
في عيد ميلاده الـ 85..هكذا تحول عادل إمام لأيقونة سينمائية في غيابه وحضوره وملهم لأجيال مختلفة من النجوم
رغم سنوات الغياب، لا تزال ملامحه تطل من أسماء الأفلام والمسرحيات الجديدة، ولا يزال صوته يهمس في كواليس أعمال أكثر من جيل، هكذا هو الزعيم عادل إمام، الذي يحتفل اليوم 17 مايو بعيد ميلاده الـ85، في لحظة تفرض نفسها، فهو الفنان الذي ابتعد عن الشاشة لسنوات، واكتفى بالرحلة التي قدمها على المستوى السينمائي والدرامي والمسرحي، لكن رغم ذلك لا يزال حاضرا بقوة من خلال العديد من العوامل، بداية من الاستعانة بالأعمال السينمائية والدرامية التي قدمها، سواء على مستوى اختيار عنوان مقارب للأعمال التي تصدر بطولتها، أو إعادة إنتاج أعماله من جديد بنسخ حديثة، في إشارة إلى مدى التأثير الذي تركه عادل إمام في أكثر من جيل من النجوم.
نجوم اعتمدوا على أسماء أعمال عادل إمام
أفلام وأعمال عادل إمام الفنية ظلت مادة خصبة، ليس فقط فيما يخص أفكارها وإعادة تقديمها بشكل جديد، بل من ناحية الاعتماد على أسماء تلك الأعمال كمصدر لعناوين الأعمال الجديدة، وإعادة توظيفها مع إدخال بعض التغييرات، في محاولة لاستدعاء الارتباط العاطفي الذي يحمله الجمهور تجاه تلك العناوين، فرامز جلال، قبل 18 عاما، قدم فيلما يحمل عنوان "أحلام الفتى الطايش"، معتمدا على اسم المسلسل الأشهر للزعيم "أحلام الفتى الطائر"، الذي قدم في السبعينات، ويعد من العلامات الدرامية المهمة في مسيرة عادل إمام، وهو العمل الذي حمل أيضا بعض التفاصيل التي تظهر حضور الزعيم وتأثيره على جيل الألفية الجديدة.

كريم عبد العزيز، يعد من أهم النجوم العرب، ويمتلك تجربة خاصة مع عادل إمام، وتحديدا بعدما شارك في بطولة فيلم "المشبوه" قبل أكثر من 44 عاما، وهو النجم الأكثر تحقيقا للإيرادات في السنوات الأخيرة في السينما العربية، وقد استعان كريم باسم فيلم "البعض يذهب للمأذون مرتين"، الذي عرض في نهاية السبعينات، لتقديم عمل يحمل بعض ملامح القصة من ناحية العلاقات الزوجية، لكن بإضافة كلمة "لا"، حيث قدم الفيلم بعنوان "البعض لا يذهب للمأذون مرتين".

ولم تتوقف الاقتباسات من أفلام عادل إمام عند تلك النقطة، بل قدم النجم أكرم حسني عملا مسرحيا بعنوان "حتى لا يطير الدكان"، اعتمادا على اسم الفيلم الشهير لعادل إمام الذي حمل عنوان "حتى لا يطير الدخان"، رغم أن جميع تلك العناوين ليست مطابقة بشكل كامل، لكنها كانت محاولة من نجوم أكثر من جيل لمحاكاة ساخرة لطريقة تقديم الزعيم للواقع بعيون الكوميديا الجادة، لا سيما أن جميع تلك الأعمال حملت الطابع الكوميدي.

البحث في إرث عادل إمام السينمائي
أعمال الزعيم لم تعد متوقفة فقط على فكرة الإلهام فيما يخص أسماء الأعمال الجديدة، بل هناك خطة لإعادة إنتاج أفلامه التي سبق أن قدمها خلال مسيرته السينمائية، ولكن بمعالجات معاصرة، ومحاولات لاستثمار نجاحات تلك الأفلام التي لا تزال حاضرة في عقول ووجدان الجمهور العربي. فالنجم محمد إمام بدأ في تصوير فيلم "شمس الزناتي 2"، الذي يعد استكمالا للعمل السينمائي الذي سبق وتم إنتاجه عام 1991، ويعد الفيلم محاولة لربط الجيل الجديد بأفلام الحركة الشعبية التي أسسها الزعيم، لا سيما أن فيلم "شمس الزناتي" يعتبر من أهم وأشهر الأعمال السينمائية التي حظيت بقبول ورصيد شعبي هائل على مدار عقود، وهو أيضا تجربة استثنائية لمحمد إمام، الذي يخوض تجربة سينمائية معتمدا على إرث والده.

هشام ماجد يستعد كذلك لعمل سينمائي بعنوان "البحث عن فضيحة"، وهو اقتباس جديد لفيلم الزعيم الذي حمل نفس الاسم في السبعينيات، وشارك فيه كل من الفنان الراحل سمير صبري وميرفت أمين، وهو من الأعمال المهمة في مسيرة عادل إمام، لكونه كان بداية قوية له مع النجومية كبطل أول، وتصدر اسمه البطولة في السينما بشكل قوي وبارز.

كما انضم أيضا فيلم "عصابة حمادة وتوتو"، الذي جمع عادل إمام بـ لبلبة، إلى قائمة الأفلام المنتظر تقديمها بشكل جديد، بعدما قام المنتج ريمون رمسيس بشراء حقوق الفيلم. ويظهر بوضوح من خلال تلك المشاريع السينمائية أنها لا تحاول فقط إعادة تقديم أعمال الزعيم، بل تسعى لبناء جسر بين "النوستالجيا" و"التجديد"، وهو تحدي، رغم صعوبته من ناحية التنفيذ والتخطيط، لكنه يعكس بوضوح مكانة عادل إمام الراسخة في الوجدان السينمائي، والرهان على إرثه، والملفت أن تلك الأفلام يجرى التحضير لها في وقت ابتعد فيه عادل إمام عن الشاشة، في تأكيد أن في غيابه وحضوره يظل اسمه وأعماله مادة دسمة للتفكير وإعادة النظر.

عادل إمام حاضر في أحاديث النجوم
عادل إمام ظل أيضًا سندا قويا للعديد من النجوم، لا سيّما أنه ساهم بقوة في بروز العديد من المواهب طوال العقود الأخيرة ولمعان أسمائهم، ولذلك كان دائما العديد من النجوم بمختلف الأجيال يتحدثون عن تأثير وحضور الزعيم، ليس فقط خلال فترة نشاطه، بل أيضا بعد قراره الابتعاد عن الوسط الفني والتركيز مع عائلته والاستمتاع بوقته مع أحفاده، فالكثير من النجوم يتذكرون مشاهد عديدة كان فيها عادل إمام مساندا وداعما لهم، وفي مقدمتهم الفنانة يسرا، وإلهام شاهين، وكذلك الفنان ماجد الكدواني، وأيضا جيل من النجوم الشباب الذين صعدوا معه في بداية الألفية ونهاية القرن الماضي، وحتى نجوم "مسرح مصر"، وكان كريم عبد العزيز قد كشف عن أمنيته بأن يكرم عادل إمام على مسيرته الفنية الطويلة، في وقت لا يزال فيه النجوم يحرصون على تقديم التهاني للفنان الكبير في كل عام بمناسبة عيد ميلاده.

الصور من حسابات النجوم وعادل إمام على انستجرام وفيس بوك.