مسلسل تذكر الحب

خاص: بينهم باريش أردوتش وهانده أرتشيل.. نجوم مسلسل "تذكر الحب" يكشفون لـ"هي" أسرار الشخصيات والكواليس

هي
24 يوليو 2025

نجاح لافت يحققه المسلسل التركي "تذكر الحب"، وهو من ضمن أبرز الأعمال المعروضة على disney + series، هذا الصيف، حيث حقق باريش أردوتش في شخصية دنيز، وهانده أرتشيل في دور غونيش، حضورا جماهيريا وشعبية جعلت العمل الذي تعرضه ديزني+ من الأكثر تداولا بين محبي الدراما الرومانسية الاجتماعية المشوقة أيضا، تابعوا عبر "هي" لقاءا حصريا مع أبرز صناع المسلسل وبينهم، مخرجه، أوزغور أونورمه، ومؤلفه أحمد وطن، إضافة بالطبع إلى النجمين هانده أرتشيل، وباريش أردوتش، حيث يكشفون عن الكواليس الممتعة خلال تحضيرهم للشخصيات، وما جرى أثناء التصوير وشعورهم ناحية الشخصيات التي تعلق بها المشاهد.

هل يُمكنكم وصف الشخصيات التي تجسّدونها؟

(باريش أردوتش -شخصية دنيز): أشبّه التمثيل بعمل المحامي إلى حدٍ ما. عليك أن تتبنى جوانب معينة من الشخصية وأن تلتزم بها وتدافع عنها بكل ما فيها، بكل عيوبها، نقائصها وكل شيء. من هو دنيز؟ أعتقد أنه كان شخصاً عادلاً في القصة. ربما لهذا كنا دائماً نختلف! أعني، هل كان عادلاً بما يكفي؟ من الذي يظلم؟ ومن هو الضحية؟ لكن في رأيي، دنيز كان عادلاً. كانت نظرته للحياة عادلة، ليس فقط في قصته العاطفية، بل في كل شيء، في عمله، صداقاته وفي نظرته العامة للحياة. أحبه لصراحته وموقفه الشريف.

باريش أردوتش وهانده أرتشيل يكشفان كواليس وأسرار مسلسل "تذكر الحب"
باريش أردوتش وهانده أرتشيل يكشفان كواليس وأسرار مسلسل "تذكر الحب"

(هانده أرتشيل - شخصية غونيش): بالنسبة لي، كنت متعاطفة جداً مع شخصية غونيش. طوال فترة العمل، حتى عندما اختلفت معها كـ"هانده"، كانت واثقة جداً من نفسها ومؤمنة بقوة بما تفعله لدرجة أنني شعرت أنه لا بد أن أتعاطف معها. ما أذهلني في شخصية "غونيش" هو عالمها الداخلي الفريد، وطريقتها في رؤية الناس وكيف تبني روابط لا تُكسَر معهم. شيء استثنائي بحق. فهي تتمسك بهذه الروابط بقوة تجعلك توافقها الرأي في النهاية. الأمر لا يقتصر على علاقاتها فقط بل يتعدى ذلك إلى شغفها بعملها، إخلاصها لأصدقائها، كل شيء فيها تحركه هذه العاطفة الجياشة. لهذا تركت شخصية غونيش أثراً عميقاً في نفسي. إذن، إذا كنا نتحدث عن العدالة، فأعتقد أن شخصية غونيش كانت بلا شك أكثر عدلاً.

f

ما رأيكم في علاقة الممثلين بالشخصيات التي يجسّدونها؟

(أحمد وطن- كاتب السيناريو): لعلّ أحد أبرز أسباب اختيارنا لاسمي "دنيز" (البحر باللغة التركية) و"غونيش" (الشمس باللغة التركية) هو أنّ الشخصيتين تعكسان طبيعتهما تماماً. دنيز شخصية مضطربة كالأمواج العاتية، لكنه عندما يهدأ يصبح واضحاً وسلساً كسطح البحر الهادئ. أما غونيش فهي شخصية دافئة وجذابة كالشمس، تضيء أي مكان تدخله ويشعر الجميع بالراحة حولها. لهذا بدأت القصة من هذه العناصر، كان لقاؤهما في نهاية كل يوم كتلك اللحظة السحرية عندما يلتقي البحر بالشمس في الأفق، تماماً مثلما يلتقيان في قصتنا.

