شهاب الدين ل"هي" : "المصور مرآة الزفاف "

هي: ليندا عيّاش
 
إرتبط إسم مصور حفلات الزفاف اللبناني فراس شهاب الدين  بأجمل صور حفلات الزفاف،فهو يسعى الى كسر الروتين في صور كل حفل زفاف يعمل عليه ويحضر لفكرة جديدة له منعاً لتكرار المشاهد وحرصاً على تجدد الأفكار، فما هي أسرار لمسات هذا المصور المحترف الذي يسعى الى تقديم الصورة الأجمل ؟ 
 
"هي" كان لها لقاء معه تعرفت فيه على أسرار عمله في هذا الحوار :  
 
•تضع الموضة لمساتها الخاصة في كل موسم على كافة تفاصيل حفلات الزفاف وصولاً الى الصور،فما جديد موضة صور العروس اليوم؟
- لم تعد الصورة الكلاسيكية مطلوبة على الإطلاق،الا في ما يتعلق بصور العروسين مع المدعوين ،والصور التي نعتمدها لتصوير العروسين هي الخلاقّة التي تحمل فكرة معينة.وأكثر ما نركز عليه اليوم هي صور " الفينتيج" الطبيعة بالإضافة الى الصور بين أحضان الطبيعية التي تعكس جمالاً لا مثيل له  على صور العروسين.
 
*وما هي أفضل صور حفلات الزفاف التي تعشق إلتقاطها؟
- أنها صور العروسين بين أحضان الطبيعة. أفضل أن أقوم بجلسة تصوير خاصة لهما، بعيدا عن موقع الاحتفال، شرط أن أن يكون لديهما الوقت الكافي لذلك. فجلسة التصوير تتطلب وقتا طويلا، وأن يكون العروسان مرتاحان. فكلما إرتاحا، إنعكس ذلك على طبيعتهما، وينعكس بالتالي على جلسة التصوير التي تصبح أفضل، وأكثر طبيعية. وأنا أبحث عن مواقع طبيعية مختلفة، حتى لا أكرر نفس الأماكن، فيكون لكل زوج مكانهما الخاص في الطبيعة. 
 
* وكيف تستطيع أن تمنع التكرار؟
- تساهم شخصية العروسين في إيجاد نسق خاص لكل جلسة تصوير. فأنا أحاول أن أعكس شخصية العروسين  في جلسة التصوير، ما يخلق فرادة في كل جلسة ستختلف عن سابقاتها بإختلاف شخصية العروس والعريس. فأنا أدخل معهما في حوار ودي، لكسر حاجز الخجل من الكاميرا، ولكي أفهم شخصيتهما وأحدد ما يحبان، وما لا يرغبان به في جلسات التصوير. ففي نهاية المطاف، ستحتل هذه الجلسة مكانا مميزا في ذكرياتهما، وسيكبران معا وهما ينظران إليها، ويتذكران تلك الأيام الجميلة، ويشاركا الأبناء والأصدقاء فيها.
 
* وما هي المواقع المفضلة لديك شخصيا للتصوير؟
- أفضل المواقع التاريخية، والبيوت الأثرية القديمة. وأجمل المواقع هي تلك البيوت القديمة المتصدعة والمهجورة، فمن خلالها أستطيع أن أظهر التناقض بين الحزن الذي توحي به البيوت المتروكة من أصحابها وبين البيوت التي تنتظر أن يملأها العرسان الجدد، ويكَّونوا فيها عائلات تملأها بالفرح والمحبة. فدورة الحياة لا تتوقف، وهناك فرح دائم ينتظرنا. كما أحب الصور في الطبيعة الخضراء، وعند شاطئ البحر. فالطبيعة تمنحني أفضل إستوديوهات التصوير. ودائما أحاول أن أستمع إلى ما يريده الزوجان، وأستوحي من خلال ذلك مواقع تصوير أقترحها عليهما.
 
* وكيف تتم العملية عادة؟
- بعد تحديد موعد، ومكان الزفاف ، أبدأ التفتيش عن مواقع قريبة من الموقع كي لا يبتعدا كثيرا عن المكان، وتجنبا لأية إشكالات قد تؤخرهما عن الحفل، فالتوقيت عامل مهم جدا، لأننا نحتاج الى نوعية ضوء تتناسب مع جلسة التصوير، بحيث لا يكون ضوء الشمس زائدا عن حده، ولا قليلا. فجلسة التصوير تحتاج الى ضوء طبيعي يعطي جمالا طبيعيا، فيما أن الغروب يعطي شاعرية مميزة، ويضفي ظلالا محببة على صور العروسين.
 
* ما النصيحة التي تقدمها للعروس للحصول على أفضل الصور في زفافها؟
-أنصح العروس التي تريد أن تعمل معي، أن تحافظ على طبيعتها، وأن لا تغير ملامح وجهها بمساحيق التجميل بشكل مكثف. فأنا أفضل أن لا أمس الصور التي ألتقتطها بالـ"فوتو شوب". فكلما كانت المرأة طبيعية، كانت الصور أقرب الى الجمال، لأنها تعكس حقيقة من تكون العروس. كما أنصحها بعدم إصطناع الضحكة، وهذا أمر سهل بالنسبة للجميع، لأنهم يقبلون على حياة جديدة ويكونوا سعداء بها.
 
*لكنك تستعمل الـ"فوتو شوب"؟
-نعم، لكني أستعمله لتعديل الألوان والخلفيات، وأحيانا لتعديل بعض الشوائب التي تظهر. لكني أفضل عموما أن لا أمس الوجوه، فهناك جمالية في الوجوه أحرص على إبقائها والحفاظ عليها.
 
*ما الفارق بين العروس العربية، والأجنبية؟
-  تتفاعل العروس الأجنبية مع الكاميرا بشكل أكبر، وتستسلم لإرشاداتي بشكل كامل. أما العروس العربية فتعشق الصورة، ولهذا تكون عادة متطلبة أكثر من الأجنبية، لأنها تريد لصورها أن تكون فريدة من نوعها، كما أنها تحب أن تبرز أجمل ما فيها في صورها، وهي تعرف كيف تفعل ذلك، فتكون متطلبة أكثر من غيرها.
 
 * كيف يمكن أن تكسر روتين الصور العائلية التي تعتمد عادة على الوقوف بجانب العروسين؟
-هذا أمر يحتاج الى عدة عوامل. فالصور تختلف بإختلاف علاقة المدعوين بالعروسين. فالأقارب يختلفون عن الأصدقاء. لكن الأهم هو الفئات العمرية، فالتعامل مع الشباب يختلف عن التعامل مع الكبار، وهذا كله لا بد له من أن ينعكس في الصور. وإذا كان الكبار يفضلون الوقفة التقليدية حول العروسين، فالصغار باتوا يتجاوبون مع توجيهاتنا وإقتراحاتنا التي تزيل "الروتين" عن عمليات التصوير. ونحن نحاول أن نتفنن في ذلك عن طريق إبتكار حركات معينة تكسر الروتين، كأن تحمل شقيقة العروس، أو صديقتها، يافطة صغيرة مكتوب عليها "أنا التالية". أو أن يحمل البعض يافطة تدل على نسبه للعريس أو العروس، أو حتى عبارات كوميدية لطيفة تكسر حاجز الروتين.
 
وبرأيي الخاص، يجب أن يكون المصور عبارة عن مرآة تعكس حقيقة ما يجري في الزفاف، وصورة الفرح المنبعث منه.
 
* هل أنت سعيد بإختيارك هذه المهنة؟
- بالتأكيد، فأنا أستمتع بكل لحظات التصوير، التي تكون غالبا مليئة بالحماسة والشغف. وفي نهاية المطاف أنا أعتبر نفسي محظوظا للعمل مع أشخاص سعداء، مقبلون على حياة جديدة بالفرح والأمل، ما يجعل من السهل رسم الضحكة على وجوههم. وكل ضحكة من العروسين، تبعث في داخلي شعورا جميلا لا يوصف.