المهندسة عزة سليمان مديرة الإسكان لـ هي : جائزة الإمارات لسيدات الأعمال حفزتني

دبي: معالي الغمري Maaly Elghamry تصوير: عبد الله توق صديقاتها يسمونها "الفراشة"، وهي فعلا رقيقة، لا تفارق الابتسامة وجهها، وتشعرك بأنها خفيفة، متفائلة، وتطير وراء طموحاتها وأحلامها كالفراشة، ولكن لا يغرك هذا المظهر الرقيق السعيد للمهندسة عزة سليمان، فهي واحدة من أقوى النساء على محاربة ظلم القدر والمصاعب وعقبات الحياة. مرت بأزمة عائلية مؤلمة بوفاة زوجها ووالدها، ولكن بدلا من أن تكسرها قسوة الحياة التي تركتها في عز الشباب أرملة وأم مسؤولة عن ثلاثة أطفال، تغلبت عليها بالمزيد من العطاء في العمل، حتى فازت بجائزة الإمارات لسيدات الأعمال عن سنة 2011 عن فئة المهنيات، وفازت وزارة الأشغال التي تعمل بها بجائزة التميز في الأداء الاستراتيجي لثلاث سنوات متتالية، هي السنوات التي عملت خلالها في الوزارة وما زالت، وفي السنة الماضية فازت أيضا بأفضل جهة اتحادية. وعن المشاريع الضخمة التي شاركت وتشارك في تنفيذها من موقعها كمديرة للإسكان بالوزارة، مسؤولة عن قطاع الإسكان لذوي الدخل المحدود، وحول كيفية استقبالها لفوزها بجائزة الإمارات وتأثيره فيها، وأسلوبها في مواجهتها لآلام الحياة بالاستغراق في العمل، والمشاريع التجارية الخاصة التي أسستها، دار هذا الحوار الخاص بمجلة "هي". •أنت مديرة للإسكان، فما هي المشاريع التي قمت وتقومين بتنفيذها؟ -كنت مسؤولة عن تنفيذ أول مشروع اتحادي لتمليك مساكن للمواطنين، وهي التي تم بناؤها في السبعينيات، وفي العام الماضي تحملت مسؤولية أكبر مشروع إسكان حكومي اتحادي في دولة الإمارات لبناء 1500 فيلا، وهذا العام كلفت بمسؤولية مشروع لبناء عدد مماثل، وأداؤنا المتميز لتنفيذ كل هذه المشاريع جعل وزارة الأشغال تفوز بأفضل جائزة اتحادية هي جائزة التميز في الأداء الاستراتيجي لثلاث سنوات متتالية، كما فزنا السنة الماضية بجائزة أفضل جهة اتحادية. •معظم العاملين في قطاع الإسكان من الرجال، فهل سبب لك ذلك أي نوع من الصعوبة في العمل؟ -ليست صعوبة بالضبط، فقد كنت في البداية أخجل كثيرا في تعاملي خلال العمل، ولكنني تعلمت أكثر وتدربت مع الوقت أكثر، وأصبحت من أفضل الكفاءات بينهم، والحقيقة أنني قوبلت منهم بالاعتراف بجهودي وكفاءاتي، الرجل يقدر المرأة إذا هي قدمت صورة إيجابية عن نفسها، فخلال دعايتي الانتخابية لمجلس الشورى، كنت أتنقل بين الجبال، وكان الرجال يقابلونني بدعم وتقدير. •ما هي قصة تقدمك للحصول على جائزة الإمارات لسيدات الأعمال؟ -لم أكن أفكر في التقديم للجائزة، لأنني كنت أشعر بأنني عندما أعمل بجد، فإنني لا أعمل شيئا خارقا أستحق عليه جائزة، وإنما أنا أؤدي واجبي فقط، ولكن صديقتي شجعتني ودفعتي للتقديم، فوافقت وخصوصا أن شعار المسابقة هو الفراشة، واسمي بين صديقاتي هو الفراشة للتدليل، فالفراشة جميلة، ولكنها لا ترى جمال ألوانها، ولكن الناس هم الذين يرونها. •وماذا استفدت منها؟ _ عندما بدأت أجهز ملخصا عن قصة حياتي، وأعد الأدلة لتقديمها للمسابقة شعرت بأن هذا يكفي، وشعرت بشعور الفائزة، ولم يعد يهم إذا فزت أم لا، فما دمت تعملين بإخلاص وحب، فلا بد أنك ستجدين التقدير في النهاية، فخلال مراجعتي لشريط حياتي أدركت مدى الإنجازات التي حققتها، وأحسست بأنني فعلا ملكة الفراشات. فوزي أعطاني المزيد من الثقة بالنفس، ودفعة لتحقيق المزيد من النجاح، حتى إنني تشجعت للترشيح لمجلس الشورى الاتحادي في دورته الأخيرة، وكانت كل إنجازاتي مدونة بالفعل، بعد أن كنت قد جهزتها من أجل التقديم للجائزة. ورغم أنني لم أفز بمقعد، إلا أنها كانت تجربة غنية جدا، الجائزة حفزتني وجعلتني أشعر بأنني أقف بين الناجحين. لقد غيرتني كثيرا. •وكيف كان هذا التغيير؟ -فوزي أعطاني دفعة لتحقيق الكثير، فقد درست وحصلت على شهادة التدريب، وأنا حاليا مدربة متخصصة أعطي دورات تدريبية لمدة 3 أيام بالوزارة، وأصبحت من المتخصصين المعترف بهم على أعلى مستوى في ميدان استراتيجية الإسكان، ولولا ذلك لتركت الوزارة، واتجهت إلى مجال التدريب، وأيضا كانت عندي فكرة لمشروع لتخطيط الحدائق، وآخر لتربية الحيوانات، بدأت فعلا في تنفيذهما، ولكنهما توقفا بعد وفاة زوجي، ولكن حصولي على الجائزة أعطاني دفعة لأعود إلى استكمالهما، وحاليا أقوم بخطوات تنفيذية لاستكمال المشروع الأول، كما أصبحت عندي مزرعة في الخوانيج، نحن كسيدات نحتاج إلى أن يقدر الآخرون إنجازاتنا، والتقدير الذي حصلت عليه بفوزي بالجائزة كان أغلى شيء عندي. •هل انعكس فوزك بالجائزة على الآخرين من حولك؟ -المشاعر التي شعرت بها عندما تسلمت الجائزة جعلتني أدرك قيمة المكافأة على العمل، وحفزني ذلك على تبني سياسة المكافأة في العمل وفي البيت حتى مع أطفالي، فالمكافأة لها مفعول السحر في التحفيز على العمل، والتشجيع على الاستمرار في التفوق وحسن الأداء، والكلمة الحلوة هي في حد ذاتها مكافأة. لقد تغير إحساسي بقيمة الأشياء، ولكن المهم أن نشجع ونحفز أنفسنا أولا، وذلك بالتقدم للمسابقات والجوائز المختلفة. الحوار كاملا ستجدونه في العدد 226 من مجلة هي