أحمد وطن (كاتب السيناريو): عندما قدّمنا الشخصيات لهانده وباريش، أضافا عليها من لمساتهما ما جعلها أكثر واقعيةً وعمقاً. نحرص أنا وأوزغور دائماً على هذا النوع من التعاون مع الممثلين في كل أعمالنا، وفي هذه التجربة كان أداء باريش وهانده استثنائياً. لم يقتصر اهتمامهما على فهم شخصيتيهما فحسب، بل امتد لاستيعاب الشخصيات الأخرى التي يتفاعلان معها، مما أضاف أبعاداً جديدة للعمل. كل شخصية -بدءاً من دنيز وغونيش- قدمت شكلاً مميزاً من الحب، وكان هذا التنوع عنصراً أساسياً في نجاح القصة.

أوزغور أونورمه (المخرج): عندما تبدأ العمل على شخصية، يجب أن تحبها أولاً لتستطيع تقديمها بشكل صادق. لذلك حرصنا على أن تكون الشخصيات قريبة من القلب ومحبوبة. وهذا بالضبط ما وجدناه في باريش وهانده، لقد عاشا الشخصيات بكل تفاصيلها لدرجة أننا كنا نتناقش أحياناً ونطرح تساؤلات مثل: "هل هذا يتفق مع شخصية دنيز؟" أو "هل هذه الكلمات تناسب غونيش؟". ولحسن الحظ، كنتُ أنا الرابح في معظم هذه النقاشات!

نجوم المسلسل التركي الناجح "تذكر الحب"
نجوم المسلسل التركي الناجح "تذكر الحب"

 

 أي المشاهد ترك أثراً في قلوبكم أكثر من غيره؟

باريش أردوتش: من الصعب جداً عليّ تحديد مشهد واحد، لأننا عشنا لحظات كثيرة جميلة. كما كانت هناك مشاهد هزّتنا بعمق. لا أعرف إن كان يجب أن نصنّف العمل كدراما رومانسية أو كوميديا رومانسية، لكن هناك مشاهد أثرت فيّ أكثر مما توقعت. على سبيل المثال، المشاهد مع الطفل الصغير وصديقنا الممثل وجميع مشاهد كابادوكيا. تتبادر الكثير من اللحظات إلى ذهني. لذلك لا أريد أن أكون غير عادل وأستثني أي مشهد. أعتقد أننا صنعنا عملاً يمكننا أن نقول هذه العبارة عنه: "أنا سعيد أنني خضت مثل هذه التجربة في حياتي". لهذا السبب لا يمكنني اختيار مشهد واحد.

هانده أرتشيل: يحمل كل مشهد في العمل سحراً خاصاً به، لكن كابادوكيا كانت تجربة فريدة بكل معنى الكلمة. ذلك المكان الساحر جعلني أعيش شخصية "غونيش" بأعمق ما يكون. ربما لأننا بدأنا التصوير هناك، فكانت تلك البداية بمثابة اللحظة التي انصهرت فيها بالشخصية تماماً. وحين تشاهدون العمل، ستكتشفون ذلك المشهد من مذكرات "غونيش"، صراحةً ظللتُ لأشهر عاجزة عن ترديد تلك الكلمات، لأن تأثيرها عليّ كان بالغ العمق.

