ما سبب توقف الملك تشارلز عن قيادة الطائرات

من المعروف أن الأمير وليام ولي عهد بريطانيا وأمير ويلز William, Prince of Wales هو طيار حربي مؤهل، سبق له وأن قام بقيادة طائرات أباتشي خلال فترة خدمته العسكرية في الجيش البريطاني، كما سبق له وأن عمل كطيار في خدمة الإسعاف الجوي في شرق أنجيليا لبعض الوقت، وحتى بعد أن تعاقد عن ذلك العمل، للتركيز على مهام عمله الرسمي كوريث للعرش البريطاني، استمر الطيران جزء من حياته، حتى أنه ظل حتى فترة قريبة، يقوم برحلات بطائرة مروحية يقودها بنفسه، بين منزله الريفي أنمر هول في مقاطعة نورفك البريطانية والعاصمة البريطانية لندن، وسبق وأن اصطحب زوجته كاثرين أميرة ويلز Catherine, Princess of Wales وأطفالهما الثلاثة الأمير جورج Prince George of Wales والأميرة تشارلوت Princess Charlotte of Wales والأمير لويس Prince Louis of Wales (وهو ما كان سبب في حصوله على توبيخ من جدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II بسبب إقدامه على قيادة رحلة طائرة تحمل أطفاله الثلاثة وهو ما اعتبرته مخاطرة بحياته وحياة أطفاله الثلاثة وتهديد لخط وراثة العرش البريطاني بفقدان أربعة من ورثة العرش الأوائل في حالة حدوث خطب ما في رحلة الطائرة).

تاريخ طويل للعائلة المالكة البريطانية مع قيادة الطائرات

وفي حين أن الأمير وليام هو بالتأكيد أكثر الطيارين المؤهلين في العائلة المالكة البريطانية، ولكنه ليس الطيار المؤهل الوحيد من بينهم، فالحقيقة أنه هناك العديد من الطيارين المؤهلين في العائلة المالكة البريطانية، بخلاف الأمير وليام، بما في ذلك شقيقه الأصغر الأمير هاري Prince Harry (والذي خدم في الجيش البريطاني لعرش سنوات)، وجدهما الراحل الأمير فيليب Prince Philip (والذي خدم كضابط في البحرية الملكية البريطانية وشارك في الحرب العالمية الثانية)، وحتى والدهما الملك تشارلز الثالث King Charles III والذي كان أيضا طيار مؤهل وكان يقوم من حين لآخر بقيادة رحلات طيرانه الخاصة، قبل أن يتوقف تماما عن القيام بذلك بعد حادث تحطم طائرة وشيك في تسعينيات القرن الماضي.

أهم الأسباب التي جعلت الملك تشارلز الثالث يتوقف عن قيادة الطائرات

تحدث عن ذلك الطيار السابق للعائلة المالكة غراهام لوري Graham Laurie، خلال ظهور له في واحدة من أحدث حلقات بودكاست A Right Royal Podcast، والمقدم من مجلة Hello الشهيرة، وخلال الحلقة، حكى عن اللحظات المرعبة التي كادت أن تتعرض فيها طائرة يقودها الملك تشارلز الثالث لحادث تحطم وشيك في عام 1994 (حيث كان لا يزال ولي لعهد بريطانيا وقتها) بعد خروج الطائرة عن المدرج، وقال عن ذلك: "كنا نطير وقتها من أبردين إلى إيسلي في الجزر الغربية في اسكتلندا، وقام (الملك تشارلز الثالث) بالهبوط الطائرة، بينما كنت أنا أجلس في المقعد الأيمن المجاور له كطيار مساعد، وبعدها قمت بدفع عصا التحكم في الطائرة للأمام بمجرد هبوطنا على الأرض، ولسوء الحظ، كانت الطائرة تسير بشكل أسرع قليلا مما أدركت مما أدى إلى رفع العجلات الرئيسية للطائرة عن الأرض."

وتابع غراهام لوري قائلا: "بعدها قام (تشارلز الثالث) بالضغط على الفرامل ثم قال لي إنها لا تعمل، وقلت له أن يترك الأمر لي، وسأقوم بالتحكم بالطائرة بنجاح، وقمت بذلك بالفعل، ولكنه كان على حق عندما قال إن فرامل الطائرة لم تكن تعمل، لقد كانت حقا لا تعمل وقتها، لأن العجلات الرئيسية للطائرة لم تكن قد هبطت على الأرض، وما حدث، أنها كانت على ارتفاع بضع بوصات تقريبا عن سطح الأرض، وعندما هبطت بها بنجاح، بدأت الفرامل بالعمل بالفعل، ولكن نتيجة لما حدث، انفجرت عجلات الطائرة".

وبسؤاله خلال الحلقة، عما إذا كان قد شعر بالتوتر أو الخوف خلال ذلك الحادث الوشيك، أجاب غراهام لوري قائلا إن كل ما كان يفكر فيه في ذلك الوقت هو ضرورة إيقاف الطائرة، لذلك فإن تركيزه قد انصب على ذلك تماما، ولم يفسح المجال لأي مشاعر أخرى، وقال أيضا: "كنت حريصا على إيقاف الطائرة دون خسائر، وحاولت جعلها تتوقف عن الحركة، لكنها استمرت في التحرك لبعض الوقت، وتسبب ذلك في خروج الطائرة عن المدرج لمسافة عشرة أميال على الأرجح. لقد كان ما حدث هو واحدة من تلك الأشياء التي تحدث دون توقع، ولم تكن اللحظة الأكثر فخرا بالنسبة لي. كنت آسفا للغاية لحدوث ذلك. ومن المؤكد أن ما حدث لم يكن خطأه (الملك تشارلز)".

حوادث طائرة مأساوية في حياة عائلات ملكية أوروبية

في حين أن حادث تحطم الطائرة الوشيك الذي تعرض له الملك تشارلز الثالث في تسعينيات القرن الماضي، كان بالتأكيد سبب رئيسي في توقف الملك تشارلز عن قيادة الطائرات بنفسه منذ ذلك الحين، لكن وفقا للخبراء فإن توقف الملك تشارلز عن قيادة الطائرات كان أمر سيحدث بكل تأكيد، عاجلا أم آجلا، وحتى بدون الحادث السابق ذكره، لأن قيادة وريث للعرش لطائرة تعتبر مغامرة غير ضرورية وقد تكون مكلفة للغاية بالنسبة للعائلة المالكة البريطانية في حالة حدوث حادث تحطم طائرة، يؤدي إلى فقدان وريث العرش لحياته، كما حدث مع الأمير وليام أمير غلوستر ‏Prince William of Gloucester وهو حفيد الملك جورج الخامس King George V ملك المملكة المتحدة، ووالده هو الأمير هنري Prince Henry وهو ابن عم الملكة إليزابيث الثانية أيضا حيث توفي الأمير وليام من غلوستر في حادث تحطم طائرة أثناء مشاركته في مسابقة قيادة طائرات للهواة، وأسفر الحادث أيضا عن وفاة مساعد الطيار الذي كان يعاونه في الرحلة، وكان عمر الأمير وليام من غلوستر وقت وفاته 30 عام، جدير بالذكر أن الأمير وليام من غلوستر وقت ولادته كان ترتيبه في ولاية العرش هو الرابع، وكان ترتيبه في ولاية العرش هو التاسع وقت وفاته.