الفتاة ذات القرط اللؤلؤي
أبوظبي – فاتن أمان
تعتبر لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي الزيتية من أشهر اللوحات التي رسمها الفنان الهولندي "يوهان فيرمير" وتم اطلاق اسم "موناليزا الشمال" عليها من قبل نقاد تشكيليين. وقد اقتصر الفنان في رسمها على الالوان الاساسية، أما قيامه بوضع الغطاء فوق رأس الفتاة فهي موضة كانت شائعة آنذاك بين نساء اوروبا خلال فترة الحروب مع العثمانيين آنذاك فكانوا معجبين بلباس وأسلوب حياة ذلك العدو. أما قرط اللؤلؤ فقد تعمد "يوهان" بأن يكون واضحاً وكبيراً وذا بريق متدلياً من اذن الفتاة وما حوله معتم.
نبذة عن الفنان
يوهانس فيرمير عاش ولد عام 1632، وتوفي في 1675 م، هو رسَّام هولندي، ولد في بلدة دِلفْتْ (Delft) الهولندي، و.يعتبر من أكبر فناني القرن الـ17 الميلادي في أوروبا.
هذا الفنان الاسطورة ثارت حول اعماله وحياته الكثير، من التساؤلات والغموض عاش حياة قصيرة، وخلف وراءه فيها بما يقرب من خمس وثلاثون لوحة، ينتمي للفن الباروكى لم يلفت الانتباه الا فى منصف القرن الثامن عشر عندما اكتشف فنان فرنسى لوحاته وخاصة لوحة المذكورة أعلاه، وابدى اهتمام بكشف تاريخ هذا الفنان وعرض لوحاته، في المتاحف العالمية.
فيرمير لم تظهر له اى لوحة شخصية لتظل ملامحه مجهولة، وحياته يشوبها بعض الاسرار عن جدارة، فالبعض يقول أن هذه اللوحة هي لإبنته ماريا الكبرى، وآخرون يقولون أن الفتاة التي ظهرت في اللوحة هي فتاة تنتمي لـ آسره متوسطة الحال غدر بها الزمان بعد عمي رب الاسره عند انفجار الفرن الذي كان يعمل به لطلاء الكاشي، ثم اضطرت العائله لارسال ابنتهم للعمل كـخادمة في بيت الفنان فيرمير وتعجب الفتاة الفنان الرسام لتكون موديل لاشهر لوحاته "موناليزا الشمال"، ويستحق فيرمير لقب شاعر اللوحات الفنية فكان يغزل بريشته قصائد جميلة نتج عنها اعمال خاصة للفتيات الرقيقات وهن يستلمن خطابات غرامية او يكتبهن او يعزفن على الالات الموسيقية ولم ينسى ايضا ان يرسم لوحة فنية لا تقل جمالا عن باقية اعماله لسيدة وهى تقوم بغزل خيوط من الدانتيلا، وسميت بعاملة الدانتيلا وقتها كانت الدانتيلا تزين جميع الاثواب النسائية وإكسسوارات المنازل من مفارش وسائد ووستائر وغيرها.
إسلوب رومانسي وفريد
"يوهان فريمير" فنان رقيق رومنسي، كما اشتهر بمناظر غرفه المملوءة بالضوء وبشخوصه المتأمّلة، وببراعته في تمثيل الكراسي والإطارات المعلقة على الجدران وقطع الأثاث، وهناك من يشبّه لوحاته بالصور الفوتوغرافية لشدة واقعيّتها. وقد تجدّد الاهتمام بأعماله بشكل خاص بعد اختراع آلات التصوير الفوتوغرافي حوالي منتصف القرن التاسع عشر.وهناك دراسات نقدية وكتب كثيرة تتحدّث عن السّمات الفوتوغرافية في لوحاته.
أسلوب فيرمير المتفرّد وتقنياته الثورية تركت أثرها على أجيال كثيرة ومتعاقبة من الرسّامين. من هؤلاء مواطناه بيتر دي هوك وغابرييل ميتسو ، بالإضافة إلى كلّ من جوناثان جانسون، توم هنتر وأخيرا وليس آخرا سلفادور دالي الذي رسم بأسلوبه السوريالي الشاطح والغريب لوحة أسماها The Ghost of Vermeer أو شبح فيرمير.
لوحة تحولت لفيلم
الكاتبة الانكليزية "تريسى شيفالييه" استوحت روايتها الاجمل والتى تحمل نفس اسم اللوحة بعدما كانت تعلقها بحجرة نومها، وذات صباح من العام 1999 قررت ان تحول هذه اللوحة الجميلة الى رواية انتجت لفيلم حمل الإسم ذاته فامت ببطولته الفنانة "سكارليت جوهانسن" وحصد العديد من الجوائز العالمية عام 2003.