بشكل مفاجئ.. الملكة مارغريت تتنازل عن عرش الدانمارك لنجلها الأمير فريدريك

فاجأت الملكة مارغريت الثانية المراقبين الملكيين اليوم الأحد الموافق 31 ديسمبر، بإعلان تنازلها عن العرش الدنماركي، كجزء من خطابها التقليدي بمناسبة رأس السنة الجديدة، وفي بيان صدر على وسائل التواصل الاجتماعي مساء ليلة رأس السنة الجديدة، نشرت الملكة صورة متوهجة لنفسها باللون الأرجواني الملكي، وهي تبتسم بجانب الإعلان.

ملكة الدنمارك مارغريت تعلن تنازلها المفاجئ عن العرش لنجلها الأمير فريدريك

وحسب ما جاء في الموقع الرسمي للعائلة المالكة في الدانمارك: "لقد قررت أن هذا هو الوقت المناسب 14 يناير 2024 - بعد 52 عامًا من اتباعي لوالدي الحبيب، وسأتنحى عن منصب ملكة الدنمارك، واترك العرش لابني ولي العهد الأمير فريدريك".

وتابعت: "الليلة، أود أولا وقبل كل شيء أن أعرب عن شكري، وأشكركم على الدفء والدعم الساحقين اللذين تلقيتهما خلال كل هذه السنوات، وشكرا للحكومات المتغيرة التي كان التعاون معها دائما مجزيا، وشكراً للبرلمان الذي وضع ثقته فيّ دائمًا".

كما أردفت: "شكرًا للعديد والعديد من الأشخاص الذين احتضنوني وعائلتي في المناسبات الخاصة وفي الحياة اليومية بكلمات وأفكار طيبة، وحولوا السنوات إلى عقد من اللؤلؤ، وذلك بفضل الدعم والمساعدة التي تلقيتها على مر السنين، كانت حاسمة لنجاح مهمتي".

بينما تابعت: "آمل أن يحظى الملك والملكة الجديدان بنفس الثقة والتفاني اللذين حظيت بهما، حيث إنهما يستحقان ذلك، والدنمارك أيضًا تستحق ذلك! وسأختتم خطابي للعام الجديد بطريقتي المعتادة: بارك الله في الدنمارك.. بارك الله بكم جميعا".

وستستمر الإشارة إلى الملكة بلقب "جلالتك"، وأصدرت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن بيانًا يتضمن رد فعلها على القرار، وجاء فيه: "بالنيابة عن جميع السكان، أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لصاحبة الجلالة الملكة على تفانيها مدى الحياة وجهودها الدؤوبة من أجل المملكة".

فيما أضافت فريدريكسن: "على الرغم من أن واجب ومنصب الوصي قد تم تناقله منذ أكثر من 1000 عام، إلا أنه لا يزال من الصعب أن نفهم أن الوقت قد حان الآن لتغيير العرش، ولم يعرف الكثير منا وصيًا آخر على العرش، والملكة مارغريت هي المثال لقد وضع الدنمارك وعلى مر السنين الكلمات والمشاعر في هويتنا كشعب وكأمة".

وعلى صعيد متصل قالت: "في العام الجديد، سيتم إعلان ولي العهد الأمير فريدريك ملكًا، وستصبح ولية العهد الأميرة ماري ملكة، وسيكون للمملكة وصي جديد وزوجين ملكيين جديدين، ويمكننا أن نتطلع إلى كل هذا مع العلم أنهم مستعدون لتلك المسؤولية والمهمة".

وأصبحت الملكة أطول ملوك أوروبا خدمةً بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، لكن صحتها أزعجتها خلال السنوات القليلة الماضية، وفي فبراير/شباط، خضعت لعملية جراحية "واسعة" في الظهر تطلبت فترة نقاهة طويلة، وتولى خلالها ولي العهد الأمير فريدريك مهامها الملكية، وسيصبح الآن ملكًا مع زوجته ولية العهد الأميرة ماري، لتصبح ملكة الدنمارك الجديدة.

