الزواج الثاني.. حقلٌ من الألغام أم من الورود ؟

الجزء الأول : وجهة نظر الرجل؟

يختلف الحكم على الأمور دومًا باختلاف الجانب الذي ينظر منه الإنسان ، ورغم أن بعض الأمور واضحة ولا تحتاج لمزيدٍ من التوضيح ، كأن يكون الشرع قد أوضحها مثلاً ، إلا أن البعض يظل يتعامل معها باعتبارها مسألة خاضعة للأهواء الشخصية .

من الأمور التي ينطبق عليها الوصف السابق موضوع الزواج الثاني.. إذا كنتَ رجلاً ، فلا شك أنك ستنظر للأمر بطريقة مغايرة تمامًا عن نظرة المرأة له .

ينبغي في البداية أن نتفق على أنه ليس من حق أي كائن أن يحرّم حلالاً أو يُحل حرامًا . وإذا كان الزواج حلالاً خالصًا ، فما السر في النزاع الدائر دومًا حوله ،  حين يكرره الرجل ؟ وما الذي يدفع الرجل إلى الزواج مرةً ثانية ؟ وما الذي يدفع المرأة – غالبًا – إلى اعتبار زواج زوجها إهانة مباشرة لكرامتها ؟ هذا ما نحاول أن نفهمه .

يبرر الرجل زواجه الثاني دومًا بتقصير زوجته الأولى في أمرٍ من الأمور ، وغالبًا ما تكون الحقيقة لها علاقة بعلاقتهما الحميمة ، لكن الرجال لا يفصحون ، بل يتعللون بأسبابٍ واهية على غرار " لم تعد تفهمني . صارت كثيرة الشجار . لا تهتم بمظهرها ... إلخ " . عليك أيها الزوج أن تفهم أن العلاقة الحميمة ليست أمرًا هامشيًا يمكن التغاضي عنه حين يفسد بين الزوجين ، فواجه اختياراتك بشجاعة ، وافهم أن هناك خطوات ينبغي السير عليها أولاً ، قبل أن تعلن يأسك وتلجأ للزواج مرةً أخرى .

أولى تلك الخطوات أن تنبه زوجتك إلى تقصيرها الذي تراه . لا تنبهها مرة واحدة ثم تعلن أنك قد أديت ما عليك ، بل ابذل جهدًا للحفاظ على الحب والمودة اللذين جمعا بينكما ذات يوم . لا تياس من تكرار الإرشاد والنصح ، فشريكة حياتك تستحق منك أن تتعب من أجل حياتكما .

إذا كررت التلميح والإرشاد والتصريح ولم تجد نتيجة ، الجأ إلى حكمٍ من أهلها تثق في رأيه وعقله ، ثم أخبرها بعزمك على الزواج من أخرى ، ولا تتزوج دون علمها ، فتطعنها مرتين ، مرة بزواجك والأخرى بكتمانك عنها إلى أن تعرف مصادفةً . امنحها حرية الاختيار بين الاستمرار معك أو مغادرة حياتك بلا رجعة ، فإذا كان من حقك أن تتزوج ، فليس من حقك أن ترغمها على ما لا ترغب .لا تكذب ولا تلجأ للمراوغة ، فتفقد احترامها لك حين تدرك كذبك .

تُرى كيف تنظر الزوجة إلى الزواج الثاني ؟ وهل تتفهم مبررات الرجل في الإقدام عليه ؟ وكيف ترى حياتها عند وقوعه ؟ هذا ما نتحدث عنه في الجزء القادم من " الزواج الثاني.. حقلٌ من الألغام أم الورود " ؟