الأميرة شارلين ضيفة على قصر غريس كيلي

هي: عمرو رضا
 
كل أميرة تحلم بقصرها الخاص، الا الأميرة شارلين التي حكمت عليها الأقدار أن تظل طوال حياتها ضيفة داخل "قصر الأمير" بموناكو، وهو القصر الرسمي الملكي الوحيد في أوروبا الذي يستخدم لأغراض الحكم والسكن معا، ولا يحق للأميرة إدخال تعديلات جوهرية عليه، لأنه ملك للشعب الذي يملك حق زيارته في أي وقت.
 
قصر الأمير Prince's Palace الشاهد الباقي على أكثر من تسعة قرون من حكم أسرة غريمالدي، والقصر الملكي الأقدم من بين كل قصور أوروبا، تم تشييده للمرة الأولى عام 1191  وكان تابعا وقتها لجنوة الإيطالية. يستلهم مبناه الرئيسي ملامح عمارة عصر النهضة، ولكن مع كثرة الإضافات طوال القرون الماضية تحول لمزيج من فنون العمارة لدرجة أن الممالك الأوروبية وقعت على اتفاق لحمايته من مخاطر الحروب باعتباره تحفة فنية يجب الحفاظ عليها، وقد حاول أكثر من أمير تحويله لمقر رسمي فقط وبناء قصر آخر للحياة الخاصة، ولكن ندرة الأراضي داخل الإمارة الشهيرة حالت دون إتمام الفكرة.
 
آخر من تجرّأ على تعديل القصر وإصلاحه كانت الأميرة الراحلة غريس كيلي التي شجعت زوجها الأمير رينيه الثالث على اتخاذ خطوات معمارية هامة ضمن مشروعه لتحويل إمارته لمقصد سياحي عالمي، فتم ترميم القصر بالكامل واستعادة اللوحات المصنوعة من الجص، كما تم إعادة بناء الجزء الجنوبي الذي تم تدميره في أعقاب الثورة الفرنسية، مع نقل الغرف الخاصة للأسرة الحاكمة لذلك الجزء من القصر، حيث يوجد أيضًا متحف نابليون والأرشيف.
 
كما استعاد الأمير رينييه غاليري هرقل و قام باستيراد أعمال لبير فرانسيسكو مازوشيلي والتي تُصور أبطال الخرافات والأساطير، وتولت غريس كيلي الإشراف على إعادة تزيين وزخرفة الغرف الداخلية وترميم العديد من الأرضيات المصنوعة من الرخام في غُرف الدولة وتم تزيينها بتصميمات إنتارزيا التي تحتوي على حرف (R) مزدوجًا للدلالة على اسم الأمير رينيه الثالث. كما تم إعداد فناء القصر لإقامة الحفلات في الهواء الطلق والتي تُحييها أوركسترا فيلهارمونيك التي تنتمي لمونت كارلو ومنذ هذا العصر تم افتتاح القصر بالكامل أمام مواطني موناكو والسياح عدا الغرف الخاصة بالأسرة.
 
هذه التعديلات التي حملت توقيع غريس كيلي، لا يمكن للأميرة الحالية شارلين تغييرها، وعليها في كل خطوة داخل القصر أن تعرف أنها ضيفة على تاريخ يزيد عن 900 عام، وأن تدرك أن كل أبناء الأمير رينييه وأحفاده لهم في هذا القصر ذكريات العمر كله، ولهذا يندر أن تجد للأميرة صورا شخصية داخل القصر بمفردها، كما أن الإعلام ممنوع من التصوير داخل الغرفة الخاصة، ويكتفى بإطلالات الأميرة في غرفة الاستقبال الرسمية أو في قاعتي المرايا والصالون الأزرق، مع القليل من الصور فى القاعة الحمراء المغطاة بالكامل بالديباج كخلفية للوحات بروغل وتشارلز لو برون، أو شرفة غرفة النوم التى تزين جدرانها بالكامل جدارية الفصول الأربعة للفنان غريغوريو دي فيراري وقد امتنعت شارلين عن التصوير بداخلها بعد انتهاء شهر العسل مباشرة .