;

أحمد وطن (كاتب السيناريو): واجهنا بعض الصعوبة في كتابة المشاهد الكوميدية، لأن أعمالنا السابقة كانت أكثر تركيزاً على الدراما. يمكن وصف هذا العمل بأنه كوميديا رومانسية أو دراما رومانسية، لكن التحدي الحقيقي كان في صياغة المشاهد الكوميدية. عندما تدمج عنصراً فكاهياً في قصة واقعية كهذه، تتساءل: هل هذا مضحك بالنسبة لنا فقط، أم أنه فعلاً كوميدي؟ حاولنا أن نقرأ ردود فعل باريش وهانده والممثلين الآخرين أثناء الأداء، وعندما رأينا تجاوبهم، قلنا: "نعم، السيناريو واقعي". كان هذا أهم شيء بالنسبة لنا. التحدي الآخر كان جمع كل هذه الأنواع الفنية معًا. أردنا أن يكون هناك غموض، دراما وكوميديا. أردنا أن يكون العمل كوميديا رومانسية خالصة وفي نفس الوقت قصة حب. أعتقد أننا نجحنا في تحقيق هذا التوازن. بالطبع، القرار النهائي للجمهور وسنرى ردود أفعالهم.

أوزغور أونورمه (المخرج): الحقيقة أن الفيلم بدأ بفكرة الكوميديا الرومانسية، لكن العمق الدرامي طغى في النهاية. "تذكّر الحب" في جوهره عمل درامي. ولأن الدراما الحقيقية ترفض التصنّع، تركنا مساحة للارتجال في بعض المشاهد - دون تخطيط مُسبق - لضمان بقاء المشاعر طبيعية وصادقة. كان هذا أهم تحدٍّ واجهته. لكن النتيجة كانت مزيجاً حياً من كل شيء: حب وضحك، دموع وأمل. "تذكّر الحب" أشبه بلمحة صغيرة من حياتنا اليومية، عرضناها كما هي بكل صدق.

 

خاص: بينهم باريش أردوتش وهانده أرتشيل.. نجوم مسلسل "تذكر الحب" يكشفون لـ"هي" أسرار الشخصيات وماجرى وراء الكواليس
خاص: بينهم باريش أردوتش وهانده أرتشيل.. نجوم مسلسل "تذكر الحب" يكشفون لـ"هي" أسرار الشخصيات وماجرى وراء الكواليس

س: هل استلهمتٌم أحداث القصة من تجاربَ شخصية عشتموها؟

أحمد وطن (كاتب السيناريو): بالنسبة لي كروائي، بدلاً من الحديث عن حياتنا الشخصية، دعني أطرح السؤال بشكل آخر: هل تحمل القصة لمحات من الحياة الحقيقية؟ بالتأكيد. فالحب - هذا المفهوم الواسع - يختلف معناه جذرياً بين شخص وآخر. قد يكون بمثابة هوسٍ لدى البعض، أو مشروعاً مدروساً لدى آخرين. البعض يراه حلماً يسعون إليه، بينما يعيشه آخرون كمفاجأة غير متوقعة. هناك من يتعامل مع الحب بحذر، وآخرون يغوصون فيه بلا تردد.

لهذا حرصنا على أن نقدم في القصة أطيافاً متنوعة من الحب الواقعي، خاصةً في المدة المحدودة التي كانت لدينا. أردنا أن يرى كل مشاهد جزءاً من نفسه في إحدى الشخصيات، أن يجد ما يتعاطف معه أو ما يرتبط به. وهذا ما دفعنا لاختيار الحب كموضوع مركزي - فهو اللغة العالمية التي يفهمها الجميع.

f

ما الذي يثير فيك ذكريات الحب؟

هانده أرتشيل: لا أعتقد أنّ هناك إجابة شافية! الحب لا يعرف القواعد! قد يكون لحن أغنية سمعتها أو رائحة عطرٍ ما أو مكاناً ما مررتِ به ذات يوم. إنه ذلك الشعور الذي يعشعش في التفاصيل الصغيرة. في نظرة، في ضحكة. حتى كرسي عادي مثل هذا قد يحمل ذكرى لا تُنسى!

