كوني فرانسيس

وفاة المطربة الشهيرة كوني فرانسيس.. قصة نجاح و10 سنوات من المآسي

سما جابر
17 يوليو 2025

حالة من الصدمة والحزن أصابت جمهور المغنية الشهيرة كوني فرانسيس بعد الإعلان عن وفاتها عن عمر ناهز 87 عاماً، بعد أسابيع قليلة فقط من دخولها المستشفى في ولاية فلوريدا، بحسب موقع ديلي ميل.

وفاة النجمة كوني فرانسيس

وأعلن الخبر الحزين صديقها ومدير أعمالها، رون روبرتس حيث كتب رون في بيان نشره عبر فيسبوك: "بقلوب مثقلة بالحزن الشديد، أبلغكم بوفاة صديقتي العزيزة كوني فرانسيس الليلة الماضية.. أعلم أن كوني كانت سترغب بأن يكون جمهورها من أوائل من يعلمون بهذا الخبر المؤلم. وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل لاحقاً"، وقد دخلت فرانسيس المستشفى مؤخرًا بسبب بعض الآلام، واضطرت إلى إلغاء بعض من حفلاتها في وقت سابق من هذا الشهر 

@connie_francis_official

First time I’ve lip-synched to this 63 year old recording of mine!

♬ Pretty Little Baby - Connie Francis

وتأتي وفاة كوني بعد وقت قصير من عودة أغنيتها الشهيرة "Pretty Little Baby" التي صدرت لأول مرة عام 1962؛ إلى الواجهة مجددًا بعدما انتشرت بشكل واسع على تطبيق تيك توك، لتصبح من أكثر الأغنيات ارتفاعا في نسب الاستماع مؤخرا، وحينها شاركت فرانسيس منشور لها على المنصة مع الأغنية، وكتبت في التعليق: "أول مرة أعزف على شفاهي مع هذا التسجيل الذي يعود تاريخه إلى 63 عامًا!"، كما شاركت فرانسيس مقطع فيديو تشكر فيه فنانين آخرين، منهم تيموثي شالاميه وأريانا غراندي وتايلور سويفت، على تكريمهم لها ولأغنيتها، بحسب cnn.

كوني فرانسيس
كوني فرانسيس

لمحات من مسيرة كوني فرانسيس

ومن المعروف ان كوني فرانسيس وُلدت في نيوجيرسي وفازت بالجائزة الأولى في برنامج آرثر جودفري التلفزيوني الشهير "Startime Talent Scouts"، مما دفعها للغناء في برنامجه لعدة سنوات في سن المراهقة، وقد أقنعها جودفري باختيار اسم "كوني فرانسيس" الفني، إذ أخبرها أنه أسهل نطقًا من اسمها عند الولادة الذي كان كونشيتا فرانكونيرو

وبالرغم من موهبتها الغنائية إلا أنها لم تحصد النجاح بسهولة في البداية، حيث رفضتها العديد من شركات الإنتاج قبل أن توقع مع شركة إم جي إم عام 1955، وأصدرت تلك الشركة أول أغنية منفردة لها بعنوان "فريدي"، وبسبب عدم تحقيقها في البداية ما كانت تتمناه في مسيرتها الفنية، كادت فرانسيس أن تترك العمل وتلتحق بالجامعة قبل أن يقنعها والدها بتسجيل أغنية جديدة بعنوان "Who’s Sorry Now؟" التي حققت شهرة واسعة، وتبعتها أغانٍ أخرى شهيرة، منها  "Lipstick on Your Collar" و"My Heart Has a Mind of Its Own" و"Don’t Break the Heart That Loves You"

كوني فرانسيس
النجمة الراحلة كوني فرانسيس

كوني فرانسيس وأعمالها السينمائية

وبجانب موهبتها الغنائية، فإن فرانسيس حققت نجاحًا كذلك على الشاشة، حيث لعبت دور البطولة في أفلام "أين الأولاد" و"اتبع الأولاد" عام ١٩٦٣ و"البحث عن الحب" عام ١٩٦٤ و"عندما يلتقي الأولاد بالفتيات" عام ١٩٦٥.

