حضور نسائي استثنائي وظواهر لافتة تميز الدورة الجديدة من مهرجان كان السينمائي 2025

تنطلق بعد ساعات قليلة فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي، وسط حالة من الترقب والانتظار من قبل النقاد والجمهور، لا سيما أن النسخ الأخيرة من المهرجانات سجلت نجاحات استثنائية على كافة الأصعدة، وتحديدًا فيما يخص الأفلام المشاركة، والتي باتت حاضرة بقوة في ترشيحات جوائز الأوسكار أيضا، فضلًا عن النجوم الكبار الذين يتم تكريمهم، والأفلام البارزة التي تشارك في فعاليات المهرجان، بينما تشهد دورة مهرجان كان السينمائي 2025 مجموعة من الظواهر الملفتة والجديرة بالاهتمام، منها التواجد الكبير لعدد من أبرز المخرجين بأفلامهم التي تشارك خارج المسابقة الرسمية، فضلا عن الحضور الاستثنائي للمرأة في تلك الدورة، سواء على مستوى لجان التحكيم أو البطولة النسائية، وكذلك الإخراج والإنتاج، وأخيرا الظهور المنتظر للممثلة الشابة ميا ثريبلتون، ابنة الممثلة كيت وينسليت، بفيلم جديد في فعاليات الدورة.

المرأة حاضرة بقوة في مهرجان كان 2025

دور بارز لعبته المرأة في السنوات الأخيرة على مستوى صناعة الأفلام والمشاركة في مهرجان كان السينمائي، وتشهد الدورة الحالية حضورا استثنائيا، بداية من لجنة تحكيم المسابقة الرسمية التي سوف تقودها جولييت بينوش، الممثلة الفرنسية الشهيرة، والتي تحمل مسيرة سينمائية حافلة، وهي التي سوف ينتظرها الجمهور لمعرفة الفائزين بالسعفة الذهبية هذا العام، واللافت أن جولييت تتسلم مهام المنصب من المخرجة غريتا جيرويغ، التي تولت نفس المنصب العام الماضي، وهي المرة الثانية عبر تاريخ المهرجان التي تقود فيها امرأتان لجنة تحكيم المسابقة الرسمية على التوالي، بعد تجربة صوفيا لورين في 1966، والتي جاءت خلفًا لأوليفيا دي هافيلاند في 1965.

أما على مستوى التواجد، فهناك في الدورة الجديدة 7 مخرجات سوف يتنافسن على جائزة السعفة الذهبية، في حدث يعد استثنائيا كذلك، ومحطة جديدة تؤكد على مدى نجاح المرأة واستمراريتها في صناعة السينما، لا سيما أن هذا العدد من المخرجات حدث مرة واحدة فقط، لكنه واجه انخفاضا في عدد المخرجات في الدورة الأخيرة، حتى عاد من جديد ليصل إلى أعلى نسبة مشاركة للمخرجات، حيث تشارك المخرجة لين رامزي بفيلم "Die, My Love"، وكل من المخرجة كارلا سيمون بفيلم "Romeria"، والمخرجة جوليا دوكورناو بفيلم "Alpha"، والمخرجة الألمانية ماشا شيلينسكي بفيلم "Sound of Falling"، والمخرجة حفصية حرزي Hafsia Herzi بفيلم "La Petite Dernière"، أما المخرجة تشي هاياكاوا فتشارك بفيلم "Renoir"، وكيلي ريتشاردت تشارك بفيلم "The Mastermind".

نجوم يخرجون من التمثيل للإخراج والإنتاج

تستقبل الدورة الجديدة من مهرجان كان السينمائي تجارب مميزة لعدد من الممثلين الذين تمرد بعضهم على الاكتفاء بفكرة التمثيل، بل حرصوا على تقديم تجارب مختلفة من ناحية الإنتاج والإخراج، مع حفاظ البعض الآخر أيضا على فكرة تواجده في الفيلم نفسه كممثل، البداية مع جينيفر لورانس، التي تتصدر بطولة فيلم "Die, My Love"، الذي قامت بإخراجه لين رامزي، لكن لورانس ليست فقط بطلة الفيلم، بل هي منتجة العمل من خلال شركتها الإنتاجية "Excellent Cadaver"، ويشارك الفيلم في المسابقة الرسمية.

