زينب اليما

لاعبة الرجبي زينب أليما لـ"هي": "My Faith In Sport" كان فرصة للتعرف على مشوار مشاهير الرياضة وعرض رحلتي الخاصة

سما جابر

عرضت منصة TOD المسلسل الوثائقي "My Faith In Sport" خلال الفترة الماضية، حيث إن تلك السلسلة الوثائقية المكونة من أربع حلقات تستكشف كيف شكل الإيمان مسيرة سبعة رياضيين مسلمين من جميع أنحاء العالم، وساهم في تحقيقهم للنجاح داخل الملاعب وخارجها، ومن بين هؤلاء زينب أليما لاعبة الرجبي في ليستر تايغرز، وأول رياضية محجبة تسعى للانضمام إلى منتخب إنجلترا وعمر مرموش نجم كرة القدم المصري، لاعب مانشستر سيتي وفارس إبراهيم بطل رفع الأثقال القطري، والحائز على الميدالية الذهبية الأولمبية وعدد آخر من نجوم الرياضة في العديد من الرياضات المختلفة.

مجلة هي التقت زينب أليما Zainab Alema التي تحدثت عن نجاحاتها في رياضة الرجبي وعن مشاركتها في سلسلة "My Faith In Sport" الوثائقية، وكشفت كيف تلقت الدعم من القائمين على المشروع الجديد، وفيما يلي نص الحوار؟

في البداية حدثينا عن مشاركتك في العمل الوثائقي My Faith  In Sport وتواجدك وسط مجموعة من أشهر الأسماء الرياضية مثل عمر مرموش؟

كنتُ سعيدة للغاية بمشاركتي في هذا الوثائقي، وبصراحة، أنا لست من متابعي كرة القدم كثيرًا، لذلك كانت مشاهدة قصص الرياضيين المشاركين فرصة ملهمة بالنسبة لي، فجميعهم يمتلكون تجارب رائعة وقصصًا مؤثرة، وكان من الرائع أن أحظى بفرصة لعرض رحلتي الخاصة أيضًا والتعرف على بعضهم مثل عمر مرموش، وأكثر ما أسعدني هو الظهور إلى جانب شخصيات أتابعها بإعجاب منذ فترة طويلة، خاصة عمر علي سليمان، الذي أحب الاستماع إلى محاضراته، وبالأخص خلال شهر رمضان.

ف
زينب اليما 

اوصفي لنا تجربتك مع فريق عمل منصة TOD .. وكيف قاموا بدعمك؟

كان فريق العمل رائعًا للغاية، يتمتعون بمهنية عالية وتعاملوا معي بكل تقدير واحترام، حيث حرصوا على أن يتم التصوير بما يتناسب مع ظروف جدولي الزمني، وكانوا حريصين على راحتي في كل خطوة، وعائلتي أيضًا أحبت التعامل معهم، وقد استمتعنا بتناول طعام إفريقي منزلي معًا بعد انتهاء آخر يوم تصوير.

ما الصعوبات التي واجهتك خلال تنفيذ هذا المشروع الوثائقي؟

كان التحدي الأكبر هو تنسيق أيام التصوير بما يتناسب مع جداول الجميع، فلكل منا ارتباطاته الخاصة، وقد اضطررنا إلى تعديل المواعيد عدة مرات لضمان توافقها مع الجميع.

تر
لاعبة الرجبي زينب اليما 

وما اللحظات التي لا تُنسى في أثناء تصوير العمل؟

كانت اللحظات التي قضيناها بعيدًا عن الكاميرا من أجمل اللحظات بالنسبة لي، مثل تجمع العائلة أثناء الإفطار، ومشاركة الطعام والأحاديث الجميلة، تصوير الوثائقي منحنا فرصة إضافية للتقارب، وقد أضفى شهر رمضان طابعًا خاصًا ومميزًا على هذه اللحظات.

بخلاف السلسلة الوثائقية، كيف بدأ حبك لرياضة الرجبي؟

بدأ حبي للرجبي في المدرسة الثانوية، عندما أحضرت معلمتي لمادة التربية البدنية بعض كرات الرجبي وقدمت لنا هذه الرياضة، كنت الطالبة الوحيدة في الصف المتحمسة لتجربتها، وما إن أمسكت بالكرة وبدأت بالركض حتى شعرت أنني وجدت شغفي الحقيقي، فأتذكر أنني قلت لنفسي: "أين كانت هذه الرياضة طوال حياتي!" أحببت الجانب البدني للرياضة، فهي تتطلب القوة والشجاعة، وهذا ما جذبني إليها.

