيل الرأي العام، وتعزيز التغيير الإيجابي، والمساهمة في تنمية دولهم. كما أن المبادرات الشبابية الملكية غالبًا ما تجيء في إطار دعم الخطط التنموية العامة للدولة.

من التنمية إلى الاستدامة

أفضل ما يميز المبادرات الشبابية الملكية كونها أصبحت تركز على الاستدامة فضلًأ عن التنمية والدعم. حيث إنها عبر التفاعل المباشرمن خلال توفير منصات للشباب للتعبير عن مخاوفهم وقيادة المشاريع..تقوم هذه المبادرات بتعزيز الشعور بالمسؤولية داخل المجتمع.

كما أنها تعمل على تعزيز العمل الاجتماعي، ويمكن للمبادرات أن تشجع الشباب على المشاركة في أنشطة مثل حملات تنظيف المجتمعات. كذلك الحملات البيئية، والبرامج التعليمية، مما يظهر الأثر الإيجابي للعمل الجماعي.

أيضًا تعمل على تعزيز الابتكار والإبداع. فعندما تتاح للشباب الفرص، يمكنهم تطوير حلول مبتكرة للتحديات المحلية والعالمية. مثل استخدام التكنولوجيا لمعالجة انعدام الأمن الغذائي أو تعزيز الممارسات المستدامة.

علاوة على ذلك، تقوم هذه المبادرات بطريقة غير مباشرة ببناء مهارات القيادة وإلهام الآخرين من خلال المشاركة في برامج القيادة. حيث يمكن للشباب تطوير مهارات أساسية مثل التواصل وحل المشكلات وإدارة المشاريع، وهي مهارات حيوية للنجاح المستقبلي وتنمية المجتمع.

أمثلة على المبادرات الشبابية الملكية:

لطالما كان الأمير مرعد بن الحسين من الأردن صوتًا رائدًا في مجال مكافحة الألغام وحقوق ذوي الإعاقة، داعيًا إلى تغيير السياسات ودعم المنظمات العاملة في هذه المجالات.

الأمير مرعد بن الحسين من الأردن

وبصفتها مناصرة قوية للقضايا البيئية والمناخية، عُيّنت ولي العهد في السويد، الأميرة فيكتوريا، مدافعة عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. كما تشارك في مبادرات استدامة مختلفة، سواء في بلدها السويد أو العديد من الدول الأوروبية والأفريقية.

الأمير مرعد بن الحسين من الأردن

ونفس الحال تنطبق على الأميرة آن، ولطالما كانت داعمةً قويةً للقضايا الاجتماعية. كما شاركت بفعالية في برامج تنمية المهارات القيادية، حاثةً القادة الناشئين على إحداث تغيير إيجابي.

princess-anne

أيضًا يشارك أمير ويلز (الملك تشارلز الثالث حاليًا ومن بعده ابنه وولي عهده الأمير ويليام) في مبادرات متنوعة تتعلق بالاستدامة. كذلك تغير المناخ، والمشاريع الاجتماعية، دافعًا عن مستقبل أكثر استدامةً وشمولًا.

الملك تشارلز الثالث

مبادرات عابرة للتوقعات:

في الحقيقة لا يمكن حصر المبادرات الملكية التي يقودها شباب من العائلات الملكية سواء في الوطن العربي أو حول العالم. وعندما نقول لا يمكن حصرها فنحن نعي ذلك تمامًا، لأنه لا يمكن إحصاؤها أو حصرها. بل يمكن القول بثقة أن هناك مبادرة كل يوم يتم طرحها الاشتغال عليها وحشد التأييد والدعم لها. وتنفيذها وضمان استمراريتها أو الانتقال إلى مستوى أعلى من الخدمة والكفاءة فيها.

مبادرة سند للزواج

الملك تشارلز الثالث

تسعى العديد من المبادرات الشبابية الملكيةم ثل "مبادرة سند الزواج" لتحقيق مبادئ الاستقرار الأسري للمقبلين على الزواج في المملكة العربية السعودية. وهي مبادرة قوية يقودها ويدعمها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان شخصيًا. وتعمل على تعزيز استقرار الأسر السعودية، ومساندة الشباب من مستحقي الدعم والمقبلين على الزواج في تخفيف الأعباء المالية.كذلك تقوم المبادرة بتقديم العون المباشر لهم، وتحقيق التوازن بين فئات المجتمع، وتأسيس روابط مجتمعية وثيقة.

وتضمن مشروع المبادرة مرحلتين للدعم، استفادت منها 70 جمعية أهلية بمبلغ إجمالي 100 مليون ريال خلال المرحلة الأولى. فيما شملت المرحلة الثانية 29 جمعية أهلية بمبلغ إجمالي 87 مليون ريال في مختلف مناطق المملكة.

مبادرة محمد بن راشد التعليمية

الملك تشارلز الثالث

هذه المبادرة من أكبر المبادرات الإماراتية العالمية ويشرف عليها الشيخ محمد بن راشد وأبناؤه. وفي هذا المجال قامت المبادرة حتى اليوم ببناء أكثر من 2100 مدرسة حول العالم. كما قامت بتدريب أكثر من 400,000 معلم ومعلمة، وتوزيع وطباعة أكثر من ثلاثة ملايين كتاباً. بالإضافة إلى الترجمة، وتشجيع ملايين الطلاب في العالم العربي على قراءة 50 مليون كتاب كل عام.كذلك دعم مبادرات اللغة العربية..وقد بلغ عدد المستفيدين في هذا القطاع أكثر من 15 مليون شخصاً في 58 دولة حول العالم.