أنس طيارة لـ "هي": تحديت نفسي بالظهور في عملين بموسم واحد وأتوقع حضورا أقوى للدراما السورية في الفترة المقبلة
برع الفنان السوري أنس طيارة في أداء العديد من الأدوار التمثيلية المختلفة والمتميزة التي قوبلت بتفاعل وإشادات نقدية كبيرة بشأن البراعة التعبيرية في الأداء واختياراته الفنية الموفقة للأدوار التي يلعبها في الأعمال التمثيلية، وأثبت عن جداره استحقاقه للفرص الكبيرة والأدوار الصعبة في التمثيل، ما يجعله موهبة تمثيلية استثنائية تلفت الأنظار صوبها دائمًا.
وسجل موسم دراما رمضان الماضي حضورًا غير اعتيادي له في عملين دراميين بموسم درامي واحد، بسبب حالة الاستفزاز الفني الذي شعر بها ودفعته لخوض المغامرة الفنية من منطلق تحدي الذات، لتبرهن أصداء نجاح دوريه التمثيليين في مسلسلي "تحت سابع أرض" و "قطع وريد" على نجاح رهانه الفني، وسط فوارق جوهرية بين التجربتين، مع ملامسة ومحاكاة الواقع الحياتي في الدورين الذين أطل بهما في العملين الدراميين.
يتحدث الفنان أنس طيارة في مقابلة مع "هي" عن مشاركته في بطولة مسلسلي "تحت سابع أرض" و "قطع وريد"، ويكشف الدوافع التي جذبته للحضور بهما في موسم دراما رمضان الماضي، ويكشف عن رأيه في انتقادات استخدام العبارات الجريئة في المسلسلات السورية، موضحًا لنا رؤيته وتصوره لأوضاع الدراما السورية وكيفية عودتها إلى مجدها السابق.
في البداية، حدثنا عن مشروعاتك الفنية الجديدة بعد تحقيقك النجاح في موسم دراما رمضان الماضي في مسلسل "تحت سابع أرض" و "قطع وريد"؟
ليست لدي أي مشروعات فنية جديدة في الوقت الراهن، لا يزال الوقت مبكرًا للحديث في هذا الشأن فيما يخص المشاركة في الأعمال الدرامية لموسم دراما رمضان المقبل أو الأعمال الدرامية المعروضة في مواسم أخرى، حتى الآن لم تتضح الأمور بالنسبة لي في هذا الشأن، سعيد للغاية بما حققته من نجاح في مسلسلي "تحت سابع أرض" و "قطع وريد"، إذ كان لكل تجربة خصوصيتها التي منحتي المشاركة في دورين مختلفين تمامًا عن بعضهما البعض في موسم درامي واحد.
هل من معايير فنية محددة مرهونة باختياراتك الفنية؟
أتعامل مع كل تجربة فنية على حدة، وأن لكل مشروع فني جديد يُعرض علي خصوصيته في المقام الأول، أتعرف إلى النص المكتوب والشخصية المعروضة علي، وبناء على ملامسة النص المكتوب شغفي الداخلي نحو قصص وشخصيات لم أُقدمها من قبل، أتخذ قراري وقتئذ بشأن المشاركة في أي تجربة فنية معروضة علي أو أعتذر عنها.
ما الدوافع التي استندت إليها في قبول المشاركة والحضور الفني في عملين دراميين في موسم واحد، هما "تحت سابع أرض" و "قطع وريد"؟
هناك العديد من الدوافع التي جذبتني للمشاركة في العملين، إذ إن مسلسل "تحت سابع أرض" مشاركة جديدة مع نفس طاقم عمل مسلسل "الزند"، الفنان تيم حسن والمخرج سامر البرقاوي وشركة الصباح للإنتاج الفني، كان الأمر مهيئًا للغاية للمشاركة في التجربة، على أساس معرفتي بأغلبية فريق العمل من الممثلين والفنيين، بالإضافة إلى أن دوري التمثيلي في العمل مختلف وجديد، جذبني للمشاركة في التجربة أيضًا، أما المشاركة في مسلسل "قطع وريد" جاءت بشكل استثنائي، بسبب معايير الاختلاف العدة بين هذه التجربة عن الأولى، حيث القصة التشويقية، والدور المرتبط بالغموض مُنذ ظهوره في حلقات القصة الدرامية.
هل تعتبر المشاركة في عملين دراميين في موسم واحد مغامرة فنية؟
أرى أنني كنت أمام تجربتين فنيتين استثنائيتين، أثارا اهتمامي وشغفي نحو تقديم شخصيتي "طلال" و "زين" في مسلسل "تحت سابع أرض" و "قطع وريد"، هناك شخصيات تمثيلية تستفزك لتقدمها حتى وإن لم يكن لديك النية للحضور الفني في عملين في موسم واحد، لا يمكن أن يرفض الممثل أي شخصية تمثيلية تستفزه لتقديمها، تعاملت مع فكرة المشاركة في عملين دراميين يجري عرضهما في موسم درامي واحد، من منطلق اختبار الذات بناء على حالة الشغف نحو تقديم الدورين.
