كيف اختلف حفل تتويج الملك تشارلز الثالث عن والدته الراحلة؟

بفارق 70 عاما.. كيف اختلف حفل تتويج الملك تشارلز الثالث عن والدته الراحلة؟

خلود الليثي

أراد الملك تشارلز الثالث أن يكون حفل تتويجه أقل بهرجة من حفل تتويج والدته الراحلة إليزابيث الثانية عام 1953، فقلل عدد المدعوين، واختصر وقت المسيرة التي انطلقت من قصر باكنغهام إلى كاتدرائية ويستمنستر، وأراد أيضاً قداساً يخاطب جميع الأديان والأعراق بشكل يتوافق مع هوية بريطانيا الحالية.

الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا الراحلة والملك تشارلز الثالث
الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا الراحلة والملك تشارلز الثالث 

تٌوج الملك تشارلز الثالث ملكاً لبريطانيا في أكبر احتفال رسمي تشهده البلاد منذ 70 عاماً، ويتميز الاحتفال بالأبهة والفخامة لطقوس تاريخيه تعود إلى ألف عام.

جرت مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، بدير وستمنستر أبي Westminster Abbey، حيث جرت حفلات التتويج الملكي هناك على مدى 900 عام الماضية، وهو المكان نفسه الذي أقيمت فيه جنازة جلالة الملكة إليزابيث.

الملك تشارلز الثالث يتوج على عرش بريطانيا وهو بعمر 74 عاما
الملك تشارلز الثالث يتوج على عرش بريطانيا وهو بعمر 74 عاما

أصبح الملك تشارلزالثالث هو الملك الـ 40 الذي يتوج في وستمنستر أبي ، بينما كان الملك ويليام الفاتح هو الأول. كما شهد الدير 17 حفل زفاف ملكي، بما في ذلك عُرس الملكة إليزابيث الثانية، وملك بريطانيا الحالي والأميرة ديانا، الأمير ويليام ولي العهد وكيت ميدلتون أميرة ويلز.

وفي ما يلي نتعرف على أبرز الاختلافات بين حفل تتويج الملك تشارلز الثالث، ووالدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية.

عدد المدعوين

حفل تتويج الملك تشارلز الثالث أقل حجمًا من الحفل الذي أقيم لوالدته قبل نحو 70 عاماً
حفل تتويج الملك تشارلز الثالث أقل حجمًا من الحفل الذي أقيم لوالدته قبل نحو 70 عاماً

كان حفل تتويج الملك تشارلز الثالث، أقل حجمًا من الحفل الذي أقيم لوالدته قبل نحو 70 عاماً، فرغم تشابه الطقوس وتساقط الأمطار، وجد البعض اختلافات جوهرية بين الحدثين.

فقد اقتصر حفل تتويج الملك تشارلز على 2000 مدعو فقط، في حين بلغ عدد الحضور خلال مراسم تتويج الملكة إليزيبث الثانية، حوالي 8000.

كم كان عمر الملكة إليزابيث الثانية عن تتويجها؟

يٌعد الملك تشارلز الثالث أكبر الملوك تتويجاً إذ يبلغ من العمر 74 عاما
يٌعد الملك تشارلز الثالث أكبر الملوك تتويجاً إذ يبلغ من العمر 74 عاما

يٌعد الملك تشارلز الثالث أكبر الملوك تتويجاً، إذ يبلغ من العمر 74 عاما، بينما توجت والدته الملكة إليزابيث الثانية على العرش في عمر الـ 27.

مشاركة السيدات خلال حفل التتويج

حفل تتويج الملك تشارلز الثالث ملكا على بريطانيا
حفل تتويج الملك تشارلز الثالث ملكا على بريطانيا

استعان الملك تشارلز الثالث، بكَهَنَة سيدات بالإضافة للرجال، كما حضر حفل التتويج العديد من الديانات الآخرى غير المسيحية، وهذه كانت تفاصيل مختلفة عن حفل تتويج والدته الملكة إليزابيث الراحلة.

مراسم التتويج

مراسم التتويج الملكي
مراسم التتويج الملكي

مراسم التتويج فيعتقد المراقبون أنها لن تتغير بين الحفلين، كون المراسم متطابقة بين جميع حفلات التتويج السابقة، التي شهدتها المملكة المتحدة على مدار ما يقرب من 1000 عام.

بريطانيا هي البلد الملكية الوحيدة في أوروبا، التي تستخدم أدوات التتويج، ومن ضمن مجوهرات التتويج التاريخي، صولجان من الذهب يعلوه قلب مذهب يحيط بماسة كولينان، ويُعد وزنها 530.2 قيراطًا.

قطعة أخرى صنعت للملك تشارلز الثاني عام 1661، وهي الجرم السماوي هو رمز قديم للقوة، يمثل الأرض، وفي فترة العصور الوسطى، تمت إضافة صليب.

يرجع تاريخ صولجانين المصنوعين من الفضة المطلية بالذهب والبلوط، إلى ما بين عامي 1660 و 1695، ويستخدمان في الاحتفالات أمام ملك بريطانيا في مناسبات خاصة مثل افتتاح الدولة للبرلمان.

