الأمير هاري يلتقي بوالدته الثانية في رحلة طويلة منفردة إلى أفريقيا

منذ أن استقر الأمير هاري نجل الملك تشارلز الثالث وعائلته في مونتيسيتو بكاليفورنيا، تزداد التساؤلات حول طبيعة ارتباطه بحياته الجديدة في الولايات المتحدة، مقابل جذوره وعلاقاته العميقة في أماكن أخرى من العالم. فبينما يفضل البعض التركيز على فترات غيابه عن زوجته ميغان ماركل وأطفالهما آرتشيوليليبت، فإن هذه الغيابات غالبًا ما تكون مرتبطة بواجبات أو روابط شخصية عميقة تكشف جانبًا مختلفًا من حياة الدوق.

رحلات هاري: مهام ملكية وروابط شخصية

على سبيل المثال، لم يكن مفاجئًا سفره ذهابًا وإيابًا لحضور حفل تتويج والده، الملك تشارلز الثالث، وكذلك كانت زيارته السريعة للملك بعد تشخيص إصابته بالسرطان دليلاً على التزامه العائلي، ولكن ما أثار الدهشة حقًا، هو رحلته الأخيرة إلى أفريقيا التي امتدت لأكثر من أسبوع، بعيدًا عن زوجته وأطفاله. هذه الرحلة، التي بدأت في أنغولا، لم تكن مجرد زيارة عابرة.

أنغولا: إرث ديانا وعمل إنساني

في أنغولا، ركز الأمير هاري الضوء على العمل الحيوي لمؤسسة "ذا هالو تراست" (The Halo Trust)، وهي منظمة خيرية متخصصة في إزالة الألغام الأرضية والمتفجرات من مناطق النزاع. هذا الارتباط ليس بجديد، إذ يعود إلى إرث والدته الأميرة ديانا، التي كرست جهودًا كبيرة لنفس القضية. هذه الزيارة أكدت التزام هاري بمواصلة مسار والدته في العمل الإنساني، وخصوصًا في القضايا التي تلامس المجتمعات الأكثر تضررًا من آثار الحروب.

بوتسوانا: الملاذ الروحي والعائلة الثانية

بعد أنغولا، تشير التكهنات إلى أن الأمير هاري توجه إلى بوتسوانا، الدولة المجاورة، بدلاً من العودة الفورية إلى العائلة في كاليفورنيا، بوتسوانا ليست مجرد وجهة سياحية بالنسبة لهاري؛ إنها ملاذ روحي ومكان ذو أهمية شخصية عميقة. لقد وصف دوق ساسكس ارتباطه ببوتسوانا وأفريقيا بشكل عام بأنه "عميق جدًا"، خاصةً وأنها كانت ملجأه ومكان عزائه خلال إحدى أصعب فترات حياته.

لقد صرح هاري سابقًا: "جئت إلى هنا في عام 1997 أو 1998 مباشرة بعد وفاة والدتي، فكان مكانًا رائعًا للهروب من كل شيء. إنه شعور بالهروب – شعور حقيقي بالهدف، لدي بعض من أقرب أصدقائي هنا على مر السنين." هذا التصريح يكشف عن مدى أهمية هذه الأرض في تشكيل شخصيته وتقديم الدعم النفسي له بعد وفاة الأميرة ديانا.

تانيا جينكينز: الأم الثانية التي احتضنت هاري

خلال زيارته الأخيرة إلى بوتسوانا، يُعتقد أن الأمير هاري زار شخصية يعتبرها بمثابة أم ثانية: المخرجة السينمائية "تي جي" تانيا جينكينز. العلاقة بين هاري وتانيا وزوجها مايك هولدينج تمتد لسنوات عديدة، وقد التقاهم هاري لأول مرة في بوتسوانا عندما كان يواعد تشيلسي ديفي. في مذكراته "سبير" (Spare)، وثّق هاري أول لقاء له معهما بشكل مؤثر وكتب:

"كان كل من تي جي ومايك موهوبًا، بارعًا، ومخلصًا تمامًا للحياة البرية. أردت قضاء أكبر وقت ممكن معهما، ليس فقط في هذه الرحلة، بل بشكل عام. لكن المشكلة كانت: هل سيسمحان لي؟ كنت كثيرًا ما أجد تي جي تنظر إليّ، تراقبني، وابتسامة فضولية تعلو وجهها – كما لو كنت كائنًا بريًا دخل معسكرهما فجأة. لكن بدلًا من طردي أو استغلالي، كما يفعل الكثيرون، مدت يدها إلي وربّتت علي."

أضاف هاري عن علاقتهما: "كانت هي ومايك أول شخصين يقدّران كل ما كان لا يزال في داخلي من وحشية، كل ما لم يُفقد بسبب الحزن – والتصوير. لقد شعرا بالغضب لأن آخرين أرادوا التخلص من هذا الجزء الأخير، وأن آخرين كانوا حريصين على وضعي في قفص."

لقد أدرك هاري معهم كم شعر وكأنه في بيته، حتى أن تي جي قالت له: "أعتقد أن جسدك وُلد في بريطانيا، لكن روحك وُلدت هنا في أفريقيا." اعتبر هاري هذه المقولة "أعظم مجاملة تلقاها في حياته."

هذه العلاقة الحميمة دفعت هاري إلى مناداتها بـ "أمي" في إحدى المرات، خرجت الكلمة من فمه تلقائيًا، وقد شرح ذلك بقوله: "خرجت الكلمة من فمي فجأة. سمعتها فتوقفت. سمعتها تي جي فتوقفت. لكنني لم أصحّح كلامي. بدت تي جي مصدومة، لكنها تأثرت أيضًا. تأثرت أنا أيضًا. بعد ذلك، كنت أناديها 'أمي' طوال الوقت. كان شعورًا جيدًا لكلينا.