هل يتنازل الملك فيليب عن العرش لصالح الأميرة إليزابيث؟

هل يتنازل الملك فيليب عن العرش لصالح الأميرة إليزابيث؟

عبد الرحمن الحاج
20 يونيو 2025

في خطوة غير معتادة ومليئة بالشفافية، فجر الملك فيليب ملك بلجيكا البالغ من العمر 65 عامًا، في مقابلة فيديو نشرها القصر الملكي في بروكسل، ولم تكن هذه مقابلة عادية، بل كانت حوارًا مفتوحًا أتاح للجمهور فرصة توجيه ثلاثين سؤالًا مباشرًا للملك، والتي أجاب عليها بكل شفافية وصراحة، وكان من بينها السؤال الأهم عن استمرار الملك في الحكم، ومستقبل الأميرة إليزابيث وريثة التاج.

أحد أفراد الجمهور وجه سؤالا مباشرا للملك: هل يخطط الملك للاستمرار في مهامه، أم أن تنازله عن العرش لصالح ابنته، الأميرة إليزابيث، بات وشيكًا؟

هل يتنازل الملك فيليب عن العرش لصالح الأميرة إليزابيث؟
هل يتنازل الملك فيليب عن العرش لصالح الأميرة إليزابيث؟

وجاء رد الملك فيليب واضحا وحكيما،وسياسيا في الحقيقة، حيث قال: "الملك يتراجع، لكنه ليس متقاعدا، سأواصل العمل من أجل بلجيكا، ويجب أن أمنح ابنتي وقتا للاستمتاع بشبابها، وتطوير نفسها، ورؤية العالم، وأنا أدعمها تماما في ذلك، وسأبذل قصارى جهدي لمنحها كل الوقت الذي تحتاجه."

وحملت إجابة الملك فيليب في طياتها الكثير، فهو يؤكد التزام الملك بدوره، وفي الوقت نفسه يعكس حرصه الأبوي على مستقبل وريثته.

هل يتنازل الملك فيليب عن العرش لصالح الأميرة إليزابيث؟
هل يتنازل الملك فيليب عن العرش لصالح الأميرة إليزابيث؟

تجدر الإشارة هنا إلى أن بلجيكا غريبة عن فكرة تنازل الملوك عن عروشهم، فقد قام والد فيليب، الملك ألبرت الثاني، بالتنازل عن العرش لأسباب صحية في يوليو 2013، ليمهد الطريق لابنه في الحكم، ومن قبله تنازل جد الملك فيليب "ليوبولد الثالث" عن العرش عام 1951.

أيضا شهدت أوروبا العام الماضي تنازل الملكة مارغريت الثانية ملكة الدانمارك عن الحكم، لصالح نجلها الوريث الملك فريدريدك، وهذا العام ستشهد دوقية لوكسمبورغ تنازل مماثل عن التاج.

الأميرة إليزابيث: وريثة العرش وملكة المستقبل

الأميرة إليزابيث وريثة التاج الأولى في بلجيكا 23 عامًا
الأميرة إليزابيث وريثة التاج الأولى في بلجيكا 23 عامًا

هذا وتبلغ الأميرة إليزابيث وريثة التاج الأولى في بلجيكا 23 عامًا، وهي الابنة الكبرى للملك فيليب والملكة ماتيلدا، وعندما تتولى العرش، ستكون لحظة تاريخية بكل المقاييس، إذ ستصبح أول ملكة حاكمة في تاريخ بلجيكا.

يشار هنا إلى أن نظام وراثة التاج في بلجيكا شهد تغيرات جذرية في عام 1991، حين أقرت البلاد نظام "البكورية المطلقة"، وكانت الوراثة من قبل تؤل إلى الأبن الذكر الأول بغض النظر عن ترتيبه في الولادة، لكن إقرار نظام البكورية، منح الأميرة إليزابيث وراثة التاج مباشرة قبل شقيقيها الأمير غابرييل والأمير إيمانيول، وشقيقتها الصغرى إليونور.

اهتمام الأميرة إليزابيث على التعليم العالي
ينصب اهتمام الأميرة إليزابيث على التعليم العالي

وفي الوقت الحالي، ينصب اهتمام الأميرة إليزابيث على التعليم العالي، حيث تدرس للتحضيرلدرجة الماجستير لمدة عامين في السياسات العامة بجامعة هارفارد الأمريكية المرموقة، إلا أن مسيرتها الأكاديمية هناك واجهت بعض التحديات مؤخرًا، فمكانها في سنتها الثانية بالجامعة في كامبريدج، ماساتشوستس، أصبح غير مؤكد، وسط محاولة الرئيس دونالد ترامب فرض حظر على الطلاب الأجانب الذين يدرسون في المدارس بتأشيرة، وقد ردت جامعة هارفارد على هذا القرار بدعوى قضائية، مما أدى إلى حظر القاعدة مؤقتًا، ثم قام قاضٍ في بوسطن بتمديد هذا الحظر في وقت سابق من هذا الأسبوع.

ترامب يمنح استثناء للأميرة إليزابيث
ترامب يمنح استثناء للأميرة إليزابيث

يشار إلى أن ترامب قد يتراجع عن قراره أو يمنح استثناء للأميرة إليزابيث، وهذا أمر متوقع، كما حصل مع الأمير هاري نجل ملك بريطانيا، الذي كان يهدد بطرده حال فوزه في الانتخابات، ثم ما لبث وأن تراجع عن تصريحاته بهذا الخصوص.

مستقبل التعليم الملكي في مهب الريح؟

تجدر الإشارة هنا إلى أن قصر بروكسل يراقب الوضع عن كثب، فقد صرح كزافييه بيرت، رئيس قسم الاتصالات في القصر: ندرس الوضع لنرى مدى تأثير هذا القرار على الأميرة، أو لا، من السابق لأوانه الجزم بذلك الآن، وسنرى ماذا سيحدث في العام الدراسي المقبل.

تتمتع الأميرة إليزابيث بسجل أكاديمي مميز
تتمتع الأميرة إليزابيث بسجل أكاديمي مميز

هذا وتتمتع الأميرة إليزابيث بسجل أكاديمي مميز، فقد درست للحصول على درجة البكالوريا الدولية لمدة عامين في كلية UWC Atlantic في ويلز، قبل أن تحصل على درجة 2:1 في التاريخ والسياسة من كلية لينكولن بجامعة أكسفورد في عام 2024.

ورغم انشغالها بالدراسة، تواصل الأميرة المشاركة في الفعاليات الملكية رفيعة المستوى، كما أكملت عامًا كاملاً من التدريب العسكري.

ويبدو أن مستقبل العائلة المالكة البلجيكية يسير بخطى واثقة نحو التغيير، مع ملك ملتزم بواجبه ووليّة عهد تعد نفسها بجد لتولي زمام الأمور، حتى وإن كانت التحديات الأكاديمية تلوح في الأفق، فهل تستكمل الأميرة إليزابيث دراستها في هارفارد، أم أن الظروف ستدفعها نحو مسار مختلف؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة.