بطاقة العرس: كلاسيكية الخط العربي المزخرف بالذهب
هي - أسماء وهبة
تتجاهل الكثير من العرائس تحضير بطاقات الأعراس لليلة الزفاف، بالرغم من أنها عنصر هام لإكتمال هذا اليوم المميز، حيث تعكس بطاقة العرس الفكرة الأولى عن صورة حفل الزفاف المرتقب، سواء من ناحية الألوان أو شكل البطاقة، التي شهدت تطورا ملحوظا في عصر التكنولوجيا، فظهرت تقنيات وأفكار مبتكرة في تصميم بطاقات الأعراس التي تعتمد غالبا على ذوق العريس والعروس، والمستوحى أيضا من ألوان "الكوشة"، وديكور حفل الزفاف.
تقول مصممة بطاقات الأعراس ديما بيضون لـ "هي": "أبدأ تخيل بطاقة العرس عندما ألتقي العروس والعريس. أعيش معهما المناسبة، ثم أبدأ في تنسيق الفكرة معهما حسب شخصيتهما. من بعدها تتوالى أسئلتي عن الألوان التي تحبها العروس، وتصميم حفل الزفاف الذي يتم العمل عليه، لا بل حتى من هم المدعويين".
وترى ديما أن حفل الزفاف يبدأ من "بطاقة العرس"، التي تعتبر "أول رسالة تصل إلى المدعوين للإعلان عن اقتران فلان بفلانة. وفي الوقت عينه هو الصورة المتخيلة الأولى عن حفل الزفاف".
ويتنوع اختيار تصميم بطاقة العرس حسب التصميم الذي تطلبه العروس. "فقد تكون بطاقة كرتونية بسيطة، توضع في مغلف ملون، ويكتب عليه بخط جميل. إلا أن الغالبية العظمى من الناس تميل إلى ابتكار تصميم خاص لبطاقة حفل الزفاف، مع إرفاقها بهدية، حتى تكون ذكرى من العروسين إلى المدعوين".
وفي الماضي كانت تصمم بطاقات حفل الزفاف على شكل ورقة حرقت أطرافها، ثم تلف على هيئة "الفارامان" التركي القديم، ثم تطور تصميم بطاقة حفل الزفاف فأصبحت ترفق مع هدية. من بعدها باتت البطاقة توضع داخل هدية. أي نرسل البطاقة داخل هدية مع هدية. وتقول ديما: "إذا كانت العروس ستطل على المدعوين في حفل الزفاف من تاج مثلا، والذي سيتحول لاحقا إلى (الكوشة)، فمن الطبيعي أن تكون بطاقة الدعوة على شكل تاج، التي توضع في علبة فخمة من المخمل من دون أي تطريز. لكن نضيف إليها قماشا مخمليا راقيا، مع آية قرآنية توضع في الوسط، ثم تحفظ البطاقة داخل العلبة المصممة لها على هيئة تاج. باختصار تطورت فكرة بطاقة العرس حسب طلب الشخص وميزانيته". كما تتنوع تصميمات الهدايا المرفقة مع بطاقات الأعراس، كأن توضع تلك الأخيرة في علبة مجوهرات، أو "فاز" مع وردة مضافا إليها بطاقة الدعوة. وتقول ديما: "تعتمد الآن بطاقات حفلات الزفاف على أن الهدية تحمل الدعوى وليس العكس، لكي تصل بطريقة أنيقة إلى المدعويين".
وبطبيعة الحال يمكن أن يخرج شكل بطاقة حفل الزفاف عن المألوف، كأن يعبر عن اهتمامات وهوايات العروس. وهذا ما تشرحه ديما قائلة: "قد تعكس بطاقة الدعوة حب العروس لقراءة الكتب والروايات مثلا فتصمم الدعوة على شكل كتاب".
أما عن كيفية تصميم بطاقة حفل الزفاف فتقول ديما: "يبدأ عملي على المحتوى الذي ستوضع فيه بطاقة الدعوة، أو بمعنى آخر الهدية المرفقة مع بطاقة حفل الزفاف. إلا أنني لا أحب الهدايا اللامعة التي تقلل من قيمة الهدية. لذا استخدم حبة شوارفسكي صغيرة أو كبيرة في تزيينها حتى تمنح الهدية الإضاءة المطلوبة. وعادة ما أحبذ بطاقات الكارتون المطبوعة بخط عربي جميل، التي أضيف إليها القليل من الزخرفة والطباعة على السيراميك أو المرآة أو القماش أو الخشب أو أوراق الشجر".
وفي هذا السياق تفضل ديما استعمال اللون الذهبي مع البطاقة "الأوف وايت"، ما يسمح بعمل مزج بين لون البطاقة والتصميمات. وتتابع قائلة: "ما يهمني إبراز محتوى البطاقة. لكن قد يحبذ آخرون البطاقة الكارتونية المحددة أطرافها بالسيراميك، أو الموضوعة داخل علبة شفافة مغطاة بالدنتيل. أيضا قد نستعمل أكثر من طريقة في تصميم البطاقة الواحدة، حيث الخيال يشرع أبوابه للإحتفاء بالعروسين".
وتتنوع الألوان المستخدمة في بطاقات الأعراس. إلا أن ديما تميل إلى تلك "الكلاسيكية، التي كما وصفتها "لا يمكن الاستغناء عنها. فمثلا نستعمل اللون الذهبي أو البرونز أو الأوكسيديه أو الفضة. أي نستعمل أحد الألوان الحرارية التي تعبر عن الديكور العام لحفل الزفاف. وإذا كان تصميم الحفل فضي الطابع فيجب أن يكون لون بطاقة العرس مائل إلى الفضة الفاتح أو قريب إلى اللون الثلجي، مع استخدام بعض الستراس، وربما تموجات بنفسجية أو زرقاء. لذلك عند بداية العمل يتم اختيار لون بطاقة حفل الزفاف، ثم الهدية المرفقة معها، فالأحجار التي تزين البطاقة والهدية. وفي النهاية يتم اختيار شكل البطاقة ونوعيتها".