جاسيندا أرديرن

بين الأمومة والسياسة والمواقف الإنسانية.. جاسيندا أرديرن قصة امرأة شابة ألهمت الجميع قبل ترك منصب رئيسة وزراء نيوزيلندا

سما جابر
20 يناير 2023

جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا باتت حديث الجمهور حول العالم بعد أن أعلنت خلال الساعات الماضية عن استقالتها بشكل مفاجئ وترك منصبها بشكل رسمي خلال الشهر المقبل، حيث تسببت في صدمة لشعبها وكافة متابعيها بعد أن أكدت أنها لم تعد تمتلك ما يكفي لإعطاء هذه الوظيفة حقها، بحسب قولها.

سر استقالة رئيسة وزراء نيوزيلندا

جاسيندا أرديرن قالت في حديثها أمام أعضاء من حزب العمال الذي تنتمي إليه، إنه حان الوقت بالنسبة لها لترك المنصب، حيث إنها لا تملك ما يكفي من الطاقة لأربع سنوات أخرى، وهو الخبر الذي أحدث ضجة كبيرة بين الشعب النيوزلندي، حيث أيد البعض قرارها وأكدوا أنها لم تعد قادرة بالفعل على خدمتهم، فيما اعتبر آخرون أنها قد تولت تلك المهمة الاستثنائية في فترة صعبة على عدة أصعدة، وبالرغم من ذلك فإنها قامت بعملها بشكل جيد. 

جاسيندا أرديرن البالغة من العمر 42 عامًا اعتبرها البعض طوال الفترة الماضية، أنها واحدة من النساء اللواتي نجحن في إثبات قدرتهن في إدارة الأزمات التي واجهها شعبها منذ توليها لهذا المنصب عام 2017.

غ
 جاسيندا أرديرن تستقيل من منصبها

معلومات عن جاسيندا أرديرن

وولدت جاسيندا عام 1980 في مدينة هاملتون شمالي نيوزيلندا، وذهبت إلى جامعة وايكاتو في هاملتون وحصلت على درجة علمية في الاتصالات، وعملت مع رئيسة الوزراء النيوزيلندية السابقة هيلين كلارك، وحكومة توني بلير في بريطانيا قبل أن تنتخب نائبة في البرلمان في عام 2008.

ومع حلول عام 2017، عندما رأى حزب العمال أن تقييماته في استطلاعات الرأي باتت منخفضة تحت القيادة الصارمة لـ أندرو ليتل؛ تم انتخابها نائبة له وسرعان ما أصبح لها قاعدة شعبية كبيرة، وقبل الانتخابات الجديدة بحوالي شهرين، أعلن أندرو ليتل استقالته لتتولى جاسيندا منصب رئيس الحزب، وهو ما كان بداية وتمهيد لرئاسة الحكومة عقب الانتخابات.

غ
 جاسيندا أرديرن في ظهور سابق 

جاسيندا أرديرن ونجاحها في إدارة الأزمات

بعد أن تولت منصب رئيسة وزراء نيوزلندا، كانت مجهوداتها محل نقاش بين الجميع، فبعضهم اعتبر أنها غير قادرة على إدارة الشؤون غير المحلية، واهتمت بها بشكل ضئيل، إلا أنها نجحت أن تغير تلك النظرة بعد أن شاركت في قيادة الجهود الدولية جنبًا إلى جنب مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب مجزرة كرايستشيرش، حيث حاولت إقناع شركات التواصل الاجتماعي بتقييد قدرة المستخدمين على البث الحي لمقاطع فيديو عنيفة.

وبالرغم من الانتقادات التي تلقتها رئيسة الوزراء خلال فترة توليها لهذا المنصب؛ إلا أنها نجحت في إدارة العديد من الأزمات في بلادها بشكل جيد، مثل فترة التصدي لانتشار فيروس كورونا، حيث كانت نيوزيلندا ضمن أقل الدول التي سجلت وفيات كبرى خلال تلك الفترة الصعبة، كما قادت البلاد أثناء فترة الركود الاقتصادي الذي تعاني منه نيوزيلندا على خطى العديد من دول العالم.

ب
 جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا تستقيل من منصبها

رئيسة وزراء نيوزيلندا تكسر القواعد 

من بين الأحداث التي جعلت جاسيندا أرديرن واحدة من أكثر مشاهير العالم الذين يحرص الجمهور على متابعة كل الأنباء التي تخصهم؛ عندما أنجبت ابنتها نيف عام 2018 في أثناء توليها لرئاسة الحكومة، حيث كانت أول زعيمة عالمية تجلب طفلًا رضيعًا إلى اجتماع الأمم المتحدة في نيويورك، وتحديدًا خلال قمة نيلسون مانديلا للسلام.

كما أنها خلال الحملة الانتخابية الخاصة بها قد علقت على تساؤلات البعض وقتها، عن توقيت إنجابها للأطفال، وأوضحت أن اختيار الوقت الذي ستنجب فيه المرأة أطفالا خيار خاص بها ولا ينبغي ربطه بحصولها على وظيفة من عدمه، وهو الرد الذي زاد من شعبيتها.

وعندما تولت جاسيندا أرديرن المنصب في عام 2017، كانت تبلغ وقتها 37 عامًا، أي أنها كانت أصغر رئيسة وزراء تتولى هذا المنصب في العالم، وبعدها بعام واحد أنجبت طفلتها، لتصبح بذلك ثاني سيدة تنجب وهي في منصب القيادة.

وقد أحدثت مواقف خلال فترة توليها الحكم خصوصًا لناحية تعامل الإعلام معها وبعض الأسئلة التي وجِهَت لها حول مسائل لا تتعلق بعملها السياسي تساؤلات حول تعاطي البعض مع المرأة في الشأن العام. فقد رفضت جاسيندا أرديرن مثلًا التلميحات التي تقول إن لقاءها الأول وجهاً لوجه مع رئيسة حكومة فنلندا، سانا مارين، سببه أنها امرأة مثلها، وأنهما متقاربتان في السن. وقالت مارين في مؤتمر صحافي مشترك في مدينة أوكلاند النيوزيلندية، بعد أن أشار أحد الصحافيين إلى أن البعض اعتقد أن لقاءها مع أرديرن يرجع إلى أنهما متشابهتان في الجنس والعمر، قائلة «نحن نلتقي الآن لأننا رئيستا وزراء».

وقالت جاسيندا في ردها على سبب لقائها مع مارين «أتساءل عما إذا كان أحدهم قد سأل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ورئيس وزراء نيوزيلندا السابق، جون كي، عما إذا كان سبب لقائهما هو أنهما متقاربان في السن». وأضافت «بالطبع نسبة الرجال العاملين بالسياسة أعلى بكثير من النساء، وهذه حقيقة، ولكن لقاء امرأتين بالتأكيد لن يكون بسبب كونهما امرأتين».

ب
 جاسيندا أرديرن وطفلتها في الأمم المتحدة

الصور من حساب جاسيندا أرديرن بانستجرام وAFP.