كيف نعالج تأثير مسلسلات رمضان على المراهقين؟

ما إن ينتصف شهر شعبان حتى تبدأ القنوات العربية بالإعلان عن مسلسلاتها الخاصة بشهر رمضان المبارك. ويتلقى هذه الإعلانات الكثير من عشاق الفن حيث يترقبون فنانيهم المحبوبين؛ خصوصا فئة المراهقين والمراهقات الذين يعتبرون الأكثر تأثرا ومشاهدة لهذه المسلسلات.
 
في المقابل يحرص جميع الفنانين والفنانات للظهور بقمة عطائهم خلال هذا الموسم كونه من أهم المواسم الفنية فتختلف أدوارهم من مسلسل إلى آخر بحسب القصة والأحداث والإخراج ، ومن تعدد هذه المشاهد التي تمتد بين الإثار والأنانية والحب والكره والقناعة والطمع والصدق والكذب والوفاء والغدر  وغيرها من المشاعر المتفاوتة والتي ينتقل تأثيرها للمشاهد بطريقة نفسية وثقافية وإجتماعية.
 
وتقول الأخصائية الإجتماعية الجوهرة القحطاني أن هذه المسلسلات وما تحتويه من أحداث يدعي فيها بأنها تحاكي قضية إجتماعية أو تناقشها بطريقة درامية ماهي إلا فرض هذه المشاكل على المجتمع وتوجيه النظر إليها لتصبح هي من أهم المشاكل الإجتماعية التي نعاني منها في مجتمعنا كونها تحوي على الكثير من التناقضات السلوكية التي تشد انتباه المشاهد خصوصا المراهقات والمراهقين ، وإن لم تكن أصلا في حياتهم .
 
وأكدت القحطاني أن هذه المسلسلات تؤثر بنسبة ٧٠٪ من حياة المراهق حتى أن البعض منهم يقتبس شخصية ما في أي مسلسل لتصبح حقيقته المزيفة التي يعيشها دون أن يشعر ،  وبالنظر إلى الظروف الاجتماعية التي يعيشها المجتمع العربي سيجعل هذه الفئة بالتأكيد أكثر سهولة للتأثر بهذه الإسقاطات الفنية التي يتشربها المشاهد دون وعي منه .
 
ودعت الجوهرة القحطاني الأمهات بمحاولة الاندماج مع بناتهم وأبنائهم في هذه المسلسلات و عدم منعهم بطريقة قاسية من مشاهدتها، بل على أولياء الأمور استخدام لغة الحوار لكسب أبنائهم ، ومناقشتهم من حين لآخر في هذه الأعمال الفنية وتوجيههم للحقائق بطريقة غير مباشرة حتى لا ينفر الإبن أو الإبنة منهم ، و ركزت القحطاني على وجوب متابعة الأطفال كذلك كونهم من أكثر الأعمار تأثرا حتى أكثر من المراهقين أنفسهم .