أما فيلم "Eleanor The Great"، فيعد العمل الروائي الطويل الأول الذي تقوم بإخراجه سكارليت جوهانسون، التي تخوض تلك المغامرة السينمائية الجديدة من خلال عمل يحمل ملامح إنسانية، وهي التجربة الثانية لها بعد إخراج فيلم روائي قصير بعنوان "These Vagabond Shoes"، وذلك قبل أكثر من 16 عاما، الممثلة والكاتبة والمخرجة الأمريكية إيفا فيكتور تشارك أيضا في فعاليات الدورة الجديدة من مهرجان كان كمخرجة من خلال فيلم "Sorry, Baby"، الذي عرض لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي، وتعتبر إيفا من الممثلات اللاتي يمتلكن مواهب متعددة، كما تشارك الممثلة كريستين ستيوارت بفيلم "The Chronology of Water"، وذلك في قسم "نظرة ما" بمهرجان كان، وتقف كذلك كمخرجة في تجربة جديدة.

ميا ثريبلتون ابنة كيت وينسلت تنافس في كان

تتعاون ميا ثريبلتون في فعاليات مهرجان كان السينمائي من خلال فيلم "The Phoenician Scheme"، مع المخرج ويس أندرسون، وهي المحطة التي قد تكون مصيرية في مسيرة الشابة التي تبلغ من العمر 24 عاما، حيث إنها من أبطال الفيلم الرئيسيين، وتدور قصته في إطار درامي أكشن كوميدي حول شخصية زازا كوردا، قطب الأعمال الأوروبي، الذي يعتزم توريث ممتلكاته الفاخرة لابنته الوحيدة، لكن الثنائي يقرران اتخاذ خطوة تسيطر عليها المخاطر.

ميا ثريبلتون كان لديها خلال الفترة الماضية مجموعة من الأدوار الصغيرة، مثل مسلسل "Firebrand"، كما أنها تصدرت مسلسل "The Buccaneers"، وشاركت كذلك مع والدتها كيت وينسلت في بطولة "I Am Ruth"، لذلك ينتظر الجمهور الفيلم الذي سوف يُعرض في فعاليات كان، ثم في قاعات السينما يوم 30 مايو الجاري.

كبار المخرجين يشاركون في مهرجان كان السينمائي

الدورة الجديدة من مهرجان كان السينمائي سوف تشهد حضورا ملفتا لمجموعة من أبرز المخرجين، الذين حصل بعضهم على السعفة الذهبية أو ترأس لجنة تحكيم المهرجان في سنوات سابقة. وقد تم الكشف عن قائمة الأفلام المشاركة لهؤلاء المخرجين، الذين تعد أعمالهم دائمًا محل اهتمام كبير، ومن أبرز المخرجين المشاركين سبايك لي من خلال فيلم "Highest 2 Lowest"، الذي يعيد تقديم نسخة محدثة من الفيلم الشهير "High to Low"، الذي قدم في فترة الستينيات، وأحدث ردود فعل واسعة وقتها.

إيثان كوين، المخرج الشهير والحاصل على السعفة الذهبية في كان عام 2013، والفائز بأربع جوائز أوسكار، سوف يشارك أيضا بفيلم يحمل عنوان "Honey Don’t"، واللافت أن الفيلم خارج المسابقة الرسمية الخاصة بالمهرجان، رغم أن إيثان نافس سابقًا على جائزة السعفة الذهبية وأفضل مخرج أكثر من خمس مرات. كما من بين المخرجين البارزين في تلك الدورة الأخوان داردين، من خلال فيلمهما الجديد "Jeunes"، وكان الأخوان قد حصلا على السعفة الذهبية عن فيلم "Young Mothers".

الصور من حسابات صناع الأفلام على انستجرام.