
"هي" تحاور نجمات الشاشات القادمات بقوة.. فنانات الجيل "زد" يشعلن ثورة في المفهوم الكلاسيكي للنجومية!
حوار: Hameda Abu Hemaila
الشاشات والمنصات العربية تلبس ثوبا جديدا، تستقبل مواهب لامعة تكتب قصتها بلغة عصرية، حيث شهدت السنوات الأخيرة، ظهور كثيرات ممن عبرن عن حكاياتهن بنبرة نابضة تشبه جيلهن. وبينما اقترن تعبير فتيات الأحلام بتفسيرات ذهنية تقليدية ترتبط بالفانتازيا العاطفية أو بالمثالية المفرطة، فإن فتيات هذا الجيل أخذن على عاتقهن تعديل هذا المفهوم بما يتوافق مع العصر ومع شخصياتهن الديناميكية. في هذه السطور نتعرف عن قرب من خلال حوارات خاصة إلى بعض نجمات الشاشة القادمات بقوة، وبالرغم من اختلاف جذورهن الثقافية، وجدن أنفسهن يشتركن في التمرد الإيجابي، حيث يفتخرن بالإرث السينمائي، مع الرغبة في الانخراط في الصناعة وعدم الاكتفاء بالظهور أمام الكاميرا، وكسر المعايير النمطية للنجمة الحلم والاقتراب أكثر من الجماهير!
ماريا البحراوي
دوري مع الجمهور يتخطى حدود ظهوري على الشاشة

لعدد december 2023
تتخطى الفنانة السعودية ماريا البحراوي فكرة الشهرة والنجومية بمعناها الكلاسكي بأشواط، إذ إن لديها وعيا مجتمعيا يجعلها تنظر للأمر على أنه حالة متكاملة، فهي بصفتها فنانة من هذا الجيل وفتاة شرقية تتحرك بخطى ثابتة في مجال التمثيل. واستهلت مشوارها بعمل سينمائي بارز كان له حضور عالمي هو فيلم "نورة"، تؤكد أن قناعاتها تتجاوز التقليدية، وأنه ليست مهمتها أن تقدم دورا على الشاشة ثم تمضي، وإنما تحرص على أن تكون "جزءا من يوميات الناس، ومن قناعاتهم، ومن طموحاتهم"، وفق ما قالت لمجلة "هي"، وبالطبع هذا كله يجعل مسؤوليتها أكبر بكثير.
بدأت ماريا شغفها ناحية التمثيل منذ الطفولة، وحينما جاءتها فرصة الاحتراف خطفت الانتباه ببطولتها لفيلم "نورة" لتوفيق الزايدي، والمدعوم من صندوق البحر الأحمر، حيث شارك العمل في الدورة الـ77 من مهرجان كان السينمائي، بقسم "نظرة ما"، باعتباره أول فيلم سعودي يحقق هذا الإنجاز، كما حاز تنويها خاصا من لجنة التحكيم، إضافة إلى أنه نال جائزة العلا لأفضل فيلم سعودي طويل بمهرجان البحر الأحمر السينمائي.
وحينما تتحدث ماريا البحراوي، الشابة التي أتمت الـ18 لتوها، واختارت تخصص التمويل والإدارة المالية للدراسة، نكتشف أنها كانت تعد نفسها لهذا التميز، إذ ترى أن وجودها كفنانة على وسائل التواصل الاجتماعي، هو بمنزلة منبر للتأثير في الجمهور عن قرب. وتتابع: "صرت أستطيع التكلم عن قضايا تهمني، ومشاركة متابعيّ تفاصيل أنشطتي، وإيصال رسائل عن الحلم، والتحدي، والاجتهاد، وهي أمور لم تكن متاحة من قبل، فنحن الفنانات تمكنا من أن نكون مصدر إلهام، وصديقات لجمهورنا، لنكسر الصورة المثالية المبالغ فيها، ونظهر الجانب الإنساني فينا".
لينا صوفيا
جيلنا محظوظ وأطمح إلى أن أكون صانعة أفلام

تشكلت ثقافة لينا صوفيا بن حمان الفنية عبر ثلاث حضارات متنوعة، وهي المغرب وفرنسا ومصر، حيث تنحدر أصولها من أعراق متعددة، كما أنها استقت تكوينها من جميع هذه البلدان، فباتت موهبة ثرية وشخصية منفتحة ولها حضور عالمي، حيث شاركت في الفيلم الإنجليزي Mary من بطولة "أنتوني هوبكنز"، والفرنسي Story، إضافة إلى عديد من الأعمال التي ظهرت فيها مع يحيى الفخراني وميرفت أمين ودينا الشربيني وإياد نصار وعمرو يوسف وصبا مبارك، وغيرهم. وقد تنوعت أعمالها بين بلدان ومنصات عرض مختلفة، وهي تقول إنها تعلمت من كل شخصية لعبتها، ولا تعتبر أن إحداها أهم من الأخرى، بل إن نظرتها لخطواتها تتلخص بأن لكل دور هو أهم من الآخر، وكل أنواع الشخصيات تقوي موهبتها، وتزيد من تمكنها.