تٌعتبر الملعقة الذهب والقارورة من أقدم عناصر التتويج Coronation Regalia ، ويرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر، وهما القطع الوحيدة من أعمال الصاغة الملكية التي بقيت على قيد الحياة منذ ذلك القرن.

أثناء مراسم التتويج الملكية، تُستخدم الملعقة لدهن الملك بالزيت المقدس، أما القارورة المرصعة بالذهب تحمل الزيت المقدس. رأس النسر قابل للنزع مع فتحة في المنقار لصب الزيت في الملعقة.

القسم

اختلف قسم الملك تشارلز عن قسم والدته قبل 70 عاما
اختلف قسم الملك تشارلز عن قسم والدته قبل 70 عاما

هناك فرق رئيسي بين القسم الذي أقسمه الملك تشارلز  الثالث والقسم الذي أقسمته والدته قبل 70 عامًا، وعدت الراحلة "بحكم شعوب المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وآيرلندا الشمالية، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، واتحاد جنوب أفريقيا، وباكستان، وسيلان، وممتلكاتك وأقاليمك الأخرى»، بينما وعد تشارلز بـ"حكم شعوب المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وآيرلندا الشمالية وعوالمك وأقاليمك الأخرى".

مسار العربة

عربة التتويج الذهبية تٌقل الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا
عربة التتويج الذهبية تٌقل الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا

سارت عربة اليوبيل الماسي الملكية، والتي تزن حوالي 3 طن، بالملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا، في موكب مصغر لكن المدة نفسها، التي سارت فيها الملكة إليزابيث الثانية في حفل تتويجها.

تتميز عربة اليوبيل الماسي، بأنها عربة مكيفة وسهلة الحركة، وبها نوافذ كهربائية، وهي أكبر حجما من العربة الذهبية، التي غادر فيها الملك تشارلز الثالث برفقة زوجته الملكة كاميلا.

ذهب الملك تشارلز والملكة كاميلا الذهاب إلى كنيسة ويستمنستر، في موكب مسافته 1.3 ميل، وعادا من الطريق نفسه عند العودة.

وفي طريقهما إلى التتويج، استقلا الملك والملكة عربة اليوبيل الماسي، واختارا العربة الذهبية للعودة إلى القصر، بينما في عام 1953، سلكت الملكة إليزابيث الثانية طريقاً أطول بكثير، وركبت العربة الذهبية في كلا الاتجاهين.

مدة حفل التتويج

حفل تتويج الملك تشارلز الثالث استمر ساعتين
حفل تتويج الملك تشارلز الثالث استمر ساعتين

استغرق القداس في حفل تتويج الملك تشارلز الثالث ساعتين، بينما استمرت خدمة تتويج والدته ثلاث ساعات تقريباً. ووفقًا لقصر باكنغهام، فإن الحفل "يعكس دور الملك اليوم الذي يتطلع إلى المستقبل، بينما يتجذر في التقاليد القديمة والمباهج".

الملكة كاميلا والأمير فيليب

كاميلا باركر أصبحت ملكة بعد تتويج زوجها بعكس الأمير فيليب الذي أصبح دوق إدنبرة
كاميلا باركر أصبحت ملكة بعد تتويج زوجها بعكس الأمير فيليب الذي أصبح دوق إدنبرة

توجت كاميلا خلال الحفل إلى جانب زوجها. ومع ذلك، عند تتويج زوجته في عام 1953، لم يتوج الأمير فيليب. بدلاً من ذلك، قدم الولاء لتكريم الملكة إليزابيث خلال الحفل، وقام بأداء القسم.

حصلت كاميلا على لقب ملكة، في حين لم يحصل الأمير فيليب على لقب ملك، والسبب هو أنه حسب العرف الملكي الملك هو من يستطيع أن يعطي لقب ملكة لزوجته وليس العكس، ففي حالة الملك تشارلز يكون هو الملك صاحب السلطة وزوجته الملكة تتمتع باللقب فقط وليس السلطة.

شرفة قصر باكنغهام

شرفة قصر باكنغهام بعد تتويج الملك تشارلز الثالث وقبل 70 عاما
شرفة قصر باكنغهام بعد تتويج الملك تشارلز الثالث وقبل 70 عاما

جرت العادة منذ تتويج الملك إدوارد السابع في عام 1902 على أن يقف الملك الجديد في شرفة قصر باكنغهام لتحية الجماهير المحتشدين أمام القصر،  وقد انضم إلى الملكة إليزابيث الثانية زوجها الأمير فيليب ووالدتها وشقيقتها وأطفالها وغيرهم من أفراد العائلة الملكية لمشاهدة مئات الطائرات التي حلقت فوق القصر في عام 1953.

وبعد حفل تتويج الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا، خرجا لتحية الجماهير من على شرفة قصر بالكنغهام، ومشاهدة عرض سلاح الجو، ومعهما الأمير ويليام ولي عهد بريطانيا وزوجته كيت ميدلتون وأبنائهما، والأمير إدوارد وعائلته، والأميرة الملكية آن، وأبناء عم ملك بريطانيا الحالي.

الصور من AFP