
سندباد البحّار للمنتجة والكاتبة السعودية منى خاشقجي: عرضٌ مبهر يخطف الأنفاس في لندن
في خطوة جديدة تُكرّس جهودها لإحياء الفنون العربية على المسارح العالمية، قدّمت الكاتبة والمنتجة السعودية منى خاشقجي أحدث أعمالها المسرحية "سندباد البحار" على خشبة Sadler’s Wells في لندن، أحد أعرق المسارح البريطانية، حيث اجتمع السحر الشرقي بالعرض المعاصر في تحفة فنية مبهرة أسرت الصغار والكبار على حد سواء.
وقد نال العمل تقييمات عالية من قبل أهم النقاد ووسائل الاعلام البريطانية المهتمة بالعروض المسرحية والفنية.
وكانت خاشقجي ذكرت في مقال كتبته خصيصًا لـ"هي" في عدد يونيو أن "في "سندباد البحار"، مزجت التراث العربي برؤية عالمية، جمعت أغاني من فريد الأطرش إلى عبادي الجوهر، ودمجت الرقصات الشعـبية مع المعاصرة بمساعدة مصمم من لندن. الفكرة كانت دائما أن يكون العرض عربيا في روحه، عالميا في لغته، وأن يُشبهنا". وأضافت: "المسرح بالنسبة لي ليس "نصا يُقال"، بل "هوية تُجسَّد"، وأؤمن بأن السعودية تملك المواهب والبنية اللازمة لتكون قوة مسرحية قادمة. كل ما نحتاجه هو المساحة، والتشجيع، والثقة بأن ما لدينا يستحق أن يُروى ويُعرض".
العمل إعادة تخيّل نابضة بالحياة لقصة سندباد الأسطورية المستوحاة من "ألف ليلة وليلة"، وتدور أحداثه في بلاد ما بين النهرين في القرن الثامن الميلادي، خلال العصر العباسي، حين كانت بغداد مركزاً للفكر والتجارة والحكايات. العرض يروي مغامرة سندباد، البحّار الذي خسر ثروته في لعبة ورق، لينطلق في رحلة بحرية محفوفة بالمخاطر، يواجه خلالها وحوش البحر والكهوف السحرية ويعثر على الصداقة والحب، قبل أن يعود إلى بغداد، حاملاً قصصه ليُلهم بها جيلاً جديداً من الحالمين.
العمل من إخراج وتنسيق أنجالي ميهرا، التي أبدعت في تصميم رقصات استعراضية تحاكي العوالم السحرية التي يبحر فيها سندباد. وقد منحت كل راقص وراقصة لحظةً فردية على الخشبة، ما أتاح للجمهور التعرّف على مواهبهم الفريدة، وسط تناغم بصري مدهش ومتناغم.
أما تصميم الأزياء والديكور الذي أبدعه غريغور دونيلي، فقد أضفى على العرض بعداً بصرياً مذهلاً. "سندباد البحّار" ليس مجرد عرض للأطفال، بل هو تجربة مسرحية غنية تُحيي التراث العربي بقالبٍ عصري مبهر، وتفتح نافذة على عالم من السحر، والمغامرة، والجمال"، هكذا وصفه النقاد في لندن، الذين خرجوا من المسرح مدهوشين بجمالية العرض ورسالة الأمل والانفتاح التي يحملها.
بمثل هذه الأعمال، تواصل منى خاشقجي مهمتها في نقل الثقافة العربية من الكتب والأساطير إلى خشبات المسرح العالمي، بروحٍ إبداعية أصيلة وحس فني راقٍ يعبر الحدود ويصنع الفارق.