والزوجان، اللذان سيحتفلان بالذكرى السنوية العشرين لزواجهما في شهر مايو، اجتمعا مؤخرًا للاحتفال بموسم الأعياد مع العائلة المالكة عند وصولهما لحضور قداس الكنيسة عشية عيد الميلاد، مع أطفالهما الأمير كريستيان، 18 عامًا، والأميرة إيزابيلا، 16 عامًا و12 عامًا، والتوأم جوزفين وفنسنت البالغان من العمر عامين.

وكانت كل الأنظار متجهة نحو الزوجين منذ نوفمبر/تشرين الثاني، عندما أصدرت الناشطة الاجتماعية المكسيكية جينوفيفا كازانوفا بيانًا ينفي أي علاقة رومانسية مع ولي العهد بعد أن تم تصويرهما معًا في مدريد، وأظهر فريدريك وماري، اللذان تم تصويرهما وهما يبتسمان ويتشابكان أيديهما عند وصولهما إلى كاتدرائية آرهوس في كوبنهاغن، جبهة موحدة عندما وضعا الجدل خلفهما.

وبدت ماري أنيقة بشكل مميز في فستان زهري بورجوندي مع قفازات جلدية متطابقة وأحذية من جلد الغزال ومعطف ملفوف باللون الرمادي بحزام لإكمال المظهر.

كما انضمت إلى الزوجين الملكة مارغريت والأمير يواكيم مع زوجته الأميرة ماري، وسافر الزوجان إلى الدنمارك من منزلهما الحالي في واشنطن العاصمة، حيث انتقلا في وقت سابق من هذا العام مع أطفالهما الصغار، الكونت هنريك، 14 عامًا، والكونتيسة أثينا، 11 عامًا.

ومع اقتراب العام الجديد، عرضت ماري جانبها التأملي، فكتبت في منشور لماري فوندن، المؤسسة التي أنشأتها في عام 2007 لتحسين حياة النساء والأطفال المستضعفين: "إن الانتقال إلى العام الجديد يمثل دائمًا فرصة للتوقف مؤقتًا، ونقدر كل ما حدث خلال العام".

لمحة عن الملكة مارغريت الثانية

ومارغريت ألكسندرين أورهيلدور إنغريد، من مواليد 16 أبريل 1940، كانت تلقب بملكة الدنمارك قبل تنحيها اليوم، وبعد أن حكمت كملكة للدنمارك لأكثر من 50 عامًا، فهي الملكة الوحيدة الحالية في العالم وأطول رئيسة دولة حاليًا، وهي أيضًا مصممة سينوغرافية بارعة ومصممة أزياء ورسامة نالت استحسان النقاد.

ووُلدت مارغريت في عائلة جلوكسبيرغ، وهي فرع من عائلة أولدنبورغ، وهي الابنة الكبرى للملك فريدريك التاسع والملكة إنغريد، كما أصبحت وريثة مفترضة لوالدها في عام 1953، عندما سمح تعديل دستوري للنساء بوراثة العرش. خلفت مارغريت والدها بعد وفاته في 14 يناير 1972.

وعند انضمامها، أصبحت أول ملكة للدنمارك منذ مارغريت الأولى، حاكمة الممالك الإسكندنافية في 1376-1412 خلال اتحاد كالمار، وفي عام 1967، تزوجت من هنري دي لابورد دي مونبيزات، وأنجبت منه ولدين وهم فريدريك (الذي تنازلت له عن العرش ليصبح ملكًا للدينمارك)، ويواخيم.

بينما اشتهرت مارغريت بشغفها القوي بالآثار، وشاركت في العديد من الحفريات، بما في ذلك في إيطاليا ومصر والدنمارك وأمريكا الجنوبية، بينما شاركت هذا الاهتمام مع جدها غوستاف السادس أدولف من السويد، الذي أمضت معه بعض الوقت في التنقيب عن القطع الأثرية بالقرب من إتروريا في عام 1962.

واعتبارًا من عام 2023، تلقت مارغريت، بصفتها صاحبة السيادة، 42 زيارة رسمية للدولة وقامت بنفسها بـ 55 زيارة دولة أجنبية، وقد قامت هي والعائلة المالكة بعدة زيارات خارجية أخرى، وكان دعم النظام الملكي في الدنمارك ولا يزال مرتفعًا بشكل ثابت عند حوالي 82%، وكذلك شعبية مارغريت الشخصية.