صديقتي معنَفة .. ماذا أفعل؟

الكثير من الضحايا اللاتي يتعرضن للتعنيف يشعرن بالخوف من البوح بمعاناتهن لأحد، فلا تجد المُعنَفة ملجأ آمن لها سوى البوح بمعاناتها وشكواها لصديقتها التي تجمعها بها الثقة والصراحة المشتركة، ما يجعل الصديقة في حيرة من أمرها، فهي تشعر بأنها عاجزة عن مساعدتها! 
 
ولكن الحقيقة أن الصديقة يمكن أن تدعم وتساعد صديقتها المعنَفة بعدة طرق، أوجزتها الإخصائية الإجتماعية جيهان توفيق بالنقاط التلية:
 
-كوني مستمعة جيدة: عندما تضع المُعنَفة ثقتِها في صديقتها، فهي تبوح لها بكافة أسرارها دون قلق وتعتبرذلك وسيلةً للترويح عن النفس حتى لو كانت بدون حل، لذا احرصي على الاستماع الجيد لها. 
 
-لا تلوميها: لا توجهي اللوم لصديقتك المُعنَفة، وتأكدي بأنها تشعر بالراحة أكثر عندما تجد من يستمع إلى مشكلتها من دون أن يضع اللوم عليها.
 
-تعرفي على التفاصيل: حاولي مناقشتها لمعرفة التفاصيل الخاصة بمواقف العنف التي قد تُمثل إدمان المُعنف أو معاناته من مرض نفسي، أو احساسه بأن شيئا ما قد مس كرامته وطعن رجولته، مثل توجيه كلام جارح أو اهانات أو الشك والغيرة المرضية، وغيرها من الضغوطات الخارجية مثل وضع اقتصادي سيء، أو تعليقات وتدخلات من أطراف أخرى، وحاولي تقييم الظروف المحيطة بمشكلتها من منظور خارجي.  
 
-تبادل الأدوار: ضعي نفسك مكان صديقتك المُعنَفة، وحددي التصرف الذي يمكن أن تتصرفيه لو كنتِ مكانها.
 
-انصحيها بهدوء: قدمي لها النصائح التي يمكن أن تساهم في حل مشكلتها، سواء كانت بتغيير أسلوبها، أو اقناعها باللجوء إلى أحد الأشخاص المقربين من عائلتها، أو البحث عن العلاج المناسب لمُعنفها، ولكن تذكري ألا تفرضى رأيكِ عليها، ولا تفترضى أنها ستكون نسخة أخرى منكِ فى التفكير والتصرف. 
 
-حافظي على خصوصيتها: صوني سرِها حتى عن أقرب الناس إليكِ، واحذري أن تقحمي أي طرف جديد في مشكلتها حتى لو كان هذا الطرف صديقة مشتركة بينكما. 
 
-الجئي إلى أهل الاختصاص: ستجد صديقتكِ المُعنَفة حرجاً من استشارة الطب النفسي أو الإجتماعي عن وضعها، ولكنكِ تستطيعين استشارتهم بدون أي حواجز فلا تترددي في ذلك، فالكثير من الاستشارات النفسية والإجتماعية لها آثار واضحة وإيجابية وحققت العديد من الفوائد في مثل هذه الحالات.
 
-وأخيراً، لو شعرتي بأن حياتها في خطر فلا تترددي في الضغط عليها واقناعها باللجوء إلى الجهات الرسمية الكفيلة بحمايتها، وساعديها في الوصول إليهم.