تقارب.. استقرار.. عنوسة.. وراء زواج السعوديات من أجانب

وصل معدّل عقود زواج السعوديات من أجانب إلى 7 عقود يومياً خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، حيث سجلت المحاكم 1114 عقد زواج لسعوديات بأجانب، طبقاً لإحصاءات وزارة العدل.
 
وتباينت ردود الأفعال حول الإحصائية التي أجرتها وزارة العدل، وعبر المغردين عن انزعاجهم من ازدياد نسبة زيجات السعوديات من الأجانب عبر هاشتاق #سعوديات_يتزوجن_أجانب، وتطرق الكثير منهم إلى الضريبة التي تدفعها السعودية عند زواجها من أجنبي، وأنه لا يلجأ إلى الزواج منها إلا لمصلحته الشخصية، بينما رأى بعض المغردين أن الزواج يعد حرية شخصية، ولا يهم هنا اختلاف الجنسيات أو غيره استنادا إلى معايير الدين الإسلامي في الزواج التي أساسها الأخلاق والدين بغض النظر عن أي اعتبار آخر.
 
قابلت "هي" سيدات سعوديات تزوجن من أجانب، لتتعرف على الأسباب التي كانت وراء ارتباطهن بأزواجهن الأجانب، وكانت ردودهن كما يلي: 
 
بدأنا مع سحر محمد، وهي متزوجة من فلسطيني منذ 20 عام، فقالت: "زوجي لم يكن غريباً عنا، فلقد كنا وأهله جيران قبل زواجنا بخمسة عشر عاماً، ونشأنا وتربينا سوياً، فهو أجنبي بجواز سفره فقط، إلا أنه لم يغادر هذه البلاد مطلقاً، ولا يفكر في مغادرتها، ولله الحمد رزقنا بثلاثة أولاد، وأحدهم يدرس بالجامعة الآن، ولست وحدي من تزوجت بأجنبي من عائلتي بل أختي الصغرى أيضاً قد تزوجت من أحد أبناء جيراننا اليمنيين، وهي مستقرة أيضا في حياتها، أي أننا لا نتزوج من غرباء، بل نتزوج ممن عشنا وترعرعنا معهم في بلادنا".
 
أما سهاد عبدالله، فوضعها مختلف قليلا، فأمها سورية الأصل، ولقد تزوجت ابن خالتها السوري الجنسية، منذ خمس سنوات، وقالت: "لا أشعر باختلاف الجنسية فنصفي سوري، ولقد نشأت بنفس العادات والتقاليد التي نشأ عليها زوجي، فأمهاتنا سوريات، وأعتقد أن الفتاة يمكن أن تتزوج من نفس جنسية والدها أو والدتها، فهي قادرة على التكيف مع الحياة العائلية لكلا الجنسيتين".
 
وأكدت مرام أحمد، وهي متزوجة من يمني منذ سبع سنوات، بأن السعوديات لا يتزوجن بأجانب غرباء، بل يتزوجن بأجانب في جواز السفر فقط، بينما هم سعوديون بالنشأة والتربية، وغالبا ما يكونوا من مواليد السعودية أيضاً، ولا يعرفون بلداً أخر سوى السعودية، ولا يختلفوا عن الرجال السعوديين.
 
وقالت هديل م.ص، وهي متزوجة من لبناني منذ أربع سنوات: "على الرغم من معارضة الكثير لزواج السعوديات من أجانب، مثل تلك المعارضة التي واجهتها من أهلي قبل زواجي، إلا أن هذا القرار شخصي بحت، وبصراحة شعرت عندما تقدم زوجي لخطبتي عندما كان زميلي في العمل، بأني سأكون أكثر استقراراً في المستقبل، ففي الوقت الذي تزوج فيه معظم رجال عائلتنا مرتين أو ثلاثة، لا تعرف عائلة زوجي مبدأ تعدد الزوجات إطلاقاً، ولا مانع لدي إطلاقاً من استفادة زوجي من جنسيتي، كما يرمي البعض بأن زواجنا مصلحة له، فاستقرار وضعه استقرار لي ولأبنائي أيضاً". 
 
وأبدت عبير عبدالعزيز، بعد أن مضى على زواجها بأردني عام واحد، بتقبلها وموافقتها لفكرة زواج السعودية من أجنبي، وقالت: "الزواج من أجنبي أفضل من العنوسة، كما أن استقرار الزوجة وسعادتها في حياتها لا ترتبط بجنسية معينة، ولقد وصلت لعمر 29 عاماً وأنا انتظر زوج سعودي مناسب، وربما هو يبحث عن زوجة أجنبية! والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يحلل السعوديون لأنفسهم الزواج من جنسية مختلفة بينما يستنكرون زواج السعودية من أجنبي!".       
 
يُذكر بأن نسبة نجاح الزيجات بين النساء السعوديات والرجال الأجانب بلغت 90 بالمئة، خلال العام الماضي، حيث شهدت المحاكم السعودية 1925 عقد زواج لفتيات سعوديات من رجال أجانب، انتهى 190 منها بالطلاق، علماً بأن الجنسية اليمنية للأزواج قد احتلت المرتبة الأولى، تليها السورية ثم القطرية، وفقاً لدراسة أصدرتها وزارة العدل مؤخراً.