هاري وميغان: سبع سنوات من الحب العاصف والرفض الصاخب والنجاح المثير

هاري وميغان: سبع سنوات من الحب العاصف والرفض الصاخب والنجاح المثير

عبد الرحمن الحاج
19 مايو 2025

كان عام 2017 عام المفاجآت الكبرى داخل العائلة المالكة في بريطانيا، إذ وبعد انتظار طويل قرر أشهر عازب في العائلة الارتباط، حين أكد الأمير هاري نجل الملك تشارلز وأحد الورثة المباشرين للتاج البريطاني، علاقته بالممثلة الأمريكية السابقة ميغان ماركل، منهيا بذلك مسيرة طويلة من العلاقات النسائية التي لم تصل بالأمير الجامح إلى قفص الزوجية، وخلفت بعض تلك العلاقات فضائح كثيرة للعائلة، وشكلت إحراجا للملكة إليزابيث الثانية وولي عهدها حينها الأمير تشارلز – الملك حاليا-.

قصة ميغان وهاري قصة خيالية وحكاية من حكايات ألف ليلة وليلة
قصة ميغان وهاري قصة خيالية وحكاية من حكايات ألف ليلة وليلة

وفي ربيع عام 2018، وتحديدا في مثل هذا اليوم 19 مايو، أقيم حفل زفاف ملكي أبهر العالم، معلنًا عن فصل جديد في حياة الأمير هاري، الحفيد المشاغب للملكة، ودخول الممثلة الأمريكية ميغان ماركل إلى قلب المؤسسة البريطانية، رغم الصعوبات والتحديات التي رافقت هذا الارتباط، كون ميغان ممثلة سابقة، وكونها مطلقة، ناهيك عن أنها أكبر سنا من الأمير هاري حيث تكبره بـ 3 سنوات.

حتى الآن كانت تبدوا قصة ميغان وهاري قصة خيالية وحكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، إلا أن هذه القصة الخيالية سرعان ما تحولت إلى سرد معقد ومثير للجدل، قصة لا ينقصها الحب، لكنها مطرزة بالرفض العلني الصاخب، المصحوببالسعي الحثيث نحو النجاح والاستقلالية.

الآن وبعد سبع سنوات مضطربة، ألا يستحق هذا الثنائي الذي شغل الإعلام، ولا يزال، نظرة فاحصة، لاستكشاف ديناميكية علاقتهما وتأثير قراراتهما على المؤسسة الملكيةالبريطانية والعالم أجمع؟

هاري وميغان شرارة الحب والتمرد

هاري وميغان شرارة الحب والتمرد
هاري وميغان شرارة الحب والتمرد

بدأت القصة بلقاء مدبر من قبل صديقة مشتركة، لتشتعل بعده شرارة علاقة سريعة النمو بين الأمير البريطاني المرموق والممثلة الأمريكية السابقة، وتحدت علاقتهما الأعراف الملكية منذ البداية، فميغان، امرأة مطلقة ومن عرق مختلط، ولم تكن فتاة ارستقراطية وهو النموذج التقليدي لزوجة أمير بريطاني،ومع ذلك، بدا حبهما حقيقيا وقويا، ولم تعارضه ملكة بريطانيا الراحلة، رغم ما عرف عنها من تمسكها الشديد بالتقاليد والأعراف الملكية، وتوج هذا الحب بالزواج في حفل بهيج عكس مزيجا من التقاليد الملكية واللمسات الأمريكية الحديثة.

لكن الهدوء الذي سبق العاصفة لم يدم لوقت طويل، فسرعان ما واجهت ميغان صعوبة في التكيف مع الحياة الملكية الصارمة والملاحقة الإعلامية المكثفة وضغوطها المستمرة،ورغم أن دوقة ساسكس قادمة من بيئة معتادة على الإعلام والكاميرات، إلا أنها شعرت وهاري بأنهما محاصران من قبل الإعلام، وغير مدعومين من قبل العائلة، ليتبلور لديهما شعور متزايد بالرفض من داخل القصر وخارجه.

"ميغزيت"، الرحلة إلى المجهول

حفل الزفاف الملكي في 2018
حفل الزفاف الملكي في 2018

أعاد حفل الزفاف الملكي في 2018 وما تلاه من تكاتف الرباعي الملكي " وليام وكيت وهاري وميغان" للعائلة المالكة في بريطانيا رونقها وبريقها، وارتفعت أسهم العائلة لدى الشعب إلى مستويات قياسية لم تصلها منذ النكبة التي حلت بالعائلة إثر كارثة وفاة الأميرة ديانا في حادث سير عام 1997، إلا أن هذا الرونق والألق لم يستمر طويلا، ففي يناير 2020، هز الزوجان العالم بإعلانهما عن نيتهما التنحي كعضوين عاملين في العائلة المالكة، والسعي نحو حياة مستقلة ذاتيا وماليا، هذه الخطوة غير المسبوقة، التي أطلق عليها الإعلام اسم "ميغزيت"، لم تكن مجرد تغيير في نمط الحياة، بل كانت بمثابة زلزال ضرب أسس المؤسسة الملكية، وشكلت شرخا داخل العائلة لم يلتئم حتى الآن، فهاري لم يكن أميرا عاديا، بل كان النجل الثاني لملك بريطانيا لاحقا، وأحد الورثة المباشرين للتاج البريطاني، وكان أحد المستشارين في المجلس الملكي، وضابط لديه مهامه العسكرية، إلى جانب رعايته الكثيرة للعديد من الهيئات والمؤسسات.