كيف تفاعلت مع ملامسة دورك في مسلسل "تحت سابع أرض" مع الواقع الحياتي للكثير من الشباب السوري ما بين الرغبة المُلحة في الهجرة ومواجهة التحديات الطارئة؟
تفاعلت مع الشخصية مثلما تفاعل معها الجمهور تمامًا، كونها شخصية واقعية تُحاكي واقع الكثير من الشباب على أرض الواقع، مستوحاة من قصص حياتية واقعية، تتشابه وتتلامس في قصتها ومسارها ورغباتها والتحديات الطارئة التي تواجهها مع الكثير من الأشخاص على أرض الواقع، سعيد للغاية بالتعليقات الإيجابية الواردة عن الدور والعمل عمومًا.
إلى أي مدى كانت صعوبات تنفيذ تجربة مسلسل "تحت سابع أرض"؟
لم تكن هناك أي صعوبات في تنفيذ المسلسل، إلا فيما يتعلق باستمرار عمليات التصوير حتى الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، ما تطلب مجهودًا كبيرًا ومضاعفًا، في المقابل ذهب كل هذا الإرهاق والمجهود الكبير المبذول من الجميع على مدار أسابيع طويلة، بعد تفاعل الجمهور وتحقيق العمل النجاح، هذا جعلني أنسى أي إرهاق شعرت به وقت التصوير.
من جهة أخرى، هل جذبتك نوعية الدراما التشويقية البوليسية في مسلسل "قطع وريد" للمشاركة فيه في شخصية تمثيلية أثارت الغموض حولها؟
القصة التشويقية التي قرأتها مُنذ أن عُرضت علي، جذبتني للغاية في مرحلة القراءة، حيث الطابع التشويقي في القصة والشخصيات التمثيلية، ثم أن دوري في العمل في شخصية "زين" لا يمكن رفضه، كونه محاط بالغموض مُنذ ظهوره الأول في العمل، ما يجعله محل اهتمام، نظرًا لتورطه في أحداث مفاجئة تضعه أمام اختيارات مصيرية، شخصية تمثيلية مُغرية للغاية لتقديمها بالنسبة لي.
كيف تنظر إلى انتقادات استخدام الأعمال الدرامية السورية للألفاظ والعبارات الواقعية الجريئة؟
الأمر يعود إلى استخدامها بشكل مبرر على اعتبار أنها حرية في الأساس لصناع العمل الفني، ثم أنها الأعمال الفنية الأجنبية يُدرج فيها دائمًا ألفاظ وعبارات جدلية واقعية، للتماهي مع الواقع المطروح في أحداث القصص الدرامية، يُمكن النظر للأمر من نفس المنطلق، وعلى أساس التبرير الدرامي لاستخدام هذه الألفاظ في الواقع الحياتي الواردة منه الجمل والألفاظ المستخدمة للتماهي مع الحالة الدرامية وواقعيتها.
من وجهة نظرك، هل تحتاج الدراما السورية لسنوات طويلة لاستعادة مجدها؟
بالرغم من كل الظروف المحيطة بالدراما السورية، إلا أن الإنتاجات الدرامية لم تنقطع، وتسجل الدراما السورية حضورها سنويًا طوال مواسم العام على القنوات التلفزيونية والمنصات الرقمية، ما يؤهلها للتعافي والعودة إلى مجدها في غضون فترة ليست طويلة، على وجه الخصوص، كونها تتعافى من أوضاعها السابقة وتعود إلى مسارها الطبيعي، لكن بوتيرة هادئة.
ما تصورك لأوضاع الدراما السورية في السنوات المقبلة؟
ليس لدي تصور محدد، بل إنه بناء على الإنتاجات الموجودة والمطروحة طوال الوقت، يمكن أن نستشعر أنها في الأعوام المقبلة ستسجل زيادة في أعداد الأعمال المنتجة والمعروضة بشكل مكثف، وفيما يخص عودة انتشارها وحضورها وتمددها خارج البلاد بشكل إقليمي، نحن نتمنى ذلك.
هل تطمح من الأساس للحضور في أعمال فنية مصرية قريبًا؟
أتمنى بكل تأكيد الحضور والمشاركة في أعمال فنية مصرية خلال الفترة المقبلة، مصر هي حلم أي ممثل للعمل فيها، ليس هناك من لا يطمح إلى الحضور والتمثيل في مصر، سيحدث الأمر قطعًا حينما تسنح الفرصة المناسبة التي تقدمني بشكل مختلف في أول تعارف بيني وبين الجمهور المصري.
في النهاية، ما أكثر ما يعجبك في الأعمال الفنية المصري، ومن الممثلين المفضلين؟
ليست هناك أسماء محددة أستطيع الحديث عنها على صعيدي الأعمال والممثلين، لإن مصر مليئة بالمواهب الفنية المتميزة، وشاهدنا العديد من الأعمال الفنية المصرية الرائعة على مدار سنوات طويلة، سعيد للغاية بمنح وإعطاء الفرص للمخرجين الشباب في مصر، لإنه أمرًا مهمًا للغاية، إذ يقدمون رؤى تعبيرية مختلفة ويبذلون مجهود كبير للغاية في تقديم أعمال متميزة.
