قصر الأميرة ميت ماريت... مزرعة السعادة

إعداد: عمرو رضا
 
الأميرات في مملكة النرويج لا يخترن منازلهن، ولكنهن يمنحنها بعضا من سحرهن، والأميرة ميت ماريت خبيرة البيئة حاليا، أفضل مثال فقد حولت منزلها الملكي Skaugum من مجرد عقار يجاهد لمقاومة الحرائق المتكررة، إلى مزرعة للسعادة تفتح أبوابها لكل شباب مدينة أوسلو وتحتضن 125 بقرة ملكية.
 
الصور التي تجمع عائلة ولي العهد النرويجي بأسرته داخل منزلهم الرسمي تكاد تكون نادرة لأسباب عديدة، أولها أن الأسرة تكاد لا تغادر الحدائق الجميلة للمنزل، وثانيها أن المنزل نفسه لا زال حتى اللحظة في طور التعديل والتطوير، بعد سنوات من جهود إعادة بنائه، التي تطلبت الحفاظ على أساساته المعمارية وتصميماته الأصلية مع تغيير المواد المستخدمة في البناء لوقف مسلسل الحرائق الذى عصف بالبيت الخشبي منذ شيد للمرة كدير لرهبان "كنيسة ماري"، وأخيرا لأن البيت لا يتوقف عن استقبال الضيوف وخاصة الشباب الراغبين في خوض مناقشات اقتصادية مع ولى العهد أو دراسة قضايا البيئة مع زوجته الأميرة.
 
قصة المنزل قريبة من سيرة حياة صاحبته المؤقتة ميت ماريت، فهو مقر مؤقت للزوجين ويمنح دائما لمن يشغل منصب ولى العهد، شيد للمرة الأولى في القرون الوسطى كدير يتوسط مزرعة كبيرة جنوب غرب العاصمة أوسلو، وآلت ملكيته للحكومة النرويجية عام 1909 ليصبح مقر إقامة ولي العهد، وكان أول قاطنيه الأمير أولاف والأميرة مارثا عام 1929، ولكنه احترق بعد عام واحد من اقامتهما بداخله، فتم تكليف المهندس المعماري Arnstein Arneberg بإعادة بنائه بنفس التصميم الأصلي وعاد اليه الأمير أولاف وزوجته مجددا عام 1932 وظلا بداخله حتى عام 1968، عندما انتقل اليه ولي العهد وقتها الأمير هارالد وزوجته الأميرة سونيا، اللذان غادراه بعد سلسلة حرائق بسيطة للقصر الملكي عام 2001.
 
دخل القصر في موجة من التعديلات على يد الأمير هاكون ولي العهد الحالي الذي انتقل للإقامة بداخله منذ شهر ديسمبر عام 2003، وقد حرصت زوجته ميت ماريت على إبقاء الطابع الأصلي للبناء القديم وحافظت على المبنى الخشبي الوحيد الناجي من الحرائق السابقة مع معالجته بمواد مقاومة للاشتعال، كما اعتمدت نفس الأساسات القديمة، مع الارتفاع قليلا بأطوال الدور العلوي، وحافظت على أبعاد غرفة الطعام الرئيسية مع تغيير الجدران من الخشب الى الطوب.
 
يضم المنزل جناحا رئيسيا واحدا في الدور الأرضي، بسقف منخفض يطل على الحديقة الرئيسية للمزرعة، ومن خلفه سلسلة المرافق الرئيسية، كدورات المياه والمطبخ الكبير، ومكتبين للأمير والأميرة، بينما ترتفع جدران الدور العلوي لمسافة 8 أمتار، وتم تصميمه ليحتفظ بالقباب القديمة، مع إضافة الكثير من النوافذ الطويلة، وبعض الحليات التشكيلية من الجص، كما احتفظت ميت بالأثاث الناجي من الحرائق السابقة، ووضعته في الدور العلوي المخصص لغرف النوم والمذاكرة للأطفال، كما أجرت عام 2009 عملية تجديد لواجهة المنزل.
 
المنزل الذي يتكون من 140 غرفة، بما في ذلك غرف المعيشة وغرف النوم والحمامات والمكاتب وقاعات اللعب، يضم بداخله قطع نادرة من الخزف تعود لمقتنيات الملك أولاف معروضة على جدران من الخزف أيضا، بالإضافة الى ركن خاص للقراءة يضم العديد من الكتب والمخطوطات الملكية، كما يضم واحدة من أكبر مزارع الماشية الملكية في العالم، ويكفي القول إنه ينتج سنويا 214،000 125 لترا من حليب 125 بقرة من أجود أنواع الماشية فى العالم.