ويبدو أن كوني فرانسيس لم تكن راضية تماما عن مسيرتها بالتمثيل، حيث وصفت في لقاء إعلامي عام 2017 أن آخر أفلامها "عندما يلتقي الأولاد بالفتيات" هو أحد الأفلام المملة في مسيرتها، وأنها كانت سعيدة لأنه آخر عمل سينمائي قدمته.

كوني فرانسيس
كوني فرانسيس في ظهور سابق 

مآسي في حياة كوني فرانسيس

لم تكن النجاحات فقط هي المسيطرة على حياة كوني فرانسيس، لكن الأزمات والمآسي أيضًا كان لها نصيبًا كبيرا منها، ففي عام 1974 نجت كوني فرانسيس من واقعة اعتداء وسرقة في غرفتها بالفندق بعد حفلٍ لها في معرض ويستبري للموسيقى في ويستبري، نيويورك، وحينها رفعت دعوى قضائية ضد الفندق وفازت بها، لكن الاعتداء أدى بها إلى الدخول في حالة اكتئاب شديد.

كما أنها بعد ثلاث سنوات، تسببت جراحة قامت بها في الأنف؛ إلى فقدان فرانسيس صوتها الغنائي، وهو الأمر الذي استغرق منها عملياتٍ جراحيةً متتاليةً ووقتًا طويلاً للتعافي، كما تلقّت علاجًا من الاضطراب ثنائي القطب.

وفي عام 1981 قُتل شقيقها جورج أ. فرانكونيرو وهو في عمر الأربعين عاما بحسب مقال نُشر في صحيفة نيويورك تايمز وقتها، وفي العام نفسه، انطلقت في رحلة عودتها إلى عالم الغناء، لكن معاناتها مع صحتها النفسية أعاقتها. حيث أدخلها والدها إلى عدة مستشفيات للأمراض النفسية، ونجت من محاولة انتحار عام 1984.

كوني فرانسيس
رحيل كوني فرانسيس

وسبق وصرحت كوني فرانسيس لصحيفة فيليج فويس عام 2011 وقالت: "شُخِّصتُ خطأً بالاضطراب ثنائي القطب، واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وبعض الأمراض الأخرى التي لم يسمع بها المجتمع العلمي من قبل، وبعد بضع سنوات، اكتُشِفَ أنني أعاني من اضطراب ما بعد الصدمة بعد سلسلة من الأحداث المروعة في حياتي".

وبحسب ما ذكره موقع people فإن كوني تعاونت مع إدارة الرئيس رونالد ريغان في تشكيل فرقة عمل معنية بجرائم العنف، وكانت مدافعة عن حقوق ضحايا الاعتداء الجسدي، وفي عام 2010، تعاونت مع منظمة الصحة العقلية الأمريكية للمساعدة في رفع مستوى الوعي بآثار الصدمات النفسية وعلاجاتها.

 وبحسب cnn، فإن كوني فرانسيس قد تحدثت من قبل عن أوقاتها العصيبة في سيرتها الذاتية الصادرة عام 1984 بعنوان "من يعتذر الآن"، وفي أثناء حديثها مع أوبرا وينفري حول كتابها قبيل صدوره، تطرقت فرانسيس أيضًا إلى حالات السعادة التي عاشتها خلال مسيرتها المهنية.

وقالت: "من الأمور التي أردتُ أن يُظهرها الكتاب أنه في كل مرة تُروى قصة عني، تُقرأ كمأساة إغريقية، ولا أريد أن يشعر الناس بأنني أستغل كل هذه المآسي التي حدثت في حياتي.. لقد كانت حياتي أشبه بحياة سندريلا باستثناء السنوات العشر الماضية".

الصور من حساب كوني فرانسيس على انستجرام وAFP.