الزواج الثاني.. حقلٌ من الألغام أم من الورود؟

الجزء الثالث والأخير: الزوجة الثانية أبدو دائمًا في كل قصص الزواج الثاني كالساحرة الشريرة في قصص سندريلا والجميلة النائمة وسنووايت، أو ربما كساحرات القرون الوسطى اللاتي اشتهر عنهن اجتماعاتهن الشيطانية حول المقابر ليلاً، يتسلين بشرب دماء الأطفال الرضع.. يهوذا الذي خان المسيح.. حواء التي اتُهمت بإغواء آدم ليأكل من الشجرة المحرمة.. أنا الزوجة الثانية.. فمَن يسمع الرواية من جانبي؟ قد يُقنعُ الرجل الذي يريد أن يتزوج على زوجته نفسه أنه مظلوم، وضحية حياة زوجية بائسة، أو أنه المخلص الذي تنتظره النساء لينتشلهن من الحياة البائسة.. بعضهم يدعي ذلك، فلماذا لا يصدق الرجل مع نفسه قبل الآخرين؟ قل إنك ترغب في الزواج على زوجتك لأنك مللتها، أو لأني جميلة أو ثرية، أو ببساطة أعلن للجميع أنك وجدتَ شخصًا تحبه وترغب في البقاء معه، وأنك – مع ذلك - لا تنكر على زوجتك الأولى شيئًا.. لا تنسَ أن " شرط المحبة الجسارة.. شرع القلوب الوفية ".. يهاجمك الجميع لأنك اعترفت بالأمس بحبها، ثم تزوجت اليوم عليها.. ينسون أن القلوب بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء. قد تقنع الزوجة الأولى التي تزوجني زوجها نفسها أني صنفٌ من النساء لم تره من قبل، يعرف كيف يخدعُ زوجًا غريرًا مسكينًا طيبًا، ويختطفه من بيته الآمن وزوجته الطيبة.. مَن أخبرها أن هناك زوج يُخْتَطَفُ رغم إرادته؟ إن المحب لا يرى سوى من يحبه، فإذا كان الزوج يحب زوجته حقًا، لن تُجدي معه كل محاولات الإغواء الخارجية. قد أكون مخطئة في نظر البعض، لكني لا أفهم لماذا يتسامح المجتمع مع الزوج ولا يتسامح مع مَن تزوجها؟ لماذا يفترض الجميع دومًا ان الزوجة الثانية حتمًا ساحرة شريرة؟ الأمر – ببساطة شديدة – أني قد أحببتُ رجلاً شاء القدر أن يكون متزوجًا، فهل الزواج الذي أحله الله أصبح خطيئة؟ أنا الزوجة الثانية.. مخطئة أو محقة.. طيبة أو شريرة.. زوجة أو نصف زوجة.. لا يعنيني كثيرًا.. طالما لا أفعل ما أخجل من مواجهة العالم به.