الفتيات... بين الزواج والدراسة

الرياض – شروق هشام 
 
في وقت غير بعيد كان الزواج من أبرز الأهداف التي تضعها الفتاة نصب عينيها، بل وتجعله أمنية حياتها الوحيدة، ولكن من الملاحظ في الآونة الأخيرة أن مفهوم الزواج والهدف منه قد تغير بالنسبة للفتيات، فأضحى الزواج مشروعا مؤجلا بالنسبة لمعظم الفتيات حتى يحققن مشروعهن الأهم وهو إكمال الدراسة!
 
فأيهما أهم بالنسبة للفتيات الزواج أو إكمال الدراسة؟
 
رصدت "هي" آراء بعض الفتيات الجامعيات حول هذا الموضوع، فكانت آراؤهن كما يلي:
بدأنا مع سميرة يوسف طالبة في السنة الثانية في كلية العلوم، فقالت: "أنا بالطبع أفضّل إكمال الدراسة والتخرج قبل الزواج لأنّ الوقت اليوم أصبح صعبا جدّا والمجتمع لا يرحم والشهادة مهمة جدا بالنسبة للفتاة، حتى لو لم تعمل بعد الزواج، فيجب أولا ضمان الشهادة ثم الزواج بعد ذلك، فشهادة الفتاة هي سلاحها، لما قد يحمل لها المستقبل من أمور كثيرة فربما تتطلق أو تترمل ولا تجد من يصرف عليها، فلا تنفعها هنا سوى دراستها وشهادتها".
 
وقالت سمر سلطان طالبة في السنة الثالثة بتخصص أدب عربي: "من الأفضل للفتاة إكمال الدراسة أولا ثم الزواج، لأن الزواج مسؤولية كبيرة وتزداد المسؤولية بعد الإنجاب فمن الأفضل أن تكون الفتاه متفرغة من أجل القيام بواجبها على أكمل وجه، وبعد التخرج تصير فرحتها فرحتين فرحة التخرج وفرحة الزواج وبدء حياة جديدة، وأنا أعرف العديد من الفتيات اللاتي اضطررن للتوقف عن دراستهن بسبب الزواج ولكنهن ندمن كثيرا في ما بعد".
 
من جهتها قالت ريهام محمد طالبة في السنة الرابعة في كلية الهندسة المعمارية: "أصبح الرجال اليوم يفضلون المرأة المتعلمة والعاملة في نفس الوقت لمساعدتهم على المعيشة، لذا فالفتيات أصبحن يفضلن إكمال الدراسة وبعدها الزواج، وأنا شخصيا أرى ان الشهادة الأمر المهم في حياتي، وأفضل إكمال دراستي والتخرج وبعدها العمل ثم أفكر في الزواج، خاصة وأنّ حالات الطلاق تزيد يوما بعد يوم".
 
أمّا سمر سلطان طالبة في السنة الثانية في كلية الحقوق، فقالت: "الحقيقة أنّ الاثنين لهما درجة من الأهمية متقاربة لكن بالنظر إلى عمر الفتاة تستطيع أن تحدّد أيهما أهم، وكذلك بالنسبة إلى شخصية الرجل الذي يريد خطبتها، فالعلم والزواج مهمان لكن يجب أن لا يكون أحدهما على حساب الآخر، بمعنى لا بأس أن تطلب الفتاة العلم وتكمل دراستها لكن عندما تصل لسن الزواج تتزوج خاصة إذا أكملت المرحلة الجامعية، لكن أن تفني الفتاة شبابها في العلم سعيا للحصول على الماجستير ثم الدكتوراه وتهمل جانب الزواج وتكوين الأسرة فهذا خطأ حيث تجد نفسها كبرت وفرص الزواج قد قلت أو ندرت تماما".
 
وبسؤال الإخصائية النفسية سهير محمد عن رأيها في هذا الموضوع قالت: "إن تغيّر الظروف الاجتماعية والإقتصادية للمجتمع، وغياب الثقة والخوف من المستقبل المجهول يؤدي بالفتيات إلى تفضيل إكمال الدّراسة ثم الزواج، فالزواج الحديث فقد قيمته الإجتماعية في تفكير الفتيات خاصة مع ارتفاع نسبة الطلاق، كما أنّ التقاليد الاجتماعية تظلم المرأة إلى حدّ ما لذا فهي تتمسك بدراستها لحماية نفسها من هذا الظلم الاجتماعي، وبشكل عام أنصح الفتاة ألا ترفض الزواج من أجل إكمال الدراسة بل ينبغي عليها إذا جاءها من ترضى دينه وخلقه أن تتزوجه، على أن تتفق معه على إكمال دراستها وهي متزوجة، فلا يتعارض إطلاقاً الزواج مع الدراسة، بل بالزواج تستقر الفتاة نفسياً وفكرياً، فيؤهلها ذلك للجد في دراستها، والمثابرة في تحصيلها، فتجمع بذلك بين بنائها الأسري وتحصيلها العلمي". 
 
شاركينا برأيكِ.
 
أيهما أهم الزواج أو إكمال الدراسة؟