
سامر المصري لـ"هي": شخصيتي في مسلسل "آسر" ليست شريرة بالمعنى التقليدي والدراما السورية لا تزال حاضرة رغم التحديات
يهتم كثيراً بشخصياته الفنية ويتوحد معها بشكل كبير، كما أنه يحرص على التنوع في أدواره من حيث مضمونها وشكلها الخارجي، فقد قدم التاريخي, والاجتماعي والكوميدي، والتراجيدي، وغيرها من الألوان الفنية التي دونت في مسيرته التي بدأها منذ سنوات.
الفنان السوري سامر المصري تحدث في حوار خاص لـ"هي"، عن أحدث أدواره عبر مسلسل "آسر"، وكيف قدم شخصية "عزت"، القاسي والحنون في الوقت نفسه، وعن رأيه في الأعمال الفنية المعربة، كما أوضح المصري خلال حواره كيف قدم شخصية "الفاروق"، عمر بن الخطاب، في مسلسل "معاوية"، ورأيه في الدراما السورية، والوجود بالدراما المصرية.
وفي السياق، شارك سامر المصري في مسلسلات عدة من بينها "بقعة ضوء"، و"المرابطون والأندلس"، و"باب الحارة"، و"وجه العدالة"، و"الدبور"، و"أبو جانتي"، وغيرها من الأعمال الفنية بالسينما والمسرح والتلفزيون.
في البداية حدثنا عن كواليس مشاركتك في مسلسل "آسر" وما سبب حماسك لتقديم شخصية "عزت"؟
جذبني لشخصية "عزت" إنها ليست مجرد شخصية شريرة تقليدية، بل إنسان مليء بالتناقضات، موجوع، قاسي وحنون، في الوقت نفسه هذا النوع من الأدوار به تحدي حقيقي لأي ممثل، بالإضافة لوجود زملاء وأسماء كبيرة بالعمل وإنتاج محترف خلق جو محفز جعلني أتحمس للمشاركة.

هل تتخوف من تقديم أدوار الشر؟ وهل هي الأهم والأبرز دائماً كما يعتقد البعض؟
بالعكس لا يوجد عندي أي تخوف من أدوار الشر، فهي مساحة خصبة لي كممثل كي أغوص في النفس البشرية، وشخصية "عزت" مثلًا ما كان شرير كاريكاتوري، هو ضحية قبل ما يكون مؤذياً، كما أن نجاح الدور يأتي من قدرة الممثل على إقناع الناس بأنه حتى الشر له أسبابه، فالجمهور يتفاعل جداً مع الشخصيات المعقدة لأنها تشبه الواقع.
مسلسل "آسر" مقتبس.. فما رأيك بفكرة الاقتباس وتعريب الأعمال الفنية؟ وهل هي ملائمة لواقعنا العربي؟
ما عندي مشكلة مع الاقتباس طالما فيه وعي وذكاء في التكييف، مسلسل "آسر" ما كان مجرد ترجمة، بل أُعيدت صياغته ليناسب بيئتنا العربية، وهو بالأساس مقتبس من رواية شهيرة "الكونت دي مونت كريستو"، والأهم من هذا إنه يقدم قصة إنسانية عميقة بلغة قريبة من الناس، وهذا ما لمسته من تفاعل الجمهور.

حدثنا عن تقديمك لشخصية "الفاروق" "عمر بن الخطاب" في مسلسل "معاوية".. وهل واجهت معوقات؟
العمل على شخصية بحجم "سيدنا عمر"، كان مسؤولية كبيرة واحتاج مني تحضير طويل، وحرصت إني أقدم الشخصية بأمانة واحترام طبعاً، والتحدي الأكبر هو احترام رمزية الشخصية وتاريخها دون الوقوع في التبسيط أو الخطأ، فالعمل كان دقيق جداً من حيث المراجع والمصادر.
هل ترى أن مسلسل "معاوية" نال حقه في المشاهدة عربياً؟
برأيي، المسلسل حقق صدى كبير جداً، وخلّف جدل إيجابي، والأعمال التاريخية دائمًا تُثير نقاشاً، وهذا شيء صحي، كما أن ردود الفعل التي وصلتني كانت إيجابية جدًا، خصوصاً من جمهور الشباب الذي تفاعل مع طريقة الطرح الحديثة.
ما رأيك بحال الدراما السورية بالوقت الحالي؟
رغم كل التحديات، الدراما السورية ما زالت واقفة على رجليها، في جيل جديد من الكتاب والمخرجين والممثلين عنده وعي ورؤية، وهذا يعطينا أمل أن القادم أفضل، نحتاج فقط إلى دعم إنتاجي وتسويقي يوازي هذه الطاقات.

لماذا لا تشارك في الدراما المصرية بشكل لافت؟ وهل لديك شخصية تطمح لتقديمها درامياً؟
الدراما المصرية غالية عليّ جداً، وكل تجربة خضتها فيها كانت مميزة بطريقتها الخاصة، والغياب ما كان نية، بل يمكن النصوص ما كانت مناسبة بالفترة الماضية، وبصراحة، من الأدوار التي أحلم أن أقدمها في الدراما المصرية هي شخصية من التاريخ المصري، أو شخصية شعبية فيها عمق إنساني، فمصر غنية بالشخصيات اللي تستحق التناول.
ماذا عن السينما والمسرح في مسيرتك؟ وهل أخذتك الدراما التلفزيونية منهما؟
التلفزيون أخذ جزء كبير من وقتي، وهذا طبيعي بحكم الطلب والانتشار، لكن السينما والمسرح لهما مكانة خاصة بقلبي، والمسرح علمني الانضباط، والسينما تعطيني متعة من نوع مختلف، وهناك مشاريع سينمائية قيد الدراسة، وإن شاء الله تروا شيئاً جديداً قريباً.

ختاماً كيف جاءت أجواء زيارتك الأخيرة لوطنك سوريا بعد سنوات غياب؟
الزيارة كانت مؤثرة جداً، وعندي حنين دائم لسوريا، وفي ألم أيضا لما يرى حجم التغيير والصعوبات، ولكن رغم كل شيء الشعب السوري عنده قدرة عجيبة على التمسك بالحياة، وهذا أكبر دليل على أن الأمل ما زال موجوداً، والنهضة قادمة مهما طالت الظروف.
الصور من حساب الفنان سامر المصري على انستجرام.