منذ أن وقفت أمام الكاميرا في عمر الثامنة بفيلم "هيبتا.. المحاضرة الأخيرة" عام 2016، خطفت لينا صوفيا الأنظار بأدائها التلقائي السلس، حيث بدت الشاشة كأنها كانت تتشوق لمثل هذه الموهبة، ومنذ تلك اللحظة وقع الجمهور في حب هذه الطفلة العفوية، التي دخلت مرحلة المراهقة على الهواء مباشرة من خلال شخصيات متعددة بين السينما والتلفزيون، حيث خاضت تجارب ذات طابع تاريخي ومعاصر وكوميدي وتراجيدي.ووفقا لحوارها مع مجلة "هي"، تشير لينا إلى أنها تطمح إلى المزيد من الأدوار المركبة، حيث تستهويها بصورة أكبر من غيرها.
تعتبر لينا صوفيا أن الفروقات بين الأجيال في بعض الأمور لا تختلف كثيرا، ولا سيما فيما يتعلق بمستوى الطموح، ولكن طبيعته وآفاقه وأدواته بطبيعة الحال تتغير، فهي على سبيل المثال تجد أنها لا تريد أن تتوقف فقط عند كونها ممثلة، ولكنها تطمح إلى أن تكون صانعة للدراما السينمائية والتلفزيونية، كما ترى أن الجيل الحالي من الفنانين أكثر حظا بالطبع، لأن الجمهور بات أكثر وعيا وتقبلا. وتضيف: "لدينا جمهور مثقف يبحث عن قضايا لم تكن شائعة أو مفهومة، وهذا ما يشجعنا على الوصول بأفكارنا إلى آفاق أعلى، ومن ثم العمل على تطوير مواهبنا".
وتشير لينا إلى أن تنوع طموحها وأفكارها والعمل على المزيد هو ما يمثل بالنسبة لها مفهوم نجمة الشاشة التي تتمنى أن تكون على قدره، مبدية تأثرها بنجمات بارعات في المجال مثل فاتن حمامة، ودينا الشربيني، وأمينة خليل، وسعاد حسني، إضافة إلى "ميريل ستريب".
جيسيكا حسام الدين
أتعلم من نجماتي المفضلات وأعبر عن صوت أحلامي بقوة

Ayat Seifelnasr
تصوير:
Karim Medhat
جيسيكا التي قدمت أعمالا عديدة عربية وعالمية وتتحضر لتقديم مسلسل جديد على منصة شاهد، تبدو مسيرتها هائلة مقارنة بفتاة لا تزال تحت العشرين تحلم بدراسة الإخراج، إذ تشير في حوارها مع مجلة "هي" إلى أنها لن تنتظر طويلا حتى تقدم عملا فنيا بشروطها. تنوعت مسيرة جيسيكا حسام الدين التي تشع حماسا وموهبة، ما بين التلفزيون والسينما وعلى الرغم من أنها تثق تماما بأن شهرتها الكبرى جاءت من خلال مسلسل "كامل العدد" بأجزائه الثلاثة، حيث حرصت على أن تنقل مشاعر وهموم وهواجس بنات جيلها التي تتغير وتتطور مع كل موسم، إلا أنها تعتز بشكل خاص بتجربتها في الفيلم العالمي The Goat للمخرجة الإيطالية "إيلاريا بوريللي"، وتعتبرها محطة بارزة في مسيرتها المبكرة، حيث اختيرت للبطولة من بين عدد ضخم، واستغرق تسكين الأدوار عاما كاملا، إضافة إلى فكرة الفيلم الصعبة مقارنة بعمرها في ذلك الوقت، حيث كانت في الـ13، كذلك تضمن العمل مشاهد تحمل شحنة عاطفية عميقة ومعقدة، وهو ما منحها فرصة لاكتشاف مهاراتها وطاقتها، كذلك حصدت بسببه خمس جوائز.
النجمة المصرية الشابة يعتبروها كثيرون ضمن قائمة فتيات أحلام السينما بالعالم العربي، وهو أمر يسعدها إن حدث، وإن كانت قد دخلت المجال من باب الموهبة وحب المهنة، لافتة إلى أنها حتى الآن تتعلم من فنانات مثل سعاد حسني، ومنة شلبي، ومنى زكي، وغيرهن، ولكنها ترى أن معطيات هذا العصر تمنحها المــــزيــــد من الـــفـــرص، لتـــصــبــــح نمـــوذجـــــا فنيا بالنسبة لمتابعيها، وأيضا نموذجا شخصيا، فهي تحرص على أن تكون "نفسها" من خلال طريـــقــــة تواصلها مع الجمهور، مضيــفــــة: "جيلنا واعٍ للغاية، لــــديــنــــا أدوات لــم تــكــــــن متاحة لغيرنا، ومن خلال تطبيقات المشاهدة وانفتاح الصناع، هناك مساحة كبيرة للتعبير عن مفردات حياتنا وتحدياتها، ومن هنا يصبح لمفهوم فتاة الشاشة بُعد أكثر عمقا وتأثيرا في المجتمع".
