خديجة قدسي

السعودية خديجة قدسي مخرجة "سهيل" لـ"هي": نصيحتي للمرأة الصبر والإيمان وهكذا دعمتني السعودية والإمارات

سما جابر
26 فبراير 2023

الفيلم الوثائقي القصير سهيل للمخرجة خديجة قدسي بات حديث عدد من المهتمين بصناعة السينما والأفلام الوثائقية، بعدما فاز بجائزة أفضل فيلم قصير وذلك ضمن فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان العين السينمائي الدولي، الذي أقيم حفل ختامه قبل أيام، وشهد الفيلم عرضه العالمي ضمن مسابقة الصقر الخليجي القصير.

الفيلم من إخراج المخرجة السعودية خديجة قدسي، ومخرجة أفلام ومؤلفة كتب أطفال، حصلت في عام 2013 على دبلوم صناعة الأفلام من أكاديمية نيويورك للأفلام، تبع ذلك دورة في كتابة السيناريو في نفس الأكاديمية في عام 2018. ومنذ ذلك الحين كتبت خديجة وأخرجت وصنعت سلسلة على الويب، بالإضافة إلى أفلام قصيرة ووثائقية ومسرحيات، وتركز أفلامها الوثائقية على القضايا الاجتماعية والمجتمعية التي يتردد صداها عالميًا.

 وينافس فيلم خديجة الوثائقي الذي يسلط الضوء على "التأتأة مجرد لهجة أخرى" في مهرجان مالمو للفيلم العربي، وفي عام 2016  تم عرض أربعة أفلام عملت عليها في ركن الأفلام القصيرة في مهرجان كان السينمائي الدولي، كما عملت أيضًا على العديد من الإعلانات التلفزيونية والتعاون في مجال الأفلام كمنتجة ومساعدة مخرج، والتقت مجلة "هي" بالمخرجة خديجة قدسي، التي تحدثت عن فيلم "سهيل" والتحديات التي واجهتها خلاله، حيث تدور أحداث الفيلم في جبال الفجيرة حيث يعيش طفل يدعى سهيل يعاني من التوحد، نتوغل في عالمه ونعرف المزيد عن مميزاته والتحديات التي تواجهه من خلال لقاءات مع عائلته واًصدقائه ومعلميه ومعالجيه، وفيما يلي نص الحوار:

بل
المخرجة خديجة قدسي 

في البداية.. كيف جاءت فكرة فيلم "سهيل"؟

جاءت فكرة فيلم "سهيل" بالصدفة حيث كنت أنا ووالدة الطفل سهيل صديقتين وجميعنا نعمل في مجال كتابة الطفل ومؤلفات كتب أطفال، ورأيت سهيل في أحد المعارض بأبو ظبي وكان طفل رقيق وجميل، وأعتقد أن قصته يجب أن تروى، وبدأنا التحضير للفيلم، كما تواصلت مع والد الطفل ووالدته وشاهدوا لي أفلام سابقة، حيث كان لدي فيلم عن التلعثم وفيلم آخر عن الأيتام، فآمنوا بي وبموهبتي وبدأنا العمل على الفيلم ليخرج بهذا الشكل؟

ما الصعوبات التي واجهتك خلال تنفيذ الفيلم والتحضير له؟

الصعوبات التي واجهتني كانت خلال التحضير لأنني كنت أريد متابعة سهيل على مدى عام ونصف حتى أرى جميع البيئات التي يمكن أن يتواجد بها، فمثلا سهيل ذهب إلى مدرسته، فقمنا بالتصوير يومين داخل المدرسة، كما أنه يحب الذهاب لركوب الخيل فقمنا بتصويره هناك، إضافة إلى حبه السير وسط الجبال، حيث كانت فترة التصوير متقطعة وليست دائمة

أما أكثر الصعوبات كانت كذلك بعد التصوير، وذلك بسبب انتشار فيروس كوفيد 19، حيث اضطررنا نقوم بعمل المونتاج والتعديلات الخاصة بالفيلم على زووم بالكامل، وهو الأمر الذي كنت أقوم به لأول مرة، حيث اعتدت في السابق على الجلوس مع المونتير إلى أن ننتهي من العمل، وبعدما أنهينا الفيلم كان هناك بعض المشاكل في بعض الملفات التي كنا نريد إرسالها لبعض المهرجانات، حيث كان هناك فترة انقطاع واتصال بسبب انتشار الفيروس.

