هيستريا العمليات التجميلية في السعودية تخطت المعقول!

هي – شروق هشام
 
كانت العمليات التجميلية فيما مضى من العمليات النادرة والتي تُجرى لضرورة ما، بينما باتت الآن من العمليات الضرورية التي تتهافت عليها النساء السعوديات بطريقة هيستيرية تخطت المعقول، حتى تصدرت السعودية الدول العربية في عدد عمليات التجميل! 
 
أكدت ذلك العديد من الدراسات، وأشار الطب النفسي والعلاجي إلى تحفظات حول هذه الهيستيرية بالعمليات التجميلية، سنتعرف إليها من خلال السطور التالية:
 
الدراسات
بحسب أخر دراسة أجرتها الجمعية السعودية لجراحة التجميل، فإن عدد عمليات التجميل التي أجرتها النساء وصلت إلى نحو 17.8 مليون عملية، بينها عمليات تغيير في ملامح الوجه، وشد للبطن، وإزالة التجاعيد، وحقن البوتكس وتكبير الصدر والأرداف.
 
وأشارت دراسة استطلاعية أجرتها جامعة الملك سعود بالرياض إلى أن تكلفة تجميل العرائس أصبحت تمثل عبئاً إضافياً على تكاليف الزواج، حيث إن غالبية العرائس أصبحن يطلبن تدخلا جراحيا وعمليات تجميلية قبل الزواج، لتصغير أو تكبير الثديين أو شفط الدهون أو نفخ للشفاه وتعبئة الوجه أو تجميل الأنف وحتى ترقيق الصوت والتخلص من الشخير، كما نوهت الدراسة إلى أن طلبات تدخل جراح التجميل للعروس شهدت حالات كثيرة لحضور الخطيب برفقة عروسته لطلب تعديل معين عليها، مع تكفله دفع كل التكاليف المالية المستلزمة لذلك.
 
الرأي النفسي 
أكدت المستشارة النفسية سهير محمد لـ "هي"، أن المرأة السعودية تحاول جاهدة ابراز مواطن الانوثة والجمال فيها ولو بطريقة اصطناعية كنوع من التحدي للظروف أو الأوضاع العامة والخاصة، فهي تصارع من أجل ابراز الأنثى الكامنة فيها والتي تفيض دلالا وجمالا، وقد تتعدى هذه التحديات الحدود المعقولة في هذا المجال لتقع المرأة في دوامة أخرى تتضمن العديد من المشاكل النفسية وعلى رأسها الاكتئاب وعدم الثقة بالنفس.   
 
وأشارت إلى أن ارتفاع معدلات العنوسة والطلاق والبطالة تعد من أهم الأسباب التي تدفع المرأة السعودية إلى الدخول في هيستريا العمليات التجميلية والوقوع في براثن الهوس بالتجميل لتغيير الواقع أو الخروج من حالة الرتابة المفروضة عليها، أو ملأ الفراغ الذي قد يدفعها الى الانزلاق في عالم الشد والنفخ. 
 
وبينت المستشارة النفسية إن مقاييس الجمال في العالم العربي قد تغيرت بسبب الصورة المثالية والصعبة المنال إلا في الخيال، نتيجة ما تروج له الإعلانات والأغاني التي تبثها الفضائيات المختلفة، وباتت حتى العرائس المقبلات على الزواج يبحثن عن هذه الصورة الخيالية، وكانت إحدى الإحصائيات قد بينت إن 90 بالمئة من السعوديات غير راضيات عن مظهرهن وجمالهن الخارجي.
 
وأشارت إلى تردد آلاف النساء على بلاد تشهد ازدهارًا في مجال السياحة الطبية لتغيير أشكالهن بعمليات التجميل التي أصبحت "موضة" تواكب العصر، وشكل ذلك مصدر قلق لسلطات المطارات الدولية، وخير دليل على ذلك ما صرح به مصدر مسؤول في جوازات مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة مؤخراً، إن عمليات التجميل التي أجرتها النساء خارج السعودية أحدثت اختلالا في عملية تطابق صورة جواز السفر مع الواقع. 
 
الرأي الطبي
أوضحت لـ "هي" طبيبة الجلدية الدكتورة مارجريت والتي تعمل لدى عيادات "كايا" الجلدية، أن معدل زيارة النساء للعيادة الجلدية بغرض التجميل زاد بمعدل 100 بالمائة بعد إدخال تقنية ازالة الشعر بالليزر وجهاز شد الجلد المترهل.
 
وتتهافت النساء السعوديات على عيادات التجميل والتخسيس بشكل كبير جداً، وتعد اكثر العمليات غير الجراحية رواجاً هي حقن الدهون في الوجه وإزالة الشعر بالليزر، أما بالنسبة للعمليات الجراحية فتضم عمليات تجميل الأنف وشد الوجه وشفط الدهون.
 
وحذرت طبيبة الجلدية من إجراء عمليات التجميل المتكررة والتي لا تستدعي الحاجة الطبية والصحية أو النفسية، مؤكدة أن الهدف من عمليات جراحة التجميل هو تغيير الشكل للأحسن أو إصلاح الاشكاليات الفعلية كعلاج للمشكلات النفسية والاجتماعية والصحية العضوية أو تحسين التشوهات الكلية أو الجزئية. 
 
وأشارت إلى أن كثيرًا من السيدات ربما يبالغن في طلبات التغيير، مثل تكبير الشفاه، أو تصغير الأنف، أو نفخ الفكين بحقن البوتكس بنسب تفوق الحد المعقول، وهذا شيء مرفوض تماما، ولكن هناك عيادات تجميلية للأسف توافق على ذلك من أجل زيادة المال والربحية، ولا تتخيل السيدات في حينها أن هذا الطريق قد يقودها إلى سرير مستشفى أو رحلة علاجية قد لا تنتهي. 
 
وطالبت بضرورة إضافة العلاج النفسي في عيادات التجميل لمواجهة هوس النساء والمراهقات السعوديات بالتجميل بصورة ملفتة لعدم ثقتهن بأنفسهن.