تشدد جيسيكا التي تفضل الأدوار المركبة، على أنها ضمن فتيات جيل محظوظ بسبب وجود طرق لتفجير طاقاته المعرفية، ووجود مؤسسات تمنحه الدعم، لافتة إلى أنه بسبب الثورة المعلوماتية فقد أصبح الآباء أكثر تقبلا لاختلافهم، وكذلك المجتمع، بعكس أجيال مضت، وهو ما يعطيهم دفعة للإبداع وللتعبير عن صوتهم ورؤيتهم. وبصفتها ممثلة أصبحت تتقدم في مهنتها بصورة أسرع، مستفيدة من هذه الأجواء، حيث تحصل على تدريبات وورش تمثيلية داخل البلاد وخارجها بطريقة أكثر يسرا لتطور عملها. فيما تقوم حاليا بتصوير فيلم "إذما" الذي تعتبره تجربة عميقة مليئة بالمشاعر، وتنتظر أيضا عرض فيلم "أصل الحكاية"، الذي يتناول قضية مهمة تخص فتيات الوطن العربي، ويشارك فيه عدد ضخم من النجوم.
تارا عبود
فتيات الشاشة الأجمل هن من يلهمن الجمهور

zaki rafik
تصوير:
Two Geez
إنها طالبة الطب التي تحضر صفوفها بانتظام، وتتنقل بين غرف المستشفيات مرتدية المعطف الأبــيـــض، لتـــكــمـــل متــطـلــبــــات دراســتــهـــــا الصعــبـــــة، بمثل مهارة تنقلها بين بلاتوهات التصوير، حيث تعـــتـــــني أيـــضـــا بأدوارهــــا بشكـــــل فائق، وتسير بين الشخصيات باحترافية وتميز يليقان بفتاة البحث العلمي النموذجية التي اختارت تخصصا دراسيا دقيقا، فيما حساسيتها ورهافتها في التقمص تبهـران الجمهور والنقاد. الممثلة الأردنية تارا عبود التي بدأت مسيرتها في العاشرة من عمرها، تتأنى بشدة في اختيار أعمالها، وشيئا فشيئا تصبح رقما مهما في صناعة السينما.
تبدو تارا عاشقة لسحر السينما، فعلى الرغم من أن المسلسلات باتت أكثر انتشارا في هذا العصر، إذ كان لها قفزة كبيرة بفيلم "أميرة" الذي حصد جوائز متعددة وجسدت فيه شخصية البطلة التي يحمل الفيلم اسمها من خلال قصة جريئة ذات أبعاد اجتماعية وإنسانية مؤثرة، كذلك تنتظر عرض فيلم فيه أبعاد غموض وإثارة أيضا، وهو "بنات الباشا"، إضافة إلى مشاركتها في الفيلم البلجيكي Rebel ، تقول تارا عبود، إن السينما بالطبع تمثل عشقا خاصا لدى الفنانين، ولكن الأمر أيضا بالنسبة لها يعتمد على السيناريو ومستوى الإنتاج. أما فيما يتعلق بالدراما التلفزيونية، فقد شاركت في واحدة من أهم السلاسل التي قدمتها "نتفليكس" عن حياة المراهقات في العالم العربي، وهو "مدرسة الروابي للبنات"، وكذلك المسلسل البريطاني Culprits.
اللافت أيضا في مشوار تارا عبود هو تنوع البلدان التي عملت بها، ومن بينها وطنها الأردن ومصر وبلجيكا والمملكة المتحدة وغيرها، وهي ميزة كبيرة أسهمت في تشكل هُويتها الفنية، وأكسبتها خبرات. كما أنها لم تكن تتاح بتلك السهولة للنجمات من الأجيال السابقة. تواصل: "بالطبع صار من السهل التواصل مع مؤسسات إنتاج خارج المحيط العربي بسهولة، وعرض المواهب عليها، من خلال تجارب الأداء، وكذلك عملي مع منصات بارزة وأنا صغيرة، جعلني أتعرف إلى ثقافات مختلفة، وأسافر هنا وهناك، وهو ما أفادني كفنانة، وكذلك على المستوى الشخصي".
فلسفة تارا عبود، فيما يتعلق بتميز الأجيال تحمل قدرا كبيرا من التوازن، حيث تشير إلى أنها لا تزال تستدل في خطواتها بأجيال سابقة ألهمتها، وأثرت فيها لكنها أيضا تستفيد من عصر التواصل اللحظي مع الجمهور من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وربما هذا ما منحها تصورا تعتبره يتوافق مع شخصيتها فيما يتعلق بما ترغب أن تكونه كفتاة أولى للشاشة، موضحة أن الأمر بالطبع تغير، ولم يعد مرتبطا بالملامح والمظاهر فقط، بل النظرة مختلفة الآن تماما، وتشرح تارا وجهة نظرها بالقول: "هذا المعنى يرتبط لدي بالشخصية وتطورها، وبالموهبة والحضور والنجاح الذي يؤثر في الناس، والبحث عن طرق إلهام الجماهير لتعطيهم دفعة للعمل على أنفسهم، فأنا أتوق دوما لأن أصير الفتاة التي أفخر بها، وأصبح أفضل صورة من نفسي".