
كيف احتفظت سعاد حسني بحضورها الطاغي بعد مرور 24 عاما على الرحيل؟
على مدار أكثر من عقدين من الغياب، تعود سعاد حسني إلى الواجهة بعد ما يقرب من ربع قرن على وفاتها الغامضة، وكأنها لا تزال حاضرة بيننا، فبعيدا عن ذكرى رحيلها التي توافق يوم 21 يونيو من كل عام، يحافظ اسمها على حضور لا ينقطع وتأثير دائم، فلا تختفي صورتها من الشاشات، أو حتى من مناقشات الأجيال المتعددة على السوشيال ميديا، والاهتمام المتواصل بكل الأسرار حول حياتها وتجربتها الفنية، لتصبح السندريلا التي لا تموت ولا ينطفئ توهجها مهما مرت السنوات على رحيلها، لتحافظ على مكانة استثنائية في وجدان الجمهور العربي.
سعاد حسني سندريلا لا ينافسها أحد
يظل لقب "السندريلا" من الألقاب التي التصقت بسعاد حسني، ولم ينجح أحد في منافستها عليه، بل إن من الغريب أن هذا اللقب أُطلق قبل سنوات من ظهور سعاد حسني على الفنانة ليلى مراد، التي كانت النجمة الأولى لشباك السينما في مصر، وتحديدا في فترة الأربعينات وبداية الخمسينات، وأُطلق عليها لقب السندريلا، لكن مع اختفائها وابتعادها عن السينما، وظهور سعاد حسني، حصدت الفنانة الشابة وقتها في نهاية الخمسينات اللقب، الذي ظلت تحتفظ به طوال عقود، ورغم رحيلها قبل ما يزيد عن 24 عام، فإنها لا تزال حتى الآن محافظة على لقبها، ولم تنجح أي فنانة، مهما كانت موهبتها وحضورها، في الاقتراب منه، لكن بعيدا عن اللقب، لماذا لا يزال اسم سعاد حسني حاضرا بقوة ومتصدرا للترند رغم رحيلها؟

سعاد حسني فنانة ترفض التصنيف
سعاد حسني ليست مجرد ممثلة ناجحة، ولا فقط نجمة غنائية أو بطلة لأفلام خالدة، بل كانت وما زالت نموذج للفنانة التي ترفض أن تحاصر في إطار واحد، فهي حالة نجمة تمردت على القوالب الجاهزة، وسكنت الذاكرة العربية بجمالها العفوي، وموهبتها، وتنوع اختياراتها التي صاغت بها صورة فنية لا تشبه سواها، فحضور سعاد حسني جعلها تتألق بشكل مستمر على الشاشة، حيث قدمت مجموعة متنوعة من الأدوار، في فترة الشباب، وكذلك بعد دخولها مرحلة جديدة من حياتها، وابتعادها عن الأدوار الصاخبة، وتركيزها بشكل واضح على الحفاظ على قدر كبير من الصورة التي عرفها بها الجمهور، كما في "حكايات هو وهي"، العمل الذي صنعت من خلاله حضورا لا يمكن نسيانه في الدراما التلفزيونية.

قصة ارتباط سعاد حسني وعبد الحليم لا تنتهي
تعد من أبرز النقاط التي تجعل اسم سعاد حسني حاضرا بقوة، هي قصة علاقتها بعبد الحليم حافظ، والتساؤلات المستمرة حول حقيقة زواجهما، وهل كانت قصة حبهما حقيقية أم مجرد وهج شهرة؟ ويبدو أن المقربين من عبد الحليم وسعاد حسني كانوا مصدرا مهما لاستمرار مثل تلك التساؤلات، بداية من صديقهما المقرب الإعلامي مفيد فوزي، الذي كان أول من أكد أن الثنائي تزوجا بالفعل، في وقت تنفي فيه بشكل قاطع عائلة العندليب الأسمر تلك الأخبار والتصريحات، بينما أكد بعض أفراد عائلة السندريلا الزواج، وأن بعض النجوم كانوا شهودا على تلك الخطوة التي فرضت عليها السرية.

عائلة عبد الحليم حافظ قدمت في الأسابيع الماضية وثيقة بخط يد الفنانة سعاد حسني، فيما يبدو جوابا لعبد الحليم حافظ، تكشف فيه عن مدى ارتباطهما القوي، وعلاقتهما، لكن أسرة العندليب اعتبرتها وثيقة تنفي أي ارتباط رسمي بين الثنائي، وأن هناك بالفعل قصة حب جمعتهما، وليس أكثر من ذلك، بينما اعتبرتها أسرة السندريلا دليلا عاطفيا لا ينفي فكرة الارتباط.

رحيل مفاجئ يزيد من أسطورة سعاد حسني
حادثة وفاة سعاد حسني في العاصمة البريطانية لندن كانت من النقاط القوية التي جعلت اسمها يبقى ويستمر محل اهتمام متزايد مع ظهور أي خبر أو معلومة جديدة حول التحقيقات، التي يبدو أنها مهما أُغلقت، تفتح من جديد، من خلال كتاب عن حياة السندريلا، أو قصة جديدة يرويها أحد من النجوم الذين عايشوا تلك الفترة، لتفتح دائما أبواب الاحتمالات أيضا حول: هل انتحرت؟ أم أن هناك جريمة خلف وفاتها؟ أم أنها تعرّضت لسقوط عرضي؟، خاصة أنها كانت تعيش بمفردها، لكن في النهاية، لا أحد يعرف الحقيقة كاملة، وهذا جعل الغموض جزءا من أسطورتها.
الصور من حساب عائلة الفنان عبدالحليم حافظ على فيس بوك وAFP أعمال سعاد حسني.