من بين أبرز أغنيات زياد رحباني التي كتبها ولحنها وغنتها والدته السيدة فيروز، هي أغنية "على هدير البوسطة"، والتي يجري دائما تداول حكايات بشأنها وقصة تلك الفتاة "عالية" التي كتب اسمها زياد في الأغنية التي تعد واحدة من أشهر الأغاني التي قدمها ثنائي الابن والأم التاريخي، حيث لا تزال أغنياتهما معا هي الأكثر تداولا ضمن أغنيات السيدة فيروز.

"ع هدير البوسطة" كتبها زياد أثناء الدراسة

وتحكي أغنية "ع هدير البوسطة" التي تم تقديمها عام 1979، قصة مُحب يستمع إلى صوت الأوتوبيس والعالم من حوله بينما كل هذا لا يبعده عن عيون حبيبته "عالية". 

وحسب ما حكى زياد في إحدى مقابلاته التلفزيونية، أنه كتب هذه الأغنية وقت كان طالبا في المدرسة، وكان يحب فتاة مصرية تعمل في أحد متاجر عائلته واسمها "ليلى"، لكنه قام بتغيير الاسم عند كتابة الأغنية إلى "عالية" حتى لا يعرف أحد من العائلة أنه يحكي عن هذه الفتاة ويتسبب لها في مشكلة. 
وغالبا ما كان يعتقد الجمهور أن "البوسطة" المذكورة في الأغنية تعني مبنى البريد، بينما هي لفظ لبناني يعني الأوتوبيس، فبينما يركب الطالب زياد الأوتوبيس ويستمع إلى صوته ويتحدث إلى سائقه لا يشغله هذا عن "عيون عالية" التي كتب عنها مقطع "يخرب بيت عيونك يا عالية" يتداوله دائما الجمهور في الأحاديث اليومية.

فيروز تغنيها لأول مرة في باريس

كما أن هذه الأغنية كتبها زياد ولحنها في فترة انفصاله فنيا عن عائلة الرحباني، حيث كان يعمل بالمسرح وقتها، وكتب الأغنية وأداها في البداية جوزيف صقر، ثم سمعها والده عاصي الرحباني، فطلب منه أن تغنيها فيروز، وبالفعل أدتها على مسارح باريس.

فيروز تطالبه دائما بالزواج 

وتذكرنا هذه الأغنية بقصص حب زياد الرحباني الكثيرة والتي لم تمكنه مع ذلك من أن يستقر أسريا، كذلك تذكر بالمرات العديدة التي تحدث فيها زياد عن طلب والدته السيدة فيروز منه الزواج، حتى إنه قال في لقاء إعلامي سابق إنه والدته لا تتحدث معه في شيء آخر سوى الزواج، وتطالبه دائما بتكوين أسرة. 
وقد تزوج زياد الرحباني من الصحفية اللبنانية دلال كرم بعد أن التقاها في لبنان وقت تحضيره لمسرحية "ميس الريم"، وكان حينها عمره 23 عاما نهاية السبعينيات، ورغم معارضة عائلته لهذا الزواج إلا أنه استمر في قصته مع دلال، وقضا سويا عدد من السنوات حتى انفصلا بعد ذلك، وقد خص زياد قصته مع دلال كرم بعدد من الأغاني. 

جنازة وعزاء زياد الرحباني

وأعلن يوم السبت 26 يوليو، عن وفاة زياد الرحباني في مستشفى خوري بلبنان، وذلك بعد معاناة أخيرة مع المرض، ولاقى خبر وفاته حزنا إعلاميا وشعبيا كبيرا في لبنان والوطن العربي، حيث اعتبره الفنانون والموسيقيون أحد أهم مجددي الموسيقى العربية خلال سنوات عمره، التي قدم خلالها الكثير من الأعمال الغنائية والمسرحية.

وقد نعت عائلة الرحباني، زياد، الذي فارق الحياة عن عمر يناهز 69 عاما، وتم الإعلان عن موعد صلاة الجنازة في كنيسة رقاد السيدة بكفيا في لبنان بعد ظهر غدا الاثنين، كما يقام العزاء في نفس الكنيسة بداية من يوم الاثنين وحتى الثلاثاء.