
كيف أعاد الفيلم الهندي "Saiyaara" كتابة التاريخ في شباك التذاكر بعد إيراداته القياسية؟
تستمر السينما الهندية في إثبات قدرتها على صناعة المفاجآت وتقديم أعمال تلفت الأنظار وتثير اهتمام الجمهور، وهذه المرة عبر فيلم "Saiyaara" الذي تحول خلال أيام قليلة إلى حديث الساحة السينمائية، بعد أن افتتح عرضه بتحقيق إيرادات ضخمة جعلته يدخل التاريخ، فالفيلم الذي ينتمي إلى نوعية الدراما الرومانسية الشبابية، جاء بمثابة نقطة تحول جديدة في صناعة السينما الهندية، بعدما نجح في جذب شريحة واسعة من الجمهور، وتصدّر قوائم البوكس أوفيس الهندي بقوة.
انطلاقة تاريخية لفيلم "Saiyaara" في شباك التذاكر
كيف سجل الفيلم رقما قياسيا في أول عطلة نهاية أسبوع؟
فيلم "Saiyaara" حقق إيرادات قياسية في أول أسبوع من عرضه، إذ حصد في أول أيامه نحو 21 كرور روبية، ليتضاعف الرقم إلى 25 كرور في اليوم الثاني، ويبلغ ذروته في اليوم الثالث بإيرادات تجاوزت 37 كرور روبية، مما جعله يسجل 83 كرور روبية في أول عطلة أسبوعية فقط، أي ما يعادل تقريبا 10 ملايين دولار أمريكي، وفقا لما ذكرته The Economic Times، هذا الأداء الاستثنائي منح الفيلم لقب "أقوى انطلاقة سينمائية في بوليوود لنجوم يظهرون لأول مرة".

فيلم "Saiyaara" لم يتوقف نجاحه عند حدود الهند فقط، بل امتد إلى الأسواق الدولية، خاصة الشرق الأوسط والمملكة المتحدة، حيث استطاع الفيلم أن يحقق صدى واسعا لدى الجاليات الهندية ومحبي أفلام بوليوود، وتصدر اسمه محركات البحث، هذا النجاح السريع للفيلم أعاد من جديد مكانة بوليوود كواحدة من القوى السينمائية العالمية، التي لا يتوقف حضورها على أسماء بعض النجوم، بل قادرة على تقديم مواهب جديدة ونجوم يتصدرون الحدث السينمائي.
كيف صنع فيلم "Saiyaara" هذا النجاح؟
يقف خلف نجاح "Saiyaara" فريق عمل شاب، يتقدمهم المخرج ريتيش بهاتيا، الذي استطاع المزج بين الرومانسية والكوميديا والدراما الاجتماعية بأسلوب بات معالجة نموذجية لما يحتاج أن يشاهده الشباب بشكل خاص، اعتمادا على سيناريو يعد نقطة الارتكاز الأقوى، حسب الإشادات التي عبر عنها كثير من المعجبين الذين شاهدوا الفيلم، هذا بالإضافة إلى القوة الداعمة لأي عمل سينمائي هندي، وهي الأغاني الخاصة بالفيلم التي احتلت كذلك قوائم الأكثر استماعا، إلى جانب الموسيقى التصويرية. كل هذه العوامل صنعت حالة متكاملة جعلت "Saiyaara" نموذجا للفيلم الذي يعرف كيف يخاطب جمهوره.

كما أن شركة الإنتاج Yash Raj Films، التي تعد واحدة من أعرق شركات الإنتاج في الهند، والتي راهنت هذه المرة على قصة بسيطة لكنها محبوكة بعناية، حاولت أن تصنع حملة ترويجية مختلفة، فقامت الشركة بإبعاد أهان وأنيت عن دائرة الترويج للعمل، فلم يظهرا في برامج حوارية، ولا جولات تصوير، ولا حتى تنويعات الرقص الشهيرة في العروض الخاصة، واكتفت الشركة بالترويج للفيلم من خلال الموسيقى والإعلانات.

نجوم جدد يغيرون قواعد اللعبة في بوليوود
أداء ملفت لـ هان باندي وأنيت بادا على الشاشة
أسباب قوة "Saiyaara" تعود كذلك إلى فكرة الاعتماد على جيل جديد من النجوم، يتصدرهم الثنائي أهان باندي وأنيت بادا، اللذان أصبحا من الوجوه المحببة لجمهور الشباب في الهند. الثنائي شكل عنصر جذب رئيسيا بفضل الكيمياء الواضحة بينهما، حيث استطاعا أن يقدما قصة حب معاصرة تحمل ملامح الصدق والواقعية التي يبحث عنها الجيل الجديد، نجاح الفيلم أعاد تسليط الضوء على موهبة هذه الأسماء الشابة، التي يتوقع لها أن تحصد فرصا أكبر خلال السنوات المقبلة، في ظل بحث صناع السينما عن وجوه جديدة تعيد ضخ دماء متجددة في شرايين الصناعة الهندية.

لماذا أحب الجمهور قصة فيلم "Saiyaara"؟
رومانسية عصرية تعيد الحنين إلى كلاسيكيات بوليوود
قصة فيلم "Saiyaara" هي السبب الرئيسي في نجاحه بشباك التذاكر، فهي تعود بالزمن إلى الوراء وإلى نوعية الأعمال التي اكتسبت شعبية واسعة للسينما الهندية، وهي الأعمال الرومانسية الحالمة ذات البعد الذي يجمع ما بين الطموح والحب والاختيار بينهما، فيؤدي أهان باندي دور كريش كابور، الشاب الذي يحب الموسيقى وتصبح أداة للهروب من واقعه، لكونه شابا متقلب المزاج، يبحث دائما عن انطلاقة جديدة، بينما تؤدي أنيت بادا دور فاني باترا، الشاعرة والصحفية الرقيقة التي تحاول الهروب من ماضي علاقة فاشلة، يلتقيان معا ويجد كريش الإلهام في كتابات فاني ويحول شعرها إلى موسيقى، ويتحول تعاونهما الفني، لكن تظهر بعض التفاصيل التي تعيق الاستمرار، أبرزها مرض فاني وماضي كريش المضطرب، لتبدأ العديد من التساؤلات حول مستقبل علاقتهما.

نجاحات سابقة مهدت الطريق لـ "Saiyaara"
هل يدخل "Saiyaara" التاريخ بين الأفلام الأعلى إيراد؟
فيلم "Saiyaara" مرشح لدخول قائمة الأفلام الأعلى إيرادا في تاريخ بوليوود خلال العام الجاري، في ظل الأرقام التصاعدية التي يسجلها بشكل يومي، لكنه يعيد إلى الأذهان أعمالا شبابية ساهمت في كشف العديد من المواهب، رغم أنها لم تحقق نفس النجاح الذي حققه الفيلم الجديد، ومن أبرز تلك التجارب السينمائية التي لا تُنسى في الهند فيلم "Student of the Year" عام 2012 الذي أطلق أسماء مثل عليا بهات وفارون داوان، كما أن أفلام مثل "Dhadak" و"Heropanti"، التي قدمت وجوها جديدة، لم تتمكن من بلوغ هذا الزخم الجماهيري خلال أيامها الأولى.
الصور من حسابات صناع الفيلم على انستجرام.