
4 مطربات فقط حافظن على وجودهن في السينما والدراما.. هل تخشى نجمات الطرب خطوة التمثيل؟
الساحة الفنية العربية مليئة بمجموعة كبيرة من النجمات في مجال الغناء والطرب، إلا أن عددا قليلا تمكن من الانتقال بنجاح إلى الشاشة، سواء في السينما أو الدراما، وتحديدا في الألفية الجديدة، بعكس سنوات الزمن الجميل ومنتصف القرن الماضي، حينما كانت السينما هي الفرصة الأولى للانتشار وزيادة الشعبية، فعلى مدى السنوات الأخيرة، لم تثبت إلا أسماء قليلة استطاعت أن تجمع بين الطرب والتمثيل، وحققن هذا التوازن في مسيرتهن المزدوجة، تتصدرهن سيرين عبدالنور، هيفاء وهبي، روبي، ونيكول سابا، بينما ظلت العديد من الأسماء اللامعة في مجال الغناء تتردد في خوض تجربة التمثيل أو تكتفي بمحاولات قليلة، لذلك باتت التساؤلات مشروعة هل تخشى نجمات الطرب خطوة التمثيل؟
تواجد مؤثر لـ هيفاء وهبي بين السينما والغناء
الحديث عن الانتقال من الغناء إلى التمثيل والحفاظ على حالة الشهرة والتوهج تتصدره النجمة هيفاء وهبي، التي تمتلك تجربة خاصة في صناعة هذا التوازن، فالمطربة اللبنانية استطاعت أن تفرض حضورها كممثلة سينمائية منذ ظهورها الأول في فيلم "دكان شحاتة" للمخرج خالد يوسف، وحتى الاستعدادات الكبيرة التي تقوم بها في الفترة الحالية، من خلال المشاركة في 3 أعمال جديدة بين السينما والدراما، حيث تستعد لبطولة فيلم "أرض جهنم"، ومسلسل "المشتبه الرابع"، وفيلم "أولاد المحظوظة"، وغيرها من الأعمال، بينما استكملت هيفاء مسيرتها مع الغناء، ولم تتوقف عن التألق في حفلاتها المختلفة، لترسخ نفسها كممثلة قادرة على حمل بطولة والحفاظ على وهج نجوميتها الغنائية دون أن تطغى إحداهما على الأخرى.

انتقال ذكي لسيرين عبدالنور إلى الدراما
تأتي سيرين عبدالنور كواحدة من النجمات القليلات اللواتي نجحن فعليا في تثبيت أنفسهن كممثلات في الصف الأول، إلى جانب مسيرتهن الغنائية، فمنذ بداياتها الفنية، كشفت سيرين عن اهتمام كبير بفكرة الانتشار الفني، وأن الصوت وحده لا يكفي لبناء مسيرة جماهيرية مستدامة، فدخلت عالم التمثيل باحتراف، وحققت شعبية هائلة من خلال تجارب ناجحة في الدراما اللبنانية والعربية، بداية من "سيرة حب"، إلى "روبي"، و"دور العمر"، و"النسيان"، كما تنتظر عرض مسلسل "المتشبه الرابع" مع هيفاء وهبي، ورغم هذا النجاح، حافظت سيرين عبدالنور على صوتها كمطربة تشارك في إحياء الحفلات وتطرح الأغاني، دون أن تقع في فخ التشتت أو فقدان الهوية.

روبي الأكثر حضورا وإنتاجا في السينما والدراما
روبي من أكثر نجمات الغناء اللاتي حافظن على حضورهن في السينما والدراما، والأكثر إنتاجا فيما يخص المشاركة في المسلسلات أو الأفلام، ففي السنوات الثلاث الماضية فقط، قدمت ما يزيد عن 5 أعمال بطولية متنوعة بين السينما والدراما، فتصدرت بطولة مسلسل "إخواتي"، وفيلم "عصابة الماكس"، و"جروب الماميز"، وغيرها من الأعمال، ورغم ذلك لم تضع روبي التمثيل في مقدمة الأولويات أو تسمح له بأن يشغلها عن مسيرتها الغنائية، فقد طرحت ألبوما غنائيا وأعمال منفردة، كما حافظت على تواجدها على المسرح من خلال المشاركة في عدد كبير من الحفلات في أكثر من دولة عربية، كل هذا جعلها نجمة غنائية قادرة على خلق التوازن بين مشروعيها الغنائي والتمثيلي وكسب قاعدة جماهيرية واسعة.

حضور متوزان لـ نيكول سابا رغم قلة الأعمال
لا تمتلك نيكول سابا عددا كبيرا من الأعمال التمثيلية في السنوات الأخيرة، لكنها نجحت في تثبيت حضورها كممثلة بفضل اختيارات ذكية تركت بصمة واضحة، فمنذ انطلاقتها القوية في فيلم "التجربة الدنماركية" مع الزعيم عادل إمام، استمرت نيكول في الحفاظ على هذا الحضور، وقدمت خلال السنوات الماضية عددا من الأعمال المتنوعة بين الدراما والسينما، وشاركت في رمضان الماضي بشخصية "رقية العسكري" في مسلسل "وتقابل حبيب"، كما كان لها حضور مؤثر في أعمال مثل مسرحية "الليلة الكبيرة"، وفيلم "مفتاح الحب"، الذي لا تزال في انتظار عرضه، ورغم ذلك تظل نيكول من الأسماء التي حافظت على حضورها في الدراما والسينما، إلى جانب الحفاظ على مسيرتها الغنائية.

لماذا تخشى نجمات الطرب خطوة التمثيل؟
نجمات الغناء في العالم العربي اللواتي خضن تجربة التمثيل كتجارب عابرة ثم ابتعدن عن الفكرة، هن أكثر عددا من اللواتي استكملن الرحلة، وهنا تطرح التساؤلات حول السبب، فالبعض يرى أنه يعود إلى وعي بعض النجمات بعدم الجاهزية لدخول تلك التجارب مع التمثيل، أو بسبب ظروف الإنتاج التي لا توفر أعمالا مناسبة لصورة النجمات، في حين يرى آخرون أن الخوف من المجازفة، بعد الجاحات الغنائية الطويلة، قد تجعل الكثيرات يفضلن البقاء في "منطقة الأمان". لكن رغم ذلك، لا يزال الجمهور يأمل بظهور أسماء مثل إليسا، نوال الزغبي، أنغام، وأصالة في تجارب تمثيلية حقيقية، شريطة أن تكون من خلال مشاريع مدروسة تتناسب مع شخصياتهن الفنية.

هل تغير نانسي عجرم المعادلة؟
كل الأنظار تتجه خلال الفترة المقبلة إلى نانسي عجرم، التي أعلنت عن نيتها خوض أولى تجاربها في التمثيل، من خلال مشروع سينمائي قيد التحضير، ورغم أنها رفضت سابقا عددا من العروض التمثيلية، مفضلة التركيز على مسيرتها الغنائية وعائلتها، إلا أن قرارها هذه المرة يبدو مختلفا ومدروسا، المشروع من المقرر أن يجمعها مع النجم عمرو دياب، برعاية صندوق "بيج تايم"، الذي يقف خلف مجموعة من المشاريع الإنتاجية الضخمة، هذا ما شجع نانسي على خوض الخطوة، التي ربما تفتح الباب أمام موجة جديدة من المطربات لدخول عالم شباك التذاكر، وتعيد صياغة العلاقة بين الطرب والتمثيل في زمن الصورة والنجومية متعددة الأوجه.

الصور من حسابات النجمات على انستجرام.