ل
زينب اليما في احدى المباريات

هل واجهت أي صعوبات خلال ممارستك تلك الرياضة خاصة كونك أول رياضية رجبي محجبة في تاريخ هذه اللعبة؟

كان شرفًا عظيمًا لي أن أكون أول لاعبة محجبة في الدوري الإنجليزي الممتاز للرجبي، ولكن لم يكن الأمر سهلًا أن أكون أول من يخطو هذه الخطوة، كنت أحيانًا أتساءل: "هل هذه الرياضة مناسبة لي؟ هل أنتمي إلى هذا المكان؟" ولكن عندما بدأت أفكر بإيجابية، وقلت لنفسي: "أنا زينب، أنا امرأة مسلمة وأحب الرجبي"، تغير كل شيء. أدركت أن عليّ أن أشق طريقي الخاص في هذه الرياضة، حتى وإن لم أرَ من يشبهني فيها.

انتي مؤمنة برياضة الرجبي لدرجة جعلتك تحرصين على إنشاء مؤسسة studs in the mud.. فاشرحي لنا هدف تلك المؤسسة؟

"Studs in the Mud" هي جمعية خيرية أسستها عام 2018 لدعم النساء والأطفال في غانا من خلال رياضة الرجبي، وتهدف الجمعية إلى تعليم قيم الرجبي كالعمل الجماعي والاحترام والانضباط، كثير من الأطفال والنساء كانوا يمارسون الرجبي بأحذية غير مناسبة أو حتى حفاة، لذلك بدأت بجمع التبرعات لشراء معدات وأحذية رياضية، ثم شحنتها إلى غانا، التقيت بالأطفال هناك شخصيًا، وكانت سعادتهم لا توصف وهم يستلمون المعدات الجديدة، رؤية ابتسامتهم أكدت لي أنني أريد استخدام شغفي بالرجبي لإسعاد الآخرين وإحداث فرق إيجابي في حياتهم.

تر
زينب اليما في ظهور سابق 

ما الأمنية التي تسعين إلى تحقيقها من خلال رياضة الرجبي؟

أطمح إلى ترك إرث يلهم الأجيال القادمة وأريد أن تكون رحلتي مصدر إلهام للناس حتى بعد وفاتي وقد قلتها سابقًا بشكل علني: أحلم بأن ألعب يومًا ما لصالح منتخب إنجلترا، وسيكون هذا إنجازًا تاريخيًا كأول امرأة مسلمة تحقق هذا الحلم، وأرغب في أن أشجع المزيد من الناس على تجربة الرجبي، فأنا أؤمن بأن هذه الرياضة تناسب الجميع. لقد تلقيت العديد من الرسائل من أشخاص قالوا إنهم تبعوا أحلامهم بعدما شاهدوا رحلتي وشعروا بالإلهام. رحلتي تتجاوز حدود الرجبي والرياضة، إنها رسالة لكل شخص أن يحلم حلمًا كبيرًا ويسعى لتحقيقه.

حدثينا أكثر عن زينب أليمة خارج عالم رياضة الرجبي؟

كنت أعمل ممرضة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، حيث كنت أعتني بالأطفال الخدج، ووُلدت أنا نفسي قبل أواني، في الأسبوع السادس والعشرين من الحمل، ويقول والدي إنه كان بإمكانه أن يحملني في كف يده لشدة صغري، هذه التجربة ألهمتني لأن أصبح ممرضة، أنا أيضًا أم لثلاثة أطفال أعمارهم 9 و7 و5 سنوات، وهم فخورون بكوني ألعب الرجبي، وأحيانًا يأتون لمشاهدتي في المباريات، وأحب الاستمتاع بالأشياء البسيطة في الحياة مثل قضاء الوقت مع العائلة، أو شرب الشاي ما بعد الظهيرة، أنا بريطانية بطبعي وأعشق شرب الشاي، وشاي إيرل غراي هو المفضل لدي والذي اطلبه دائمًا عندما أذهب إلى أماكن تقدم الشاي.

ف
زينب اليما

الصور من حساب زينب اليما على انستجرام