
تفاقم الخلاف الملكي.. الملك تشارلز فقد ثقته تماما بالأمير هاري
يبدو أن النزاع الأسري الملكي وصل إلى مرحلة حرجة، مع انعدام الثقة وتوقف التواصل بين الأطراف المعنية، وعلى الرغم من دعوات المصالحة، فإن الوضع لا يزال متوترًا، ومستقبل العلاقة بين الملك تشارلز والأمير هاري غير واضح.

تشير التقارير إلى تصاعد حاد في النزاع الأسري الملكي بين الملك تشارلز الثالث ونجله الأمير هاري دوق ساسكس، ووصل إلى أدنى مستوياته، مع انهيار كامل للثقة بين الطرفين، وقد تفاقم هذا الوضع بشكل كبير بعد مقابلة الأمير هاري مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" التي كشف فيها عن تفاصيل الخلافات الأمنية وعدم التواصل مع والده.
انعدام ثقة الملك تشارلز بالأمير هاري

وأكدت مصادر ملكية أن الثقة بين العائلة المالكة والأمير هاري "معدومة"، وأن إجراء محادثات خاصة معه أصبح مستحيلاً، بعد أن كشف الأمير هاري أن الخلاف الرئيسي مع والده يتعلق بترتيبات أمنه، وهو الأمر الذي أدى إلى توقف التواصل بينهما.

ووصف مصدر مقرب من الأمير هاري تأثير المقابلة بأنه "سلبي للغاية"، حيث يشعر الأمير هاري بأنه "يخوض معارك مع الجميع" ويعيش في حالة إرهاق دائم، فيما تشير التقارير إلى أن الأمير وليام ولي عهد بريطانيا أمير ويلز والشقيق الأكبر لهاري، يرفض أي محاولة للمصالحة، وأن "الباب مغلق بإحكام" من جانبه.
دعوات للمصالحة الملكية

وعلى الرغم من حدة الخلاف، دعا بعض الكتاب الملكيين مثل "روبرت جوبسون" الأمير هاري إلى الاعتذار وطلب المصالحة، بينما دعا آخرون الملك تشارلز إلى "منح هاري فرصة أخيرة" لبناء جسور التواصل، وعبر الأمير هاري علنًا عن رغبته في "المصالحة" مع عائلته، مؤكدًا على أهمية الحياة وضرورة إنهاء الخلافات، لكنه قال صراحة إن أمر المصالحة متروك لهم، إذا كانوا يريدون ذلك، وأشار إلى قلقه بشأن صحة والده،وكشف أن والده الملك تشارلز لم يعد يتحدث معه، ويرجع ذلك أساسًا إلى الخلاف المستمر بشأن ترتيبات "أمنه".
تفاصيل النزاع بين الأمير هاري وعائلته

يشار هنا إلى أن النزاع بين الأمير هاري والعائلة المالكة قضية معقدة ومستمرة، تعود جذورها إلى علاقة هاري بزوجته ميغان ماركل دوقة ساسكس، وقرارهما اللاحق بالتنحي عن واجباتهما الملكية في يناير 2020.
بدأت الأحداث بالتصاعد بعد أن شعرت عائلة ساسكس بالتدقيق الإعلامي الهائل وعدم وجود دعم من المؤسسة الملكية، فاختار هاري وميغان التنحي عن منصبها من كبار أفراد العائلة المالكة العاملين لمتابعة حياة أكثر استقلالية في الولايات المتحدة، أعربا عن رغبة في الخصوصية والقدرة على متابعة مساعيهما الخيرية وتجاريهما الخاصة.

في الحقيقة هاري وميغان كانا يريدان في البداية أن يمسكا العصا من المنتصف، حيث عرضا أن يبقيا "جزئيا" ضمن أفراد العائلة العاملين، مع منحهما استقلالية الانتقال خارج المملكة المتحدة، والتركيز على حياتهما الأسرية، وهو ما قوبل برفض تام من ملكة بريطانيا حينها الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، ونقلت تقارير حينها أن الملكة رفضت عرض هاري وميغان، بسبب رفض الأمير وليام القاطع لهذا العرض.
مقابلة أوبرا وينفري فاقمت الخلاف الملكي

وبعد أن تنحى هاري وميغان من الحياة الملكية، وتوجها إلى كندا، ولاحقا إلى الولايات المتحدة، أجريا مقابلة مفاجئة مع أوبرا وينفري، قدم فيها هاري وميغان العديد من الادعاءات الخطيرة، بما في ذلك مزاعم بالعنصرية داخل العائلة المالكة فيما يتعلق بمخاوف بشأن لون بشرة ابنهما آرتشي، وعدم وجود دعم لمعاناة ميغان مع الصحة العقلية،وأدت هذه المقابلة إلى تعميق الشرخ مع العائلة المالكة بشكل كبير.

وكانت قضية مستوى الحماية الأمنية المقدمة لهاري وميغان بعد تنحيهما نقطة خلاف رئيسية، ورفع هاري دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية، بحجة أن سحب حمايته الشرطية التلقائية يجعل من غير الآمن عليه إحضار عائلته إلى المملكة المتحدة، وهي القضية التي خسرها هاري مؤخرا، واتهم "المؤسسة" بالوقوف وراء هذه الخسارة.
هاري قضى على آمال المصالحة بنشر مذكراته

أيضا واحدة من أكبر الأسباب التي عمقت الخلاف الأسري بين هاري والعائلة، مذكرات الأمير هاري "سبير"، والتي احتوت على العديد من الاكتشافات الشخصية والانتقادات لأفراد عائلته، بمن فيهم والده، الملك تشارلز الثالث، وشقيقه الأمير وليام، وزوجة أبيه الملكة كاميلا،وسرد الكتاب محادثات خاصة وأسرار عائلية وزاد من توتر العلاقات.

بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية واعتلاء الملك تشارلز الثالث العرش، كانت هناك آمال في المصالحة، ومع ذلك، بدا أن نشر كتاب "سبير" والمقابلات اللاحقة قد أدت إلى تفاقم الصراع، أضاف تشخيص إصابة الملك تشارلز بالسرطان مؤخرًا طبقة أخرى من التعقيد، حيث أعرب هاري عن حزنه بشأن الوضع ورغبته في المصالحة، مع الإشارة أيضًا إلى نقص التواصل.
الأمير وليام حجر عثرة في طريق المصالحة

تشير التقارير إلى أن الأمير وليام كان على وجه الخصوص غير راغب في المصالحة مع شقيقه، حيث تشير مصادر إلى "عدم وجود اهتمام" بذلك، وعلى الرغم من هذا صرح هاري علنًا برغبته في المصالحة مع عائلته، مؤكدًا على قيمة الحياة وضرورة إنهاء الخلافات، وأقر أيضًا بأن أي مصالحة هي في النهاية بيد عائلته.