الأضحية... تسبب مشاكل زوجية!

تستأثر شعيرة ذبح الأضاحي باهتمام العائلات السعودية في احتفالهم بعيد الأضحى، حيث يعتبر ذبح الأضحية وتقسيمها على الأهل والأقارب والجيران هو المظهر الأساسي للاحتفال بعيد الأضحى لدى جميع العائلات السعودية. 
 
فهل يمكن أن يفجر ذبح الأضاحي مشاكل بين الزوجين؟
أصبح الكثير من الرجال يذهبون بأضاحيهم إلى المسالخ لذبحها، وبالرغم من ذلك مازال العديد منهم يصر على ذبحها في المنزل والأضحية التي لا تذبح في منزله لايعدها أضحية، فتثور معظم الزوجات ويطالبون بذبحها خارج المنزل، فلماذا؟ 
 
يمكن حصر أسباب ثورة الزوجات بالنقاط التالية:   
 
نظافة المنزل
قالت نهاد العلي (34 سنة): "معظم المضحين اليوم يذهبون بأضاحيهم إلى المسالخ لذبحها تفادياً لمخالفات الأضحية وما قد تسببه في المنزل من قاذورات، إلا أن زوجي يرفض ذلك ويصر على احضار الأضحية إلى المنزل وقبل العيد بعشرة أيام على الأقل، كي نشرف على أكلها وشربها خلال هذه الفترة، فيكثر الذباب وتنتشر رائحة الأغنام الكريهة، وحاولت اقناعه عدة مرات بذبحها خارج المنازل، لكنه يرفض رفضاً قاطعاً هذه الفكرة ما يسبب العديد من الخلافات بيننا". 
 
الخوف على الأطفال
وأكدت ريم عبدالله (30 سنة)، وأختها حنان (28 سنة) أن السبب في رفضهما للذبح في المنزل يرجع لطريقة تعامل الرجال مع منظر ذبح الأضحية بالنسبة للأطفال، فزوجاهما يجبران أطفالهما الصغار على رؤية منظر الذبح، على اعتبار أن ذلك سيجعل من الطفل رجلاً ويعزز من صلابته، ويكسب شخصيته قوة تجعلها ينضج سريعاً ليصبح رجلاً! 
 
وأضافت ريم: "يتناسى زوجي أن أعصاب الأطفال الصغار ونفسيتهم قد لا تقدر على تحمل منظر الدماء والأشلاء، فطفلي الصغير بكى بكاءً شديدًا العام الماضي، لأننا ذبحنا صديقه الخروف، ومن يومها وهو ممتنع عن أكل لحم الخروف وفاءً له، وبالرغم من أنني قد بذلت قصارى جهدي ليتفهم زوجي ذلك، لكنه يلومني ويعتبر ذلك دلعا زائدا سيفسد رجولتهم".
 
عادات قديمة
بينما تعاني أم طلال السعدي (45 سنة)، الأمرين حسب تعبيرها من أبنائها وخاصة بناتها حيث يطالبنها في كل عام أن تذبح الأضحية خارج المنزل بينما يصر زوجها على ذبحها في المنزل ما يثير الكثير من الخلافات بينهما. وتقول بشبه حسرة: "لقد فقد أبناؤنا كثيراً من خصائصهم وصفاتهم في أمور كثيرة من الحياة فطبيعي أن يلحق هذا التغيير الأضحية، فهم يرون أنه من حسن التصرف أن تذهب الأضحية إلى المسلخ فهو مكانها الطبيعي، وعلى الرغم من أنني شخصياً غير مقتنعة بذلك حيث تعودنا منذ الطفولة أن نرى والدي وجميع أقاربي يذبحون الأضحية في المنزل، وليس هناك ما يسمى بذبح أضحية خارج المنزل، إلا أن أبناء الجيل الحالي لا يستشعرون هذه الأمور ويحسبون أنها أوضاع تقليدية وعادات قديمة يجب أن تتغير".