بل
كواليس فيلم سهيل 

خلال مسيرتك المهنية بشكل عام، ما أكثر التحديات التي واجهتك؟

أنا مثل كل الأمهات.. أنا كأم وزوجة لأربع أطفال، هناك أيام لا أستطيع ممارسة عملي بشكل متصل، وقد أختفي لفترة طويلة تصل لعدة أشهر، حيث يجب أن أهتم بفكرة أنني أم وزوجة ولدي مسؤوليات أخرى، فلم أكن أستطيع أن أعمل طوال الوقت، إضافة إلى أن هناك صعوبات مادية أيضًا، حيث أن الأفلام يجب أن يكون لها دعم مالي كبير، لكن أنا معظم أفلامي تكون من إنتاجي الشخصي.

خطتك خلال الفترة المقبلة هل باتت منحصرة في تقديم الأعمال القصيرة والوثائقية؟ أم سيكون هناك مجالا للأفلام الدرامية الطويلة؟

أنا الآن أعمل على أعمال قصيرة ووثائقية فقط، لكن بعد أن يتقدم الأطفال في العمر، ويصبح لدي متسع أكبر من الوقت سوف أنتقل لتجربة الأفلام الروائية الطويلة

بل
فيلم سهيل للمخرجة خديجة قدسي 

ما القضايا المجتمعية التي تتمنين تسليط الضوء عليها في أعمالك المقبلة؟

أنا الآن أفضل أن أبحث في التراث، لأن لدينا قصص تراثية كثيرة يجب أن تروى، أما عن القصص المجتمعية، فأتخيل أنه لابد دائما نحاول دمج ذوي الهمم، وأنا كثيرا ما يهمني هؤلاء، وأريد دائما أن تكون هناك أفلام عن ذوي الهمم ولابد أن يكون هناك اهتمام بشكل أكبر بهذه الأفلام بشكل عام.

من السعودية إلى الإمارات.. كيف قدمت لك الدولتين الدعم المناسب لتقديم أعمال فنية ملهمة؟

السعودية والإمارات أعطوني الكثير من الحكايات والكثير من التراث، والسعودية تركتها عام 1998 وتزوجت برجل إماراتي، وأبنائي أصبحوا إماراتيين، لكن السعودية دائما ملهمة لي بالعديد من القصص المميزة، والإمارات هي بلدي الثاني وموطن إقامتي وقدمت لي دعما كبيرا، وعندما فزت بجائزتي من مهرجان العين، سعدت جدًا أن الجائزة جاءت من مهرجان العين ودولة الإمارات، كما أنني فخورة أنني مخرجة سعودية، وفخورة بأن يخرج من بلدي سينمائيين وأعمال سينمائية جميلة.

ب
خديجة قدسي 

من من النجمات في رأيك اللواتي تتمنين التعاون معهن مستقبلًا؟

رغم أنني لم أصنع أفلام روائية طويلة، وتركيزي منصب فقط على الأفلام الوثائقية والقصيرة، لكن دائمًا ما يعجبني أداء فاطمة البنوي كثيرا وخيرية أبو لبن.

مع اقتراب اليوم العالمي للمرأة .. ما النصيحة التي يمكنك توجيهها للنساء من أجل مسيرة مهنية ناجحة؟

أقول للمرأة بشكل عام أن أهم شيء هو الصبر والكثير من الصبر، والإيمان بالنفس، إذا شعرنا أننا نعمل على شيء ما، ولا يوجد داخلنا إيمان كبير بما نفعله؛ فأول شيء يجب أن نقوم به هو حب ما نفعله، ولابد أن يكون إيمانك ومحبتك لما تفعلينه قوي جدًا، وفي نفس الوقت أن تتمتعين بالإيمان والصبر والمضي قدما، ولا تقولي أبدًا أن ما تفعلينه لن ينجح، أو تتسائلي حول ما إذا كنت تستطيعين استكمال مشوارك أم لا، وإذا كنت مؤمنة بما تفعلينه وتحبيه، فيجب أن تمضي قدمًا دائمًا ولا تتوقفي.

الجدير بالذكر أن فيلم "سهيل" من بطولة سهيل الشرقي وعبد الله الشرقي وميشيل زيولكوفسكي، وإنتاج سلمى عزام، ومونتاج روبيرتو ريستو، وتصوير سعد الدين، وتتولى MAD Solutions مهام توزيع الفيلم عالميًا.

غ
المخرجة خديجة قدسي 

الصور من المكتب الإعلامي للمخرجة خديجة قدسي