كانت البداية محاولة من هاري لحماية أسرته الصغيرة من الانهيار، مستحضرا قصة والدته الراحلة ديانا ووالده تشارلز ودور الإعلام فيها، مع الإبقاء على صلات ملكية مستمرة جزئيا، لكنه لم ينجح في ذلك، حيث قوبل عرضه بالعمل "الجزئي" بالرفض.

محاولة من هاري لحماية أسرته الصغيرة من الانهيار
محاولة من هاري لحماية أسرته الصغيرة من الانهيار

ومع تواصل الأحداث، أثار قرار هاري وميغان انقساما حادا في الرأي العام، حيث رأى البعض فيه خيانة للملكة والأسرة وضربة للتقاليد الملكية، بينما اعتبره آخرون تعبيرا عن الشجاعة والرغبة في حماية الذات والأسرة، وبغض النظر عن وجهة النظر، فإن ميغزيت مثلت نقطة تحول جذرية في حياة هاري وميغان، وبداية لفصل جديد مليء بالتحديات والفرص.

إمبراطورية ساسكس العابرة للمحيطات

إمبراطورية ساسكس العابرة للمحيطات
إمبراطورية ساسكس العابرة للمحيطات

بعد الانتقال إلى الولايات المتحدة، لم يضيع هاري وميغان وقتا في بناء حياتهما الجديدة، وأسسا مؤسستهما غير الربحية  "Archewell"وأطلقا مشاريع إعلامية ضخمة، بما في ذلك مقابلات تلفزيونية مدوية على رأسها مقابلة أوبرا وينفري التاريخية، وسلسلة وثائقية على نتفليكس، ومذكرات هاري الصريحة "Spare"والتي عدها البعض المعول الحقيقي في هدم تماسك العائلة المالكة.

مذكرات هاري الصريحة Spare
مذكرات هاري الصريحة Spare

حققت هذه المشاريع وكان آخرها الكشف عن العلامة التجارية الجديدة لميغان ماركل، حققت نجاحا تجاريا كبيرا، ووقع ثنائي ساسكس اتفاقيات بملايين الدولارات، لكن هذه المشاريع لم تخل من الجدل والانتقادات، واتهم الزوجان بتأجيج الخلافات العائلية واستغلال علاقتهما السابقة بالعائلة المالكة لتحقيق مكاسب شخصية.

العلامة التجارية الجديدة لميغان ماركل
العلامة التجارية الجديدة لميغان ماركل

ومع ذلك، لا يمكن إنكار وصول عائلة ساسكس إلى جمهور عالمي واسع وتأثيرهما في مجالات مختلفة، من الصحة العقلية إلى العدالة الاجتماعية، ورغم ابتعاده عن العمل الرسمي داخل العائلة المالكة، استمر هاري في دعم الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية، إلى جانب اهتمامه المستمر في ألعاب إنفكتوس الدولية.

الحب في زمن العاصفة

دراما وضجيج قصة هاري وميغان لا زالت مشتعلة في الوسط الإعلامي، حتى أن الشائعات لاحقتهم مرارا وتكرارا، ومع هذا يبدو أن رابطة هاري وميغان صمدت، لأن ظهورهما المستمر معا، وتصريحاتهما الداعمة لبعضهما البعض، يشيران إلى شراكة قوية مبنية على الحب والاحترام رغم الضغوط الهائلة.

قصة هاري وميغان لا زالت مشتعلة في الوسط الإعلامي
قصة هاري وميغان لا زالت مشتعلة في الوسط الإعلامي

من الجدير بالذكر، أن إنجاب هاري وميغان لطفلين، هما الأمير آرتشي والأميرة ليليبيت، أضاف بعدا جديدا إلى حياتهما، وهما ملتزمان بتوفير بيئة مستقرة ومحبة لعائلتهما بعيدا عن أعين المتطفلين.

إنجاب هاري وميغان لطفلين، هما الأمير آرتشي والأميرة ليليبيت
إنجاب هاري وميغان لطفلين، هما الأمير آرتشي والأميرة ليليبيت

الآن وبعد سبع سنوات مضطربة، لا يزال إرث الأمير هاري وميغان ماركل قيد التشكل، لقد تحدوا التقاليد الملكية، وأثاروا نقاشات عالمية وحققوا نجاحا باهرا بشروطهم الخاصة، وسواء اعتبرهما البعض ثنائيا جريئا يسعى إلى مستقبل مختلف، أو زوجين أنانيين متعطشين للشهرة، فمن المؤكد أن تأثيرهما على العائلة المالكة والمجتمع لا يمكن إنكاره،وتظل قصتهما بمثابة تذكير معقد بأن الحب والرفض والنجاح يمكن أن يتشابكوا بطرق غير متوقعة، وأن البحث عن السعادة مصحوب بحكم العادة بتضحيات وتحديات كبيرة.

إرث الأمير هاري وميغان ماركل قيد التشكل
إرث الأمير هاري وميغان ماركل قيد التشكل

ومما لا شك فيه أن المستقبل سيحمل بالتأكيد المزيد من الفصول في هذه الحكاية الملكية التي أسرت وأشغلت العالم، وفي الوقت الذي لا يزال محبو هاري وميغان بانتظار المصالحة الملكية التي عرضها هاري مؤخرا على العائلة، ستبقى مجلة "هي" مواكبة لكل جديد يخصهما.