باريش أردوتش: أتفق مع هذه الفكرة أن كل شيء قد يذكرنا بالحب. الحب ساحر حقاً، لكن اعتقادنا أننا نحتاج لسبب نتذكره به - هذه مجرد خدعة عقلية برأيي. هناك أيضاً بُعده الروحي. قد يباغتك شعور الحب فجأة دون أي سبب واضح. لذلك أرى أن الحب يتجاوز مجرد أشياء مادية أو أغانٍ أو ذكريات. قد تخدع نفسك دون أن تشعر. صحيح أن هذا التوصيف دقيق؟ أظنني لخصت الفكرة بشكل جيد.

باريش أردوتش وهانده أرتشيل يتحدثان عن مسلسل "تذكر الحب"
باريش أردوتش وهانده أرتشيل يتحدثان عن مسلسل "تذكر الحب"

كيف جاءت فكرة إدراج كابادوكيا في القصة؟

أوزغور أونورمه: احتجنا إلى مكان مثل كابادوكيا لرواية هذه القصة. كنا بحاجة إلى مكان ساحر لسرد هذه الحكاية الرومانسية وقد حققت كابادوكيا هذا الغرض بالنسبة لنا. من جهة، لدينا دنيز وغونيش بذكرياتهما المتراكمة في إسطنبول فهما يسترجعانها بينما يتذكران قصة حبهما. يتذكران القطعة المفقودة في علاقتهما. لكن كابادوكيا هي المكان الذي يكتبان فيه قصصاً جديدة.

r

أحمد وطن: ما ذكره أوزغور مهم جداً. بينما كنا نستحضر الحب، كان دنيز وغونيش يكتبان ذكريات جديدة في كابادوكيا دون أن يدريا، ذكريات سيسترجعانها في المستقبل. الأمر الذي جعل المكان مميزاً بشكل مضاعف لشخصياتنا. استمتع الفريق كثيراً هناك. لم أكن معهم، كنت في أمستردام، لكننا كنا على تواصل مستمر. لم يريدوا المغادرة. أعتقد أن هذا ساعد الشخصيات على التواصل مع بعضها بشكل جيد. كابادوكيا كانت مميزة. خاصةً بالنسبة لهم.

أوزغور أونورمه: كنا قادرين على كتابة حلقات إضافية.

مخرج ومؤلف وبطلا مسلسل "تذكر الحب" في لقاء خاص عن العمل الناجح
مخرج ومؤلف وبطلا مسلسل "تذكر الحب" في لقاء خاص عن العمل الناجح

ما العالم الذي يفتح أبوابه للمشاهدين في هذا المسلسل؟

أحمد وطن: أتمنى أن يخرج المشاهدون من هذه التجربة وقد غمَرَهم شعور بالدفء. فالقصّة ليست مجرد قصة حب تقليدية، بل احتفاء بكل أشكال التعلق النبيل - سواء كان علماً يستهويك، فناً يفتنك، إيماناً يغذيك، أو حتى إعجاباً بجار لم تقابله قط. هذه كانت الفكرة الأساسية، لكن التنفيذ أذهلنا جميعاً. بقيادة أوزغور المبدع، وأداء هانده وباريش والطاقم المتميز، تحوّل العمل إلى شيء أكبر من توقعاتنا. لقد ترك فينا أثراً عميقاً، والآن نشارك الجمهور هذه التجربة ليستمتعوا بها.

أوزغور أونورمه: هذه القصة هي عبارة عن مرآة تعكس كل ألوان الحياة. حين تخيلت إخراجها وانتقلت من كاتب السيناريو إلى المخرج، رأيت شخصيات تستعيد حبها عبر ذكريات عزيزة، بينما تبني مستقبلاً جديداً بلحظات الحاضر. ليس المهم ما مضى أو ما سيأتي، بل كيف نعيش اللحظة بكل كياننا. في هذا العمل، ستجدون مزيجاً متكاملاً من المشاعر - الحب بكل تفاصيله، والدراما الإنسانية، واللحظات التي تلامس الروح. عالم نتمنى أن يكون ملاذاً جميلاً لكم.

نجوم مسلسل "تذكر الحب" في تصريحات حصرية عن كواليسه واستقبال الجمهور له

نجوم مسلسل "تذكر الحب" في تصريحات حصرية عن كواليسه واستقبال الجمهور له