بين الأسرة والعمل

  معظم النساء العاملات يعتمدن في عملهن على دوافع متعددة داخلية وخارجية والدافع الداخلي هو إحساسهن بالمسؤولية تجاه الذات والأسرة والمجتمع، ورفض الوحدة سعيا وراء الأمان والراحة والرضا عن النفس، من خلال إثبات القدرات المهنية والشخصية في العمل والمجتمع. أما الدوافع الخارجية، فتتمثل في مساعدة الأسرة ماديا، والاعتماد على الذات في حل بعض القضايا والمشكلات الأسرية أو الاجتماعية من خلال العمل. وإذا سلطنا الضوء أكثر على قضية المرأة العاملة ودورها في الواجبات المنزلية، في هذا الإطار ندعو المجتمع إلى أن يوفر للمرأة كل ما يمكن أن يساعدها في التخفيف من أعبائها، حيث تعود جميع أفراد الأسرة على التعاون، وتعديل وتنفيذ القوانين التي تمكن المرأة من تنظيم أوقات عملها، ومنع تشغيل النساء في الأماكن التي تضر بالصحة، أو التي تتطلب ممارسة العمل لمدة طويلة، ما يضطر المرأة للتغيب طويلا عن البيت وضرورة تحمل المجتمع لمسؤولياته في تأمين الخدمات المشتركة للمرأة العاملة وأسرتها، بحيث تتمكن المرأة من العمل بطاقة وفاعلية إنتاجية أرقى. ومع تواجد التعاون الأسري والرعاية الاجتماعية للمرأة العاملة سوف تخلق امرأة منتجة فعالة في المجتمع المهني، وكذلك تخلق شخصية متوازنة متوافق مع المجتمع والعمل في وقت واحد. ومع كل ذلك، فقد أوضحت الكثير من الدراسات العلمية أن المرأة أقل عرضة للحوادث، وهذا ينفي عنها عدم حرصها، وتركيز انتباهها في عملها الذي يزعمه الكثير ممن حولها في بيئة العمل أو المنزل، بل إنها أكثر إنتاجية، ولديها طاقة أكبر على التلاؤم مع عملها حتى في الشروط الصعبة والقاسية. وأهم ما تتميز به المرأة العاملة أنها أكثر استقلالية واستقرارية في عملها من الرجل. ومن الحق القول إن دولة الإمارات والمجتمع الإماراتي قد أنصفا المرأة بشكل عام، والعاملة بشكل خاص، بتقديره لها كونها تشكل نصف المجتمع، وإعطائها حقها كونها المدرسة الأولى لخلق الأجيال التي ستعمل على تطوير المجتمع بكل نواحيه ومجالاته. وكوني سيدة عاملة في هذا البلد الجميل، فقد عشت هذا الإنصاف. برأيي الخاص أن العمل يخلق تطابقا واضحا ما بين القدرات الشخصية ومتطلبات نشاط العمل والمكانة الاجتماعية. إذ إن العمل يُعتبر لدى المرأة العاملة مصدرا لإغناء الشخصية وتطورها، ويتحول من مجرد عبء إلى مصدر راحة نفسية وتحقيقا للذات. وكما أقول لأصدقائي والمحيطين بي: إن سعادتي الحقيقة تكمن في قضاء يوم عمل مثمر والعودة إلى منزلي واللعب مع أطفالي. مع تمنياتي للجميع بالسعادة الحقيقية. خاص بـ "هي" د. ريم محمد عثمان الرئيسة التنفيذية للمستشفى السعودي الألماني دبي [